مرة أخرى يجسد الشيوعيون قيمهم الانسانية. ففي ظل ظروف اشتداد الأزمات في البلاد، وتفاقم معاناة الملايين من الفقراء والكادحين، والحرمان من أبسط حقوق حياة الانسان، وعلى الرغم من وباء كورونا وعواقبه وقيود حظر التجوال، هبّ الآلاف من بنات وأبناء حزبنا في بغداد وفي سائر مدن العراق، ليحولوا الاستعدادات لاحياء الذكرى السادسة والثمانين لتأسيس حزبنا في الحادي والثلاثين من آذار منطلقا لممارسة ذات دلالات عميقة. فمنذ ذلك الحين وعلى مدى الفترة الماضية انغمرت منظمات حزبنا في سائر أرجاء الوطن بعمل متفانٍ اتسم بالتحدي، والروح الانسانية العالية، والرغبة في العطاء، والتعبير عن التضامن مع المحتاجين، وتقديم ما يمكن أن يخفف من معاناة الفقراء والكادحين ممن أوقفت ظروف وباء كورونا مصادر رزق الكثير منهم، الشحيحة أصلاً.
وقد استقبلت ممارسة توزيع السلال الغذائية على عشرات الألوف من المحتاجين، فضلاً عن عمليات التعفير في البيوت والمناطق وتوزيع مواد التعقيم والكمامات والقفازات وأدوية الأمراض المزمنة والملابس وكسوة العيد ... ناهيكم عن حملات التبرعات والتكافل الاجتماعي التي قامت بها منظمات عديدة في الوطن وفي الخارج، وكذلك أصدقاء لحزبنا، استقبلت بمشاعر العرفان والاعتزاز من جانب من قدمت لهم هذه المساعدات الانسانية.
وكانت هذه الممارسة مدرسة نضالية جديدة لتدريب الشيوعيين الشباب على التواصل مع الجماهير وتفهم معاناتهم والسعي الى تلبية مطالبهم.
ان الاجتماع الاعتيادي الكامل للجنة حزبنا المركزية، المنعقد في الفترة من 4 إلى 7 من حزيران 2020، اذ يمجد ذكرى من قدموا أرواحهم في غمرة تحدي وباء كورونا ومن راحوا ضحية هذا الوباء، واذ يشيد بدور الكوادر الطبية والصحية المميز في مكافحة الوباء، فانه يتوجه بتحايا الاعتزاز العميق بمنظمات حزبنا وكل رفيقاتنا ورفاقنا وسائر أصدقائنا ممن ساهموا في هذا الفعل النبيل والممارسة الخيّرة، وقدموا أمثلة ساطعة على السجايا الانسانية الرفيعة، وعكسوا، مجدداً، المواقف السامية لأصحاب الأيادي البيضاء تجاه كادحي شعبهم.

اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في 4 – 7 حزيران 2020