طريق الشعب
واصل المنتفضون في أماكن عدة، يوم أمس، الاحتجاجات والاعتصامات الشعبية المطالبة بالتغيير وقطع الطريق على محاولات الالتفاف السياسية المستمرة، فيما استمر الاضراب عن الدوام في جامعات ودوائر حكومية كثيرة.

بغداد والبصرة

جددت ساحة التحرير وسط بغداد، احتجاجاتها الشعبية، مع حراك مستمر شهدته المناطق المحيطة بها وخيام الاعتصام المستمرة منذ أشهر.
وأفاد مراسلنا في العاصمة، أن العشرات من المواطنين المتجمهرين في الساحة، توافدوا صباحاً صوب بناية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بعد سماعهم بالاعتداء الذي طال الطلبة المعتصمين هنالك ليلا، لغرض دعمهم.
أما في البصرة، فقد قطع محتجون غاضبون التقاطع التجاري بالإطارات المحروقة، مطالبين بالكشف عن قتلة الصحفيين، والكف عن التضييق على المتظاهرين. في حين واصل المتظاهرون حضورهم في ساحة البحرية وسط المحافظة.
وقال ناشطون في المحافظة، إنهم يتعرضون الى التهديد بشكل يومي، بسبب نشاطهم الاحتجاجي.
ونقلت وكالة "بغداد اليوم"، عن الناشط علي معين شلال، قوله، إنه "تعرض الى تهديدات كثيرة ومن جهات مختلفة، تطالبه بترك ساحات التظاهر والابتعاد"، مؤكداً أن "مثل تلك التهديدات مستمرة بشكل يومي عبر صفحات التواصل الاجتماعي"، فيما نوهت الناشطة زينب التميمي، إلى أن "رجل دين يعمل مع جهة حزبية متنفذة حضر الى ساحة اعتصامات البصرة وهدد الناشطين الذين رفعوا بدورهم دعوات قضائية ضده".

تصعيد في الناصرية

ومن جانب آخر، قرر المعتصمون في الناصرية استئناف الدوام الرسمي في ثلاث دوائر حكومية وهي (التقاعد والرعاية الاجتماعية والمصارف) لأيام الثلاثاء والأربعاء والخميس من أجل إكمال معاملات المواطنين.
وذكر المعتصمون في بيان ألقوه في ساحة الحبوبي، أن "إغلاق الجسور سيكون من الساعة السادسة إلى العاشرة صباحا وبالأسلاك الشائكة مع السماح لعبور الحالات الإنسانية والابتعاد عن حرق الإطارات في الشوارع، وإخلاء مسؤوليتهم عن اي حالة بهذا الشأن من اي جهة كانت". في حين واصلت الكوادر التربوية اعتصامها المفتوح، وهي تحمل لافتات تطالب بالتغيير السياسي الشامل".
وأمهل المعتصمون بحسب بيانهم الكتل السياسية "أسبوعاً واحداً لتحقيق مطالبهم والتي تضمنت تكليف رئيس وزراء مستقل لفترة انتقالية بالإضافة إلى تحديد موعد لإجراء الانتخابات خلال فترة لا تتجاوز ستة أشهر".
وفي السياق، أوضح مراسلنا في الناصرية، باسم صاحب، أن "400 مواطن من الاجراء العاملين في محطة انتاج الكهرباء الغازية المركبة نظموا، وقفة احتجاجية أمام مقر المحطة مطالبين بشمولهم بإجراءات تحويلهم إلى عقود وزارية"، مهددين بـ "الاعتصام المفتوح".
وأضاف صاحب، أن مسلحين مجهولين في ناحية العكيكة، أقدموا على اغتيال المواطن المتظاهر "حسن هادي مهلهل" ظهر الاثنين.
ولفت إلى أن الشهيد الذي يبلغ من العمر 60 عاماً، هو من المتواجدين في ساحة الاحتجاج منذ بداية التظاهر، وجرى اغتياله بسلاح كاتم للصوت من قبل مجهولين يركبون دراجة نارية، فيما جرى تشييعه بشكل مهيب من قبل الأهالي ليوارى جثمانه الثرى.

ميسان والديوانية

وفي ميسان، واصل المواطنون التظاهر والاعتصام وسط المحافظة، مع استمرار الإضراب العام في قطاعات عديدة.
وأفاد مصدر أمني في المحافظة، بأن "العاملين بنظام الأجور اليومية في مستشفى الصدر قاموا بغلق دائرة صحة محافظة ميسان"، مطالبين، "بتثبيتهم على الملاك الدائم أو تحويلهم إلى عقود"، فيما رفض معتصمو الديوانية إعادة الثقة الى رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي من جديد، وطالبوا باختيار البديل وفق معايير سوح الاحتجاج.
وبحسب الأنباء، نظم العشرات من خريجي كليات الهندسة تظاهرة امام مصفى الشنافية النفطي غربي الديوانية مطالبين بالتعيين.

أحداث كربلاء

ومن جانب آخر، خرجت تظاهرة كبيرة لطلبة الاعداديات، في كربلاء، واتجهت صوب ساحة الاحرار وهي تردد هتافات تندد بالتدخل الايراني والامريكي، فيما جرى استعراض حزين لمسيرة صامته رفعت صوراً للشهيدين الصحفيين في البصرة.
وشهدت كربلاء، ليل الأحد، احداثا كبيرة، بعد ان أقدمت مجموعة على حرق مقر منظمة بدر، فيما ذكر مصدر طبي لقناة "العربية"، أن "عشرة من المتظاهرين أصيبوا في المواجهات بين قوات مكافحة الشغب والمحتجين في حي البلدية وسط المحافظة"، خلال هذه الاحداث.
وأفادت الأنباء، عن اعتقال مراسل الوكالة الفرنسية، في كربلاء، سلمان الياسري، في حين تحدثت وسائل اعلام محلية، عن اختطافه من قبل جهة مجهولة من أمام مطعم السيد وسط المحافظة، دون ذكر أي تفاصيل أخرى حتى الان.

اشتباكات واسط

وفي السياق الاحتجاجي، تجددت الاشتباكات بين المتظاهرين والقوات الامنية في محافظة واسط صباحاً، بينما قطع الطريق من ساحة المتنبي إلى شارع الهورة على خلفية الأحداث.
وبحسب مراسلنا في مدينة الكوت، علي جبار، فأن "القوات الامنية اعتقلت عددا من المتظاهرين واصابت آخرين منهم بجروح"، مبيناً أن اشتباكات اخرى حصلت في وقت لاحق في تقاطع المحافظة وجرى ضرب المتظاهرين أيضاً".
وأضاف جبار، أن "عمليات الكر والفر استمرت بين الطرفين حتى وصلت إلى الشوارع القريبة من ساحة الاعتصام، ما دعا بعض الناشطين الى التدخل لإبعاد الشرارة عن الساحة والفصل بين الطرفين وتخليص عنصرين من عناصر قوات الشغب"، مبيناً أن "مواطنين وسط المحافظة نظموا لليوم الثاني على التوالي، مسيرة ليلية تطالب بإقالة محافظ واسط الحالي عادل الزركاني".
يذكر ان الاحتجاجات الشعبية استمرت ايضا في محافظات النجف وبابل والمثنى وفي مناطق عديدة من المحافظات وعلى الوتيرة نفسها.