في الخامس والعشرين من اذار اضرب العاملون في صناعة المعادن في لومباردي ولاتسيوم في ايطاليا من أجل الايقاف المؤقت للعمل في الشركات غير الضرورية  ولدعم حماية العمال الصحية. وجاء الاضراب ايضا احتجاجا على اذعان الحكومة، واعلانها ان قرابة  60 في المائة من جميع مواقع العمل  "ضرورية". لقد جاء اجراء الحكومة الأول على خلفية تصاعد نسبة الوفيات التي سببها الوباء، والعديد من الاضرابات والاحتجاجات في المصانع، لان الكثير من  العمال لم يفهموا لماذا يجب عليهم التخلي عن جميع اشكال التواصل الاجتماعي في أوقات فراغهم ، ولكن يجب أن يستمروا في تعريض أنفسهم لخطر الإصابة في مواقع العمل. ومن جانب آخر بدأ ت النقابات التحشيد في 15 اذار لتنفيذ الاضرابات. وسوف لن يتأثر الاضراب بأزمة الوباء، بل يمكن ان يتعداه لتحقيق المزيد من التغيير لصالح العمال مستقبلا.

وتحت ضغط من المضربين  وافقت الحكومة على مراجعة قائمة الشركات "الضرورية" مع النقابات واتحاد الصناعيين. وفي المرسوم الحكومي ، المعدل والصادر في 25 اذار ، تم إغلاق العديد من الشركات لأنها اصبحت الآن غير "ضرورية". 

وتضم قائمة الشركات التي تم اغلاقها شركات صناعة الطائرات والاسلحة والمعدات الحربية. وتقول السكرتيرة العامة لنقابة عمال المعادن اليسارية فرانشيسكا ري ديفيد إن حوالي 30  في المائة فقط من جميع العاملين سيذهبون إلى العمل في الأيام القليلة المقبلة. وفي مقابلة مع جريدة المانفستو الشيوعية، أعطت ديفيد  أمثلة على الشركات التي تم إغلاقها مؤقتًا. "بدءا من تجميع الآلات الزراعية إلى الأجهزة المنزلية والتعبئة غير المرتبطة بسلسلة الإنتاج الغذائي أو الطبي ، وهناك الآلاف من الشركات التي يجب أن تخفض عدد العاملين مؤقتا  إلى قرابة 30 في المائة  . ان  سلوك اتحاد الصناعيين كان غير مسؤول لأنه اعطى الاولوية للأرباح وليس لمصلحة العاملين، وكان أيضًا قصير النظر: ان معظم القطاعات مثل صناعات السيارات والهندسة الميكانيكية بدون طلب فعمالقة القطاعات  الصناعة الألمانية توصلوا الى  ايقاف العمل . وجميعهم تقريبًا يقومون "بالتخزين" ويمكنهم القيام بأعمال الصيانة بعدد قليل من العاملين."

وكذا الحال مراكز الاتصال ، الذي كان مثيرًا للجدل بشكل استثنائي، لعدم التزام الشركات، في احيان كثيرة،  بمسافات الأمان الضرورية بين العاملين، فأصبح الآن مقيدًا بشكل كبير. ويُسمح الآن بالعمل في مراكز الاتصال فقط لاستقبال المكالمات الواردة وضمان خدمة الزبائن، و في الفروع الضرورية المسموح بها فقط. وينطبق الشيء نفسه على عمال الاعارة، والذين اهملهم مرسوم الحكومة الأول في 22 اذار، وتم شمولهم في مرسوم  25 اذار المعدل، وفي القطاعات التي اجيز استمرار عملها.

 نموذج يحتذى به

 ان ما حققه العاملون في إيطاليا هو أيضًا نموذج يحتذى به للعاملين في البلدان الصناعية الأخرى. لقد أظهر نضالهم ضرورة عدم القبول  ببساطة بجميع ما تقدم عليه الحكومات  في زمن الأزمة ، ومن  الممكن ايصال المقترحات وتحقيق الأهداف الأكثر فائدة والتي تضع الانسان قبل الارباح . وكذلك من الضروري خلق فهم  مجتمعي بشأن مجالات العمل الواجب الحفاظ على استمرار انتاجها  والتوسع فيه مثل إنتاج المواد  والملابس الواقية وأجهزة التنفس والمستلزمات الطبية الضرورية.

 لا يمكن لجميع العمال الاجراء ممارسة العمل في "المكتب المنزلي". ولا يمكن اعتماد الاجازة المرضية  لتجنب الإصابة في اوقات العمل. ولا ينبغي إجبار العمال على التمتع بالإجازة السنوية لتجنب خطر الإصابة ، ومن المهم الاستمرار في النضال من أجل استمرار الأجور. ومن غير المقبول رغبة الكثير الحكومات  الآن  تزويد الشركات بقروض سخية وإعفائها من دفع اشتراكات الضمان الاجتماعي للعاملين لوقت قصير ، في حين يراد للعمال التخلي  عن الجزء الاكبر من أجورهم. وعلى المدى البعيد تطرح ازمة الوباء، بقدر تعلق الامر بالعمل، آفاقا لمناقشة ما يمكن تحقيقه لمواجهة كارثة المناخ وعمليات تدمير البيئة، وكذلك اعادة تنظيم ساعات العمل على الجدوى الحقيقية، ولتوفير وقت الفراغ المطلوب للعاملين في عالم ما بعد الوباء.

عرض مقالات: