علي شغاتي

جدد المتظاهرون يوم أمس، حراكهم الاحتجاجي، رغم الأساليب القمعية التي لم تنقطع عن استهدافهم بطريقة مباشرة، من خلال عمليات القتل والاعتقال وغيرها.

اغتيال ناشطين اثنين في ميسان

وتجددت عمليات الاغتيال التي ينفذها مسلحون مجهولون تجاه الناشطين في الحراك الجماهيري. حيث طالت هذه المرة المخرج المسرحي، عبدالقدوس قاسم، والمحامي كرار عادل، وسط محافظة ميسان.

ووفقا لمصادر في المحافظة، فإن الشهيدين قتلا بعد أن تم إنزالهما من سيارتهما في منطقة الحي الصناعي وسط مدينة العمارة، بعد أن أجلسوا على حافة الطريق وأطلق الرصاص عليهما بطريقة بشعة.

وشيع اهالي المحافظة الغاضبين، جثماني الشهيدين، ووجهوا أصابع الاتهام الى المليشيات والمتنفذين الذين يتواصلون باستهداف الشخصيات البارزة في الحراك الجماهيري، لغرض بث الرعب والخوف في صفوف المحتجين.

استنكار الافعال الاجرامية

وفي الديوانية، رفع محتجون في ساحة الساعة صور الشهيدين المغدورين واستنكروا عملية الاغتيال التي وصفوها بالجبانة، محملين القوات الامنية مسؤولية الحفاظ على ارواح المتظاهرين والكشف عن قتلتهم.

وطالب المتظاهر امير حسن، خلال حديثه لـ"طريق الشعب"، أن "القوات الامنية تتحمل مسؤولياتها في حماية المواطنين وتوفير بيئة آمنة للمتظاهرين ومنع استهدافهم وكشف قتلتهم وتقديمهم الى القضاء"، داعيا إلى "التصدي للقتلة والمجرمين الذين يمارسون ارهابهم على الابرياء".

في السياق ذاته، استنكر اهالي محافظة كربلاء في مسيرتهم اليومية وسط ساحة التربية ما أسموها بحملات الاعتقال والتعذيب التي تطول الناشطين وسط تكتيم اعلامي على الأحداث التي تشهدها المحافظة.

تظاهرة في الناصرية لذوي الشهداء

وفي مشهد يعتصر القلوب سارت امهات الشهداء واطفالهم وزوجاتهم في مسيرة احتجاجية في ساحة الحبوبي مركز الاعتصام الرئيس في الناصرية مطالبين بكشف ومحاسبة قتلة ذويهن. ورفعت في المسيرة صور لشهداء الانتفاضة ولافتات تصر على الخلاص من الفساد ومحاكمة قتلة المتظاهرين.

احتجاجات في بغداد

وفي غضون ذلك، شهدت 3 محافظات أخرى عددا من الفعاليات الاحتجاجية. حيث تجمع قرابة ٢٠٠٠ خريج من حملة الشهادات العليا امام مقر رئيس الوزراء المستقيل في منطقة العلاوي وسط بغداد وطالبوا الحكومة بالإيفاء بوعودها في ايجاد فرص عمل لهم وتعيينهم في دوائر الدولة، مهددين بتجديد اعتصامهم الذي كان الشرارة الاولى لانطلاق انتفاضة تشرين، حسب قول بعضهم.

وفي الأثناء، قرر خريجو المجموعة الطبية الاعتصام بعد نصب خيامهم امام مقر وزارة الصحة في منطقة باب المعظم مطالبين بفتح الاستمارة الالكترونية لغرض التعيين.

وشوهد العشرات من موظفي وزارة التربية الذين تم تعيينهم مؤخراً وهم يتظاهرون امام وزارة المالية في منطقة الوزيرية مطالبين بصرف رواتبهم المتأخرة منذ 4 شهور.

وقال المتظاهر محمد قاسم لـ"طريق الشعب"، "لا نعلم سبب تأخير رواتبنا وعدم صرفها، فوزارة المالية تحمّل مجلس المحافظة مسؤولية التأخير بسبب عدم ارسالها قوائم المعينين الجدد والمحافظة تؤكد انها ارسلتها منذ اربعة أشهر"، مهددا "بتنظيم اعتصام مفتوح امام وزارة المالية الى حين صرف رواتبهم المتأخرة بدون سبب منطقي حسب تعبيره".

ويواصل حملة الشهادات العليا في محافظة ديالى تظاهراتهم امام مبنى المحافظة وسط بعقوبة للأسبوع الثالث على التوالي من اجل المطالبة بحقوقهم المشروعة ومنها تامين التعيينات لهم، علما ان عدد حملة الشهادات العليا في المحافظة 300 شخص فقط.

وارتباطاً بذلك، تظاهر العشرات من خريجي كليات الادارة والاقتصاد في الناصرية، امام دائرة صحة ذي قار مطالبين بالتعيين وتوفير فرص العمل لهم داعين المحافظ الى التدخل والتأكيد على مجلس الوزراء بالاستجابة لمطالبهم.

احتجاجات في الجنوب

وتستمر الاحتجاجات المطالبة بمكافحة الفساد وتحسين الخدمات في عدد من الاقضية في المحافظات، حيث تظاهر العشرات من ابناء قضاء الشافعية في الديوانية، مطالبين بإقالة مدير البلدية بسبب تردي الخدمات وانتشار النفايات، فيما نظم عدد من الناشطين في قضاء الوركاء شمالي محافظة المثنى وقفة احتجاجية أمام مبنى قائممقامية القضاء، احتجاجا على قيام الحكومة المحلية بتدوير رؤساء الوحدات الإدارية بين اقضية الوركاء والمجد والسوير.