شهدت ثمان محافظات خلال اليومين الماضيين تظاهرات حاشدة، طالبت بتوفير فرص العمل وصرف الرواتب المتأخر للموظفين، كما نددت بالوسائل القمعية التي ما زال يتعرض لها المتظاهرون.
وتنوعت أساليب الاحتجاج، بين وقفات ومسيرات وتجمعات جماهيرية، متوزعة أمام مقار الدوائر الحكومية، وفي ساحات الاحتجاج المركزية وغيرها.

الشهادات العليا تعود الى العلاوي

ففي بغداد، جدد العشرات من حملة الشهادات العليا، تظاهراتهم التي تطالب بتوفير فرص العمل، منذ شهور.
ووفقا لمراسل “طريق الشعب”، بلال رضا، فإن حملة الشهادات العليا “نظموا مسيرة حاشدة، انطلقت من ساحة معرض بغداد الدولي، وصولاً إلى بوابة المنطقة الخضراء، التي اغلق الطريق المؤدي اليها، من قبل القوات الأمنية” على أثر الاحتجاجات.
وأضاف المراسل قائلا: “كما احتشد المئات من الخريجين الوافدين من المحافظات، إضافة الى أمثالهم من بغداد، في منطقة العلاوي، منددين بتفاقم البطالة، وتجاهل مطاليبهم في توفير فرص العمل، التي أكد الكثير منهم غيابها بسب الفساد والمحاصصة”.
وأكد المراسل قيام القوات الأمنية بـ”الاعتداء على بعض خريجي كليات الاعلام خلال التظاهرات”، الامر الذي أثار غضبا كبيرا ورفضا شديدا لتكرار هذه الأساليب ضد التظاهرات السلمية. وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي، يوم أمس، مقطع فيديو يظهر فيه بعض أفرد قوات الأمن، وهم يعتدون بالهراوات على المتظاهرين بطريقة قاسية. وفي سياق ما شهدته العاصمة من احتجاجات، أوضح المراسل قيام العشرات من خريجي القانون، بتنظيم تظاهرة أمام مبنى وزارة العدل، مطالبين بتوفير فرص العمل.

اعتقال متظاهر في واسط

أما محافظة واسط، فشهدت توترا كبيرا بين المتظاهرين والقوات الأمنية، على خلفية اعتقال الناشط أحمد جمعة، الذي اطلق سراحه في وقت لاحق امس بحسب وكالات انباء، وحينها جرى اقتحام ساحة الاحتجاج من قبل قوات مكافحة الشغب وجرى احتجاز عدد آخر من المعتصمين، بعد الاعتداء عليهم بالهراوات.
وقال المتظاهر عزيز نصار لـ”طريق الشعب”، إن “تظاهرة جرى تنظيمها في ساحة الاحتجاج المركزية، تنديدا باعتقال احد المتظاهرين، ما أدى الى حدوث مشادات وتوتر بين المتظاهرين والقوات الأمنية المتواجدة في الساحة”. وأفاد نصار بوجود “استعدادات تجري لتنظيم تظاهرة أكبر للوقوف بالضد من الانتهاكات المستمرة لحرية التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي، في حال عدم الافراج عن المحتجزين”.

تظاهرات وإضراب في الديوانية

من جانب آخر، تجمهرت أعداد غفيرة من الكوادر الصحية والتمريضية في مستشفى الديوانية، والمراكز الصحية المنتشرة في الأقضية والنواحي، للمطالبة بصرف الرواتب المتأخرة وتوزيعها بوقتها المحدد.
وأوضح المتظاهر، أحمد فلاح لمراسل “طريق الشعب”، يوم امس إن “الوقفات التي نظمها الموظفون، جاءت لمطالبة الجهات المعنية بصرف الرواتب المتأخرة في وقتها المحدد”، مشيرا الى وجود “مسؤوليات كبيرة ومتطلبات معيشية ملحة لا تتحمل هذا التأخير، ولا بد من الايفاء بها”.
وشهدت الديوانية أيضا، تظاهرات حاشدة نظمها ذوو الاجور اليومية والعقود في مديرية البلدية، مطالبين بصرف مستحقاتهم المتأخرة.
وأشار المتظاهر، ياسين عبد الله خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، إلى إن “مطالب المتظاهرين كثيرة، ومن أهمها تحويل نظام عملهم إلى عقود وزارية لتطبيق قرار 315 المعطل، واتمام قاعدة البيانات الخاصة بالعاملين”، مؤكداً أن “التظاهرات مستمرة ما لم تتحقق هذه المطالب”. وفي غضون ذلك، أعلن ذوو الأجور اليومية والعقود في مجاري الديوانية، اضرابهم عن الدوام، بسبب تأخر رواتبهم أيضا، فيما جرى إغلاق مبنى المديرية من قبلهم، وإيقاف العمل بها ومنع المراجعين والموظفين من الدخول اليها.

امتعاض المعلمين في البصرة

إلى ذلك، شارك العشرات من المعلمين في البصرة، في وقفة نظمتها نقابتهم، احتجاجا على تأخر صرف الرواتب والعلاوات والترفيعات، فضلا عن تعرض العملية التربوية لمعوقات وقرارات غير مدروسة، تتعلق ببداية العام الدراسي.
وقال المعلم وسام محمد لـ”طريق الشعب”، يوم امس، إن “الوقفة التي نظمتها نقابة المعلمين، شاركت فيها كوادر تدريسية من المركز وبقية الأقضية، واستنكرت تأخير صرف الرواتب”.

المثنى تسأل عن مصير التعيينات

من جهة أخرى، طالب عدد من خريجي كليات الهندسة في المثنى، بالكشف عن ملف التعيينات في دائرة المنتجات النفطية في المحافظة، وذلك خلال تظاهرة نظموها أمام مبنى الدائرة.
ووفقا لفيديوهات وثقت التظاهرة، واطلعت عليها “طريق الشعب”، فإن المتظاهرين اشاروا الى ان “دائرة المنتجات النفطية شهدت خلال الفترة الماضية اطلاق تعيينات وظيفية جديدة للمهندسين دون الإعلان عنها، فيما جرى توزيعها بطريقة المحاصصة المعتادة”.
وأضاف المهندسون، بحسب الفيديو، أن “مدير الدائرة التي يرأسها منذ أكثر من 12 عاما، لم يظهر أي تعاون معهم فيما يخص ملف التعيينات أو تحقيق الشفافية. ومقابل هذا الاهمال، فإن الاحتجاجات سوف تستمر لحين إيصال صوت المهندسين، حتى تتدخل وزارة النفط لكشف تلك الملابسات”.

اعتصامات في ذي قار

وفي محافظة ذي قار، تجددت اعتصامات المئات من الموظفين لليوم الثالث على التوالي، أمام مبنى دائرة الصحة، احتجاجا على تأخر صرف الرواتب.
وقال أحد منظمي الاعتصام، عيد البدري، لوكالات الأنباء، إن “الاعتصام الذي تم تنظيمه بدعوة مسبقة، أصبح الان موحدا لجميع الدوائر، وسيشهد القاء بيان توضيحي في وقت قادم، بشأن الخطوات التصعيدية الأخرى في حال استمر التأخر بصرف الرواتب”.

غضب ميساني

ولم يختلف الحال في محافظة ميسان بشأن ما تشهده بقية المحافظات بخصوص الرواتب المتأخرة والأزمة الكبيرة التي يتعرض لها الموظفون. وشهدت المحافظة، وقفة احتجاجية لموظفي دائرة الضريبة، الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ أكثر من شهرين على وفق تأكيداتهم. وقال الموظف نبيل الدراجي لـ”طريق الشعب”، إن “الموظفين يتحملون ضغط العمل بسبب قلة الملاكات العاملة في الدائرة، وبالرغم من ذلك يواجهون مشقة تأخر الرواتب. نحن الان بصدد اتخاذ خطوات تصعيدية جديدة، اذا بقي الحال المأساوي مستمرا بثقله علينا”.

عرض مقالات: