قيل لأرسطو: كيف تحكم على انسان؟ فأجاب: أسأله كم كتاباً قرأ وماذا قرأ ؟

مدينة آن آربر بولاية مشيكان الامريكية، هي مدينة جامعية تحتضن (جامعة مشيكان ـ آن آربر ـ) التي تحظى بسمعة كبيرة وسط الجامعات الامريكية وتصنف ضمن العشرة الاوائل في البلاد، وهذه الخصوصية منحتها صفة ثقافية ، حيث تكثر فيها المسارح والمكتبات وتعج طوال السنة بالنشاطات والفعاليات ذات الطابع المحلي والوطني وحتى العالمي.

وقد احتضنت المدينة يوم ٢٣ تشرين اول ـ اكتوبر ٢٠١٨ ، حدثاً ثقافيا فريدا بعنوان  " الكتب في طريق المارة"  وتبنته ـ مؤسسة الدراسات الانسانية في( جامعة مشيكان ـ آن آربر ـ) بالتنسيق مع صاحب الفكرة الاساسي ، جامع الاعمال الفنية الاسباني الجنسية " لوزنتيربتوس" ، حيث حقق قبلها أربعة فعاليات ناجحة نالت اعجاب كل من شاهدها في مدريد ـ اسبانيا ، تورنتو ـ كندا ، ملبورن ـ استراليا ، ومدينة نيويورك الامريكية ، لتكون مدينة آن آربر الخامسة في هذا التسلسل .

وتقوم الفكرة على عرض آلاف الكتب المزدانة بأضوية (الليد)، وبشرط ان يكون العرض مساء ، وهكذا كان الحدث في مدينة آن آربر، حيث   غُطي ( شارع المكتبات) والواقع ما بين شارعي ـ ستيت و مينارد ـ بعشرة آلاف كتاب (١٠,٠٠٠) كلها مزدانة من الداخل بالاضوية التي تعمل ببطارية صغيرة، وامتد النشاط من الساعة الخامسة عصرا وحتى الساعة الحادية عشر مساءاً وحضره آلاف الزوار المنبهرين بهذا الكرنفال الفريد .

احاط الحضور  ملحمة الكتب هذه ، وكانت انوار الكاميرات لا تتوقف من التقاط الصور، فيما كانت السماء رحيمة في هذا المساء الخريفي ، حتى ان القمر زيّن ليلها، وبعد عدة ساعات دُعي الحضور لاخذ الكتب، مجانا، ولكل حسب ما يحتاج او يمكن حمله ولم يمض وقت طويل ، حتى بانت ارضية الشارع ، وصار لهذه الكتب منزلا وراعيا وقارئاً جديدا!

اما فكرة وضع الضياء ـ الليد ـ داخل الصفحتان الوسطى للكتاب، فيما يترك الكتاب مفنوحاً ،  فهي اشارة الى ان نور المعرفة يأتي من بطون الكتب، يأتي من القراءة.

معظم الكتب التي عرضت كان من المقرر ان ترسل الى معامل (اعادة التدوير الورقي)، وبعضها تبرع بها مواطنون وأصحاب المكتبات المحلية وبعض المؤسسات في المدينة ، وقد خصصت احدى قاعات الجامعة للمتطوعين الذين عدّوا بالعشرات حيث استغرق العمل منهم ثمان أيام (٨ ايام) لتجميع وتهيئة الكتب وتحضيرها.

كانت تجربة جميلة تأخذك من حيث لا تدري الى تجربة " شارع المتنبي" الفريدة في العالم ، حيث مهرجان وكرنفال عرض وبيع الكتب كل يوم جمعة، وطوال السنة.

يقول الشاعر البحريني قاسم حداد : القراءة ، زيت قنديلك!

 

عرض مقالات: