اثار ترشيح الحزب الديمقراطي الامريكي كمالا هاريس لمنصب نائب الرئيس اهتماما واسعا من الصحافة اليمينية واليسارية العالمية، وفي الوقت الذي سلطت فيه الصحافة التقليدية الضوء على محطات حياة المدعية العامة السابقة في كاليفورنيا والسيناتورة الديمقراطية، الشخصية والمهنية، اهتمت الصحيفة المركزية الالكترونية للحزب الشيوعي الأمريكي (عالم الشعب) بتوجهات المرشحة الجديدة السياسية وميولها التقدمية. وسنحاول في هذه المساهمة تقديم عرض مختصر لأهم ما جاء في مقالة الصحيفة الشيوعية.
تقول الجريدة المركزية للشيوعي الأمريكي في مقال لها في 12 آب الحالي، ان ترشيح هارس لم يقابل بالترحيب من قبل النسوة السود فقط، بل من قبل قطاعات واسعة من الطبقة العاملة وجميع الحركات المرتبطة بها ايضا. ووفقا لأكبر اتحاد نقابي امريكي، فان هارس كانت طيلة السنوات الثلاث الماضية مؤيدة، 100 في المائة في مجلس الشيوخ، لمطالب العمال.
وقال ريتشارد ترومكا رئيس) AFL-CIO الاتحاد الأمريكي للعمل والكونغرس الصناعي) في بيان له بعد دقائق فقط من إعلان الترشيح: “كرست كامالا هاريس حياتها المهنية لمعالجة بعض القضايا الحرجة التي تواجه عوائل العمال”. و”بصفتها مدعية عامة لولاية كاليفورنيا، حملت البنوك الكبرى المسؤولية أثناء أزمة العقارات، وقامت بمقاضاة ارباب الأعمال لسرقتهم أجورنا، ودعمت تمرير إصلاح القانون الجنائي.” وعندما عرض المدانون 3 مليار دولار كتعويض عن جرائمهم ضد العمال، رفضت العرض وأحالتهم إلى المحكمة، وأجبرتهم على دفع 18 مليار دولار. وقال ترومكا: و”بصفتها عضوًا في مجلس الشيوخ، قامت بعمل مثالي لاتحادنا، حيث دعمت عملية تأسيس أكثر إنصافًا لاتحادنا وحماية رعايتنا الصحية وأمن المعاشات التقاعدية”. “نتطلع إلى انتخابها كنائبة للرئيس الأمريكي المقبل”.
وفي حال انتخابها، ستكون هاريس أول امرأة، وثانية أمريكي أسود، وأول امرأة من جنوب آسيا تعمل في أحد المناصب السيادية العليا في الولايات المتحدة الامريكية.
وكان باراك أوباما أول رئيس أسود، قد فاز في انتخابات 2008 و2012 الرئاسية، وعمل بايدن خلال هذه السنوات نائبا للرئيس.
عُرفت هاريس على نطاق واسع، عندما استجوبت في لجنة العدل في مجلس الشيوخ بقوة المرشح الأول لترامب لمنصب المدعي العام، السناتور السابق جيف سيشنز، وكذلك مرشح ترامب الثاني لعضوية المحكمة العليا، بريت كافانو، الذي اتهمته بحق الدكتورة كريستين بلاسي جامعة ستانفورد، بالقيام بالاعتداء الجنسي. عندها صوتت هاريس وجميع الديمقراطيين والمستقلين الآخرين ضده، لكن أغلبية الجمهوريين في مجلس الشيوخ منحته الثقة.
لعبت هاريس أيضًا دورًا قياديًا في استجواب ترامب في مجلس الشيوخ لعزله من السلطة. ومنذ عودتها إلى مجلس الشيوخ بعد انسحابها من الانتخابات التمهيدية لانتخاب مرشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة، نددت هاريس بأداء ترامب لمواجهة وباء كورونا وتولت دورًا رائدًا في إصلاح القانون الجنائي، وهي قضية رئيسية بالنسبة للسود، ومطلب رئيس للاحتجاجات التي اجتاحت البلاد بعد مقتل جورج فلويد على يد ضابط شرطة عنصري.
وباعتبارها ابنة لأم مهاجرة من الهند وأب من جامايكا، دافعت عن مكانة كاليفورنيا باعتبارها “ولاية لجوء” ودعت إلى إصلاح شامل للهجرة، بما في ذلك السماح للمهاجرين غير المسجلين بالحصول على الجنسية، وفق ما أوردته موسوعة بالوتبيديا. ونقلت المقالة بالتفصيل ما أوردته الحركة النقابية وعدد من المنظمات النسوية في سياق دعمها لهاريس من تفاصيل لنضالها ضد العنصرية، ودعمها للنقابات والحركة النسوية، وخصوصا النساء السود والملونات، وكذلك نضالها في مجلس الشيوخ من اجل نظام مدرسي أكثر عصرية وعدلا في الولايات المتحدة الامريكية.
واكد معلقون يساريون على أهمية اختيار هاريس البالغة من العمر 55 عاما نائبة للرئيس المقبل المحتمل بايدن، والبالغ من العمر 78 عاما، والذي من المتوقع ان يكتفي بدورة رئاسية واحدة، مما يفتح الطريق امامها لتكون اول امرأة سوداء تتقلد منصب رئاسة الولايات المتحدة الامريكية.

عرض مقالات: