يتواصل الصراع بين القوى المتنفذة من اجل الاستحواذ على المناصب والمواقع الحكومية، وللهيمنة على أي موقع مستحدث واي منصب خلا توا لسبب من الاسباب. وان مثل هذا الصراع يدور اليوم  مريرا على منصب امين بغداد .

ولا غرابة في ان تسعى الاطراف المذكورة الى اعادة فرض سيطرتها على هذا المنصب المهم، وهي التي سبق ان سخرته لخدمة مصالحها. خصوصا وان لامانة بغداد ما لها من إمكانات مالية كبيرة ومشاريع كثيرة وصلاحيات واسعة.

ولا جدال في ان من يسكن مدينة بغداد يعرف تماما انها تئن، شأن محافظات الوطن الاخرى ومدنها واريافها، تحت وطأة سوء  الخدمات وتردي تجهيز الكهرباء وتعطل المشاريع الإنتاجية وارتفاع نسب البطالة والفقر، بجانب بؤس احوال العشوائيات وازدحام الطرق وضآلة اعداد المدارس وتدهورالرعاية الصحية وانعدام النقل العام، وتردي حال الشوارع  خاصة الفرعية والجانبية التي تنتظر ان يصلها الاكساء والتبليط ، فضلا عن اكداس النفايات واختناق المجاري وفيضانها صيفا وشتاء، وعدم وصول الماء الصالح للشرب الى احياء ومناطق عديدة منها، واستمرار التجاوزات على تصميمها الهيكلي والاساسي وتفاقم أزمة السكن.

هذا هو حال عاصمتنا بغداد، وحتى اسوأ ربما. فمن المسؤول عن هذا الواقع  البائس، وعن الكثير من المشاهد التي تدمي القلب، خاصة بالنسبة الى من عرف بغداد في غير وقتها الراهن ؟

لماذا يا ترى تعيش بغداد هذا الواقع  المزري رغم مليارات  الدولارات التي خصصت لها؟ وأين ذهبت تلك الاموال وفي جيوب من استقرت؟!

ان بغداد اليوم بحاجة الى إدارة مختلفة تماما، ادارة ذات منهج وتوجه مختلفين عن اللذين اعتمدهما من تولوا مسؤوليتها منذ ٢٠٠٣ حتى الان ، ويقومان أساسا على الكفاءة والنزاهة، وعلى توظيف الموارد وما يخصص لها من أموال للارتقاء بها ويذكّر ببغداد الماضي والحاضر .

ان من الضروري الا تعود إدارة بغداد مجددا الى ايدي من سرقوا أموالها،  واقاموا المشاريع الوهمية او المتلكئة، وهمهم الأول حصد المكاسب الذاتية لانفسهم ولمن دعموهم.

وان على عاتق من يتولى مسؤولية  امانة بغداد، ان يطلق حملة لا هوادة فيها لتصفية مظاهر الفساد المستشري وفرض الرشى على المواطنين، ولالزام منتسبيها بأداء مهامهم بنزاهة وكفاءة وإخلاص .   

ان من الواجب تحرير إدارة بغداد من المحاصصة المقيتة، وابعادها عن التوازنات التي تتحكم فيها القوى النافذة في نهاية المطاف. وهذا تحد واختبار اخر لقدرة الحكومة المؤقتة على ترشيح شخص مناسب من خارج منظومة المحاصصة وبعيدا عن اخطبوط الفساد والمافيات   .

ان على أبناء بغداد الغيورين على عاصمتهم والمتطلعين الى التغيير الشامل الحقيقي، ان يرفعوا صوتهم عاليا ويضغطواعلى الحكومة المؤقتة، وان ينظموا الفعاليات والنشاطات المتنوعة من اجل تحقيق اختراق نحو الامام.

ولتكن البداية من بغدادنا الحبيبة.