جاء اتفاق التطبيع بين  دولة الامارات واسرائيل برعاية امريكية يوم الخميس الماضي خطوة تصعيدية أخرى على طريق تنفيذ اتفاق ترامب – نتانياهو وما يسمى بـ"صفقة القرن" السيئة الصيت التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني العادلة في انهاء الاحتلال الاسرائيلي وحق العودة وإقامة دولته الوطنية المستقلة. ولقي الاتفاق شجباً وإدانة قويين من جانب الشعب الفسطيني وقواه الوطنية التي اعتبرته طعنة غادرة في ظهره.   

ولم يأت هذا الاتفاق المذل مفاجئاً، فقد سبقته خطوات تطبيعية، في الخفاء والعلن، بين  عدد من الانظمة  العربية واسرائيل وفي اطار استراتيجية الولايات المتحدة لإدامة وتعزيز هيمنتها على منطقة الشرق الاوسط والتحكم بثرواتها. وتندرج في هذا السياق قمة الرياض في ايار 2017، التي حضرها ترامب وكان ثمنها صفقات اسلحة امريكية للسعودية بمليارات الدولارات، وقمة البحرين الاقتصادية في حزيران 2019، ولقاءات نتانياهو ومسؤولين اسرائيليين بقادة عرب.  

وسرعان ما تكشف زيف الادعاء  بأن الاتفاق على اقامة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع اسرائيل جاء مقابل وقف خطط نتانياهو ضم أكثر من ٣٠ في المئة من مساحة الضفة الغربية. فقد كشف نتانياهو ان الاتفاق لن يلغي هذه الخطط بل تعليقها مؤقتاً، وهو ما أكده مسؤولون كبار في الادارة الامريكية. كما توقع مستشار ألأمن القومي الامريكي حصول اتفاقات مماثلة بين إسرائيل ودول عربية أخرى، قائلاً "نعتقد أنه توجد دول أخرى مستعدة" لخطوة من هذا النوع. 

 ان اتفاق التطبيع يمهّد لهرولة دول عربية اخرى للتطبيع مع اسرائيل، وبعضها لم يتردد باعتباره "خطوة تاريخية". 

كما يبدو واضحاً من وصف الرئيس الامريكي للاتفاق بأنه "تاريخي" و"أهم انجاز منذ ربع قرن" انه يسعى لتوظيفه دعائيا مع تزايد المصاعب الداخلية واقتراب الانتخابات الرئاسية الامريكية في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم. ويواجه نتانياهو ايضاً أزمة داخلية متعمقة يسعى لصرف الانتباه عنها بالمزيد من التوسع الاستيطاني والضم والاحتلال وقمع الشعب الفلسطيني.  

ان حزبنا الشيوعي العراقي، إذ يدين بقوة اتفاق التطبيع بين دولة الامارات واسرائيل برعاية واشنطن، يؤكد مجدداً وقوفه بثبات مع الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية لإحباط المخطط الامريكي الصهيوني الشرس لتصفية قضيته العادلة الذي تنخرط الرجعية العربية  في تنفيذه لحماية انظمتها الفاسدة الذليلة وبالضد من مصالح الشعوب العربية. 

ونرى ان مواجهة هذه المؤامرات والدسائس يتطلب استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، فهي السلاح المجرّب لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وكسب المزيد من التضامن العالمي معه لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية  وتحقيق تطلعاته المشروعة في إقامة دولته الوطنية المستقلة على ارضه وعاصمتها القدس. 

15-8-2020