ارتبط اسمه ُ لديّ  بشارع الوطن، وكان الذي لا اشبهه الآن في الثاني متوسط.  نتجول في خريف بديع أنا وصديقي مشتاق جميل. كلانا من أولاد زهرة الرمان. حين تجاوزنا مطعم ومشرب علي بابا، وقفنا وطالت وقفات أمام واجهة محل صغير لمحنا كراسة خضراء (ذكريات شريد) بين الروايات وكتب التاريخ ودواوين الشعر..

خاطبني صديقي  ما بك؟

قلتُ : .. اشتريها.

رحب بنا صاحب المحل، طلبتُ منه الكراسة الخضراء نقدته، خمسة وعشرين فلسا. لليوم أرى اخضرار الكراسة الزاهي والأوراق الناصعة البياض، مطبعة حداد/ 1969 ما زالت ذاكرتي تحفظ بعض المقاطع من معلقته (ذكريات شريد) بدءا من هذا اليوم من تلك السنة تعرفتُ إلى شاعرية الشاعر الكبير عبد الرزاق حسين..

(*)

في منتصف تسعينات القرن الماضي في قاعة اتحاد أدباء البصرة / منطقة العزيزة، ضحى يوم الجمعة كانت الجلسة مخصصة لأخي الشاعر حسين عبد اللطيف وديوانه (نار القطرب).. لمحت ُ الشاعر عبد الرزاق حسين يدخل ويلقي التحية بصوته الخفيض. حين انتهت الجلسة وبعد مغادرة الشاعر عبد الرزاق حسين.. اقترب  مني أبو رسال  : حسين عبد اللطيف معاتبا لأنني لم استوقف الشاعر عبد الرزاق حسين وأقرأ له  ما حفظت ُ من (ذكريات شريد).. اكتفيتُ قائلا : في وقت آخر

(*)

في 2009 كنت مسؤولا عن القسم الثقافي في (إذاعة الملتقى) أجريت ُ مقابلات مع أسماء كبيرة بصرية وعراقية منها  الملحن مجيد جاسم العلي

والتشكيلي عبد الرزاق سوادي والشاعر والإعلامي محمد صالح عبد الرضا والدكتور طارق العذاري والدكتور مجيد حميد جاسم والشاعر عبد الرزاق حسين قبل المقابلة حدثني عن جانب معين من حياتهِ فرأيتني أمام عبقرية الرجل العصامي الذي ينحت بيديه صخرَ سيرته المبجلة

(*)

في 25/ كانون الثاني/ 2020  كنت من المشاركين في الأصبوحة التي اقامتها اللحنة الثقافية في اتحاد أدباء البصرة وكانت الجلسة مكرسة للشاعر عبد الرزاق حسين وشاركت في الجلسة أسماء ثقافية  منها الإعلامي والشاعر الكبير محمد صالح عبد الرضا

(*)

الثقافة.. لا تعتمد على الإبداع فقط. الأديب الذكي  سلاحه ُ قبيلة إعلامية. و قوة داعمة سياسيا واجتماعيا والاديب عليه أن يكون حاضرا في كافة المهرجانات وبالطريقة هذه سيكون من الشعراء الكبار  ويتزاحم رواد اليوم  الاول من المهرجانات بالتقاط صورا معه وتتزاحم الفضائيات على مقابلاته  وهكذا سينال أطنان من دروع وقلائد الإبداع

(*)

عبد الرزاق حسين : لم يمسرح شخصهُ حتى ينال شهرة جماهيرية وهذا الرفض من أجمل فضائله

(*)

عبد الرزاق حسين يمارس الشعر ليس فقط على الورق . بل في كل مجالات حياته الكادحة النظيفة وشعريا لم يصبح ماءه غورا فهو يأتينا دائما بماءٍ معين منذ 1957 إلى 2022 والبينة هي كراسته ُ الشعرية ( الاوراق الاخيرة قصائد لم تنشر) هذه الاوراق تصفع السرير والالم الجسدي وتكسر قعر الجوزة وتجعل من عبد الرزاق حسين ملكا وملاكا نوره لن يغيب.. ها هو ينسج شرنقة من ورق التوت ويبث سلالمه الخضر من نسبي مفتون ٍ بجماليات الإبداع إلى مطلق ٍ هو الحول والقوة نقتبس استهلالا من كل نص من نصوصه :

  • حسبي غنى، بل حسبي جودِك
  • فقط المسافات القريبة لا تساعد على الضياع
  • الليل قد يدري ولمّا يدري
  • كنتُ وحدي
  • مشينا في الطريق بلا دليل
  • الزمن لا ينتظر ليهدي الضالين
  • الكلمات البصيرة
  • الإنسان السيء
  • لنغادر الدنيا مودعين

إذا نضدت ُ هذه الاستهلالات الشعرية أحصل ُ على الورقة التي تلي الورقة الأخيرة وهي من عطايا الشاعر عبد الرزاق حسين  فهو الكريم الذي يغدق علينا احجاره الكريمة الفواحة كالأزهار والمضيئة كنجوم الصيف

عرض مقالات: