طريق الشعب
شهدت سوح الاحتجاج والاعتصام، في مختلف المحافظات، يوم أمس، اقبالاً جماهيرياً واسعاً عليها، من قبل المواطنين المنتفضين منذ أكثر من 100 يوم والمطالبين بالتغيير الشامل. حيث اشتد زخم الاحتجاجات بعد ان تزامنت الدعوة اليها مع أنباء عن محاولات لإبرام اتفاقات سياسية لإعادة الثقة الى رئيس الوزراء المستقيل مجدداً، فيما رفض المتظاهرون ذلك وأكدوا استمرارهم حتى تسمية رئيس وزراء جديد وفق مواصفاتهم ليقود المرحلة المقبلة إلى بر الأمان.

رفض التدوير

وفي ساحة التحرير، وبعدما تداولت وسائل اعلامية عديدة انباءً بشأن محاولة بعض الكتل السياسية اعادة الثقة الى رئيس حكومة تصريف الاعمال، عادل عبد المهدي، قام المتظاهرون برفع صور الأخير على منصة المطعم التركي وأعلنوا رفضهم التام بقاءه.
وتوافد الالاف من المواطنين الى الساحة صباحاً، رافضين محاولات الالتفاف على مطالب المتظاهرين واعادة انتاج الشخصيات الفاسدة نفسها على حد تعبيرهم، فيما واصلت الفعاليات الاحتجاجية المتنوعة، استمرارها في خيام الاحتجاج والمناطق المحيطة بها والقريبة من ساحة التحرير.

كشف القتلة

ومن جانب آخر، أقدم المتظاهرون الغاضبون في البصرة على إغلاق بوابة مستودع الفاو النفطي، مطالبين بالإسراع في الاستجابة لمطالب المتظاهرين وكشف الجناة المسؤولين عن قتل واستهداف المواطنين. كما واستمر توافد البصريين لساحة البحرية وسط المحافظة.
وافاد مصدر أمني، بنجاة مواطن من محاولة اغتيال في ناحية عز الدين سليم (الهوير) شمالي محافظة البصرة، موضحاً، ان "مسلحين أمطروا سيارة كان يستقلها مواطن بوابل من النيران، بيد انه نجى من الموت بأعجوبة". وهذا يأتي بعد وقت قصير من جريمة اغتيال اثنين من الصحفيين البارزين في تغطية احتجاجات البصرة، وبعد ساعات من اعلان اصابة العشرات من المحتجين قرب ميناء أم قصر.
أما ذي قار المنتفضة، فقد شهدت استمرارًا ملحوظاً لتوافد المتظاهرين صوب ساحة الحبوبي (مركز الاحتجاجات والاعتصامات)، بينما قام عدد منهم بقطع طرق رئيسة مهمة، من خلال اضرام النار في الإطارات.
وذكر مصدر أمني في المحافظة، في تصريح تابعته "طريق الشعب"، ان "عددا من المتظاهرين احرقوا الإطارات واغلقوا تقاطع البهو وسط المحافظة، فيما قطع متظاهرون آخرون في قضاء الاصلاح الجسر الرئيس للقضاء وأوقفوا حركة سير المركبات".

تصعيد كبير في النجف

وفي الأثناء، شهدت محافظة النجف تحركات أوسع وأكثر تصعيدا، حيث اغلق المتظاهرون طريق مطار المحافظة الدولي في ساعات الصباح الأولى وعددا من الطرق الرئيسة بين النجف والكوفة.
وقال مراسلنا في المحافظة، إن "المحتجين قاموا صباح الأحد بقطع طريق مطار محافظة النجف الدولي، بعد حرق الإطارات وسط الطريق"، مشيراً إلى أن "المتظاهرين أعلنوا عن قطع طريق المطار، بعد الأنباء التي انتشرت حول إمكانية تكليف عادل عبد المهدي بتشكيل الحكومة الجديدة".

احداث كربلاء الدامية

الى ذلك، نشر ناشطون في محافظة كربلاء، مشاهد من داخل خيام المسعفين في المحافظة، تبيّن سقوط ضحايا في حملة قمع جديدة ضد المتظاهرين السلميين. حيث أظهر فيديو صوّره متظاهرون بكاميرا هواتفهم النقالة، شاباً تسيل الدماء من رأسه فيما يحاول زملاؤه إسعافه.
وأفاد محتجون يوم أمس أن متظاهرين اثنين استشهدا وأصيب قرابة 10 آخرين وهي حصيلة المصادمات التي وقعت قرب مجلس كربلاء بين المتظاهرين والقوات الامنية، في حين نفى المتحدث باسم عبد المهدي ذلك وحمل "جهات مندسة" مسؤولية الاعتداء على المواطنين السلميين.
وأوعز رئيس حكومة تصريف الأعمال عبد المهدي بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات الحادث الذي لاقى ادانة واستنكارا واسعين من عموم ساحات الاحتجاج في العراق.
وفي السياق، نظم الصحفيون في محافظة كربلاء وقفة احتجاجية للتنديد باستهداف الصحفيين في مواقع التظاهرات او الاغتيال بعيدا عنها كما حصل مع الزميلين مراسل ومصور قناة دجلة الفضائية في محافظة البصرة.

بابل والديوانية

وفي محافظة بابل، أقدم عدد من المتظاهرين، يوم امس، على اغلاق شارع 60 ومجسر الثورة وسط مدينة الحلة، مركز محافظة بابل.
واستمر توافد المواطنين الى ساحة مجسر الثورة بكثافة كبيرة وسط رفض كبير من قبلهم للأنباء التي تتحدث عن اعادة تكليف عادل عبد المهدي برئاسة الحكومة. فيما اعلن المتظاهرون في ساحة الساعة وسط الديوانية، استمرار التظاهر وإغلاق الدوائر، عدا الخدمية منها، واستمرار الإضراب من قبل الموظفين وطلبة الجامعات، في حين استأنفت المدارس الابتدائية دوامها الاعتيادي بعد اتفاق عقد بين المحتجين من جهة، ومديرية تربية المحافظة من جهة أخرى.

التصعيد في واسط

وفي الاثناء، شهدت محافظة واسط تصعيداً كبيراً في الاحداث مع ساعات الصباح الاولى ليوم امس. ونتيجة للمواجهات بين القوات الامنية والمتظاهرين توجه محتجون غاضبون الى مبنى قيادة شرطة واسط، مطالبين بإقالة قائد الشرطة فيما حملوه اسباب ما حدث من تصعيد.
وبحسب شهود عيان فقد تم قطع الطرق الرئيسة في المحافظة واحراق الاطارات في الشوارع من قبل متظاهرين غاضبين نتيجة لارتفاع اعداد المصابين جرّاء الاعتداء على طلبة جامعة واسط.
وفي السياق، نظم المئات من المحتجين تظاهرة ضد نائب محافظ واسط عادل الزركاني، معتبرين اشغاله منصب المحافظ هو التفاف واضح على مطالب المتظاهرين.
وكشف مراسلنا في المحافظة علي جبار، ان "المتظاهرين رفعوا لافتات كتب فيها "عادل الزركاني لا يمثلنا"، مؤكدين ان "الزركاني سبق له وان استقال من منصبه ولكن سرعان ما عاد بعد اقالة المحافظ السابق".