منذ اكثر من أربعة اشهر وجائحة كورونا تجتاح العالم، حاصدة ارواح مئات الآلاف من مختلف الشرائح والطبقات الاجتماعية.
ولم نكن نحن في العراق بمنأى عن هذه الكارثة الصحية، حيث عانت على وجه الخصوص الطبقات الكادحة والفقيرة وشرائح الاجراء اليوميين والكسبة، ممن يعيلون اسرهم بكد عملهم اليومي.
ورغم كل الظروف الصعبة بل والكارثية، وتهالك البنى التحتية الصحية والخدمية نتيجة 17 عاما من الفساد وسود الادارة، تبذل كوادرنا الصحية اقصى طاقاتها مجترحة المآثر في محاولاتها التصدي للوباء والوقاية منه وعلاج المصابين، ما ادى الى اصابة العشرات منهم وسط العجز عن تعويضهم، وسد النقص الحاصل في المستشفيات والمرافق الصحية الاخرى.
والى جانب هذا نلاحظ بأسف وألم عدم الالتزام باجراءات الحظر الشامل، وعدم القدرة على فرض التقيد بها، وقصور التدابير الحكومية ذات الصلة على مختلف الصعد، وتجاهل شروط الوقاية الشخصية والمجتمعية ومتطلبات فرض الحظر الشامل في حال ارتأت الجهات المختصة اللجوء اليه. والسؤال الأهم هو: ما هي التدابير التي استعدت الحكومة لاتخاذها من اجل تضييق دائرة الخطر الداهم على كافة المستويات، واولها المستوى الصحي والمستوى الاقتصادي، وعدم ترك الأمور على عواهنها، والعمل على اشاعة الادراك بالترابط المتبادل بين وعي المواطن وتأمين حقوقه الاساسية.
اننا إذ نشهد التداعي في اوضاع المستشفيات والمرافق الصحية، بعد ان تجاوز عدد الإصابات 10 آلاف بكثير، ما يعكس فشل السياسات المعتمدة، الصحية والاقتصادية والأمنية وغيرها، نرى ان من واجب الحكومة المؤقتة ومؤسساتها اتخاذ إجراءات هامة عاجلة، من بين تدابير اوسع نطاقا:
1- اعتبار خدمة الكوادر الصحية ضمن خط الصد الأول خدمة ممتازة لأغراض العلاوة والترفيع والتقاعد
2- إعادة النظر في رواتب المتقاعدين من الكوادر الطبية والصحية والتمريضية.
3- مناقلة المبالغ المستقطعة من مختلف القطاعات، لغرض توفير مستلزمات الوقاية للكوادر الصحية، وعدم اهمال احتياجاتهم بل واعتبارها أولوية، حفاظا على حياتهم ولضمان استمرارهم في أداء واجبهم الإنساني والأخلاقي .
4- الاستفادة القصوى لوزارة الصحة من كافة الاختصاصات الطبية والإدارية المتوفرة في مواجهة جائحة كورونا.
5- زيادة التخصيصات المالية من قبل الحكومة لوزارة الصحة، وتأمين تمويل طوارئ لمواجهة الجائحة استثناءً من القانون.
6- زيادة حملات التوعية والتثقيف بمخاطر الوباء، وتوسيع حملات التعفير اليومية خاصة في المناطق الشعبية.

اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في 4 – 7 حزيران 2020