أناقة المطبوع تجذب العين القارئة، كأن دار النشر أرادت الحفاظ على الطبعة الأولى للكتاب المنشورة في 1792، كتاب (دفاعا عن حقوق المرأة) يعد من أوائل الكتابات النسوية الليبرالية المطالبة بحقوق المرأة في السياسية والحياة الاجتماعية. المؤلفة ماري كاتبة بريطانية (1759- 1797) فيلسوفة ومناصرة لحقوق النساء، ولها أنشطة متنوعة

في الرواية وأدب الرحلات ولديها أطروحات أثارت جدلا منها (النساء ليس أقل شأنا من الرجال، ولكنهن يبدون كذلك فقط لأنهن يفتقرن إلى التعليم/ ص5). رأت ماري أن الرجل والمرأة يصنعان نظاما ً اجتماعيا يستند على منطق العقل. وهي ترى أن التعليم يحتاج إلى معاضدة من الثقافة حتى يتوسع الإدراك النسوي لدى النساء في كل مكان (على النساء أن يحرصن على تطهير قلوبهن، ولكن هل بوسعهن أن يفعلن ذلك عندما يتركن وعيهن من دون ثقافة، ويعتمدن تماما ً على حواسهن، إما للاهتمام

بأنفسهن أو ممارسة التسلية.. / ص61) كأن الناشطة النسوية ماري تتحدث عن الراهن الذي تعيشه المرأة العربية، وليس عن المرأة البريطانية في القرن الثامن عشر!! فالفضائيات منشغلة بتوفير الاناقة والرشاقة ومكتفية بذلك. ماري تستكشف ما يجري في بنية المجتمع وتُحذر من النتائج العكسية التي تصاب بها بعض النسوة (.. أعلم أن سلوك بعض النساء اللاتي اكتسبن بالمصادفة، أو لحسن الحظ جزءاً من المعرفة المتفوقة على جنسهن، غالبا ما أصبحن مستبدات.. / ص174).. ومن جانب آخر تصدت لآراء المفكرين من أمثال بوركس أدموند وكتبت ضده كتابا (دفاعا عن حقوق الرجل) دافعت فيه عن الرجال الفقراء من العمال والكسبة. وفي 1792 نشرت كتابها (دفاعا عن حقوق المرأة) هذا الكتاب الذي ما يزال حيويا، يستحق القراءة والتحاور مع أطروحاته لحد الآن.

  • ماري وولستو نكرافت/ دفاعا عن حقوق المرأة/ ترجمهُ عن الفرنسية كامل العامري/ منشورات سيدوري/ دار آشور/ ط1/ 2022
عرض مقالات: