قبل يوم من الذكرى السنوية الأولى لمجزرة جسر الزيتون، كانت مدينة الناصرية الحبيبة على موعد مع عملية سفك دماء زكية أخرى خططت لها قوى لا تريد لشعبنا ولانتفاضة تشرين المجيدة خيرا ، وتقف بالضد من تطلعات المنتفضين المشروعة والعادلة ،اذ شهدت المدينة مساء يوم الجمعة 27/11 هجمة شرسة قامت بها عناصر مسلحة خارجة على القانون ، لاقتحام ساحة الحبوبي ( أيقونة الانتفاضة)فأقدمت على حرق الخيام وجرفها ب(الشفلات) واطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين ، واثارة الرعب بين المواطنين وهي تحاول ان تحكم سيطرتها على مركز المدينة وشوارعها تحت وابل من الرصاص.
كل ذلك جرى امام انظار الأجهزة الأمنية المكلفة بحماية المتظاهرين في ساحة الاعتصام، والقبض على من تعمد القتل لفرض ارادته، مما أتاح لمرتكبي المجزرة حرية الحركة والتمادي في التجاوز على أمن المواطن.
لقد راح ضحية هذا الاعتداء المدان واقتحام الحبوبي واستخدام العنف بكل اشكاله وأدواته عدد من الشهداء وأكثر من (70) جريحا.
في الوقت الذي نجدد فيه موقفنا الثابت والمؤازر لحق المواطنين الدستوري في التظاهر والاعتصام السلميين والمطالبة بحقهم في العيش الكريم في وطن خالٍ من الفاسدين والسلاح المنفلت، وطن حر غير تابع لأية إرادة خارجية، في الوقت نفسه نكرر استنكارنا وبشدة للعنف واستهداف المتظاهرين بالقتل والتهديد والملاحقة، وان من تسبب بما حدث يتحمل مسؤولية إراقة الدماء وتداعيات ذلك على السلم الأهلي.
كما نحمل الحكومة الاتحادية والمحلية والأجهزة الأمنية المسؤولية عن فقدان الأرواح وتعريض المتظاهرين السلميين لشتى اشكال العنف والترويع، بسبب التراخي غير المبرر عن ملاحقة كل من تسبب بأحداث هذه الاعتداء المستنكر والمدان وتقديمه للقضاء بلا تسويف ومماطلة.
ان السبيل لترسيخ الامن والاستقرار وإعادة ثقة المواطنين بمؤسسات الدولة، هو الاستجابة لمطالب الشعب المتمثلة في الكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاكمتهم، ونزع السلاح المنفلت ومكافحة الفساد والفاسدين واسترداد أموال الشعب المنهوبة، وخلق بيئة سياسية آمنة لأجراء انتخابات مبكرة حرة وعادلة ونزيهة وتحت اشراف دولي.
عاش العراق
المجد والخلود
لشهداء الانتفاضة
الشفاء العاجل للجرحى
لجنة محلية الناصرية
للحزب الشيوعي العراقي
29/11/2020