يكرّس الاستاذ باسم حسين غلب كتابا من كتبه ِ لموضوعة لا اعتقد أن هناك غيره من انشغل بها، موضوعة الجمال البصري على كل المستويات وحتى يتضح المعنى الجمالي متألقا  صنع له سُلما نديا يتضوع من فضاءات البصرة وكانت درجات السلم بالمسميات التالية :

  • الجمال الشخصي
  • الطبيعة والجمال
  • من جمال الخُلق البصري
  • أجراس
  • الأماكن العامة والجمال
  • جمال البيت البصري
  • الجمال الثقافي (تماثيل ونصب)
  • لمسات الجمال في وسائط النقل
  • من جمال الحياة البسيطة
  • من جمال العادات والتقاليد
  • أشياء جميلة
  • الاعتقادات في حياتنا
  • مفردات شعبية
  • من الطين يصنع الجمال

 

أما إهداء هذا الجهد المعرفي الكبير فهو إهداءً بصريا محض

(إلى مَن زار

 أو عمل

أو سمع

أو قرأ عن البصرة

إلى كل محب لأهلها، ولأرضها، لنهرها

 لآثارها وتراثها

أهدي له هذا الجهد المتواضع)

كتاب (البصرة مدينة الطيبة والجمال) من الحجم الوزيري يتكون من (159) صفحة طبع برعاية محافظة البصرة ضمن سلسلة البصرة تأريخ عريق وثقافة متجددة 2021

 

البدء والمسك

يبدأ الكتاب بأناقة أهل البصرة ويرصد المؤلف أناقة سنوات السبعين من القرن الماضي: رجال البصرة على مختلف طبقاتهم في أناقة ٍ تامة (حرصوا على ارتداء الملابس الانيقة، الذين يصنفون على إنهم من ذوي الدخل المحدود، ممن كانوا يشكلون غالبية المجتمع البصري، في خمسينيات

وستينيات وحتى ثمانينيات القرن الماضي، كانوا يحرصون على ارتداء الموضات الحديثة، حتى وإن كلفهم ذلك مصروفهم الشهري بالكامل/ ص12)

  ومسك ختام الكتاب : هو طراوة الطين المغروسة في ذاكرة  طفولتنا (كان لكل طفل من أطفال البصرة.. ذكرى مع الطين علقت وكبرت في أذهانهم لتتحول بمرور الزمن إلى أشياء أكثر جمالا وأعم فائدة . المشاهد اليومية المتكررة حولتها أناملهم الصغيرة إلى تماثيل تحاكي الواقع / 155).. الطين بمرونته يجسد المضمر في مستقبل  ذاكرة أصابعنا ليس فقط أصابع الذكور التي خصها المؤلف . أن أصابعنا نحن البنات تحنّت بالطين واحتملت عصرة الاذن والصفعات من الامهات

فالطين الذي نحبه أتعب أكف أمهاتنا وهن يغسلن نفانيف طفولتنا. ومن طراوة الطين أنتقل لطراوة الحناء وأهمية ذلك لدينا نحن النساء فهل الحناء البديل النباتي؟.( في الوقت الراهن  بقيت أياديهم بلا بديل  سوى حنة ليلة الزفاف والتي تقتصر على أصبع واحدة ٍ للرجل. واتسمت الحناء بغزارة المدلول منها الاعلان عن الفرح وكذلك بعد الشفاء من المرض أو نجاح العملية الجراحية/ ص13 )وهناك لطخات الحناء على جدران عيادات الاطباء وكذلك واجهات الجوامع والحسنيات والكنائس كل هذه الاستعمالات يرصدها المؤلف الاستاذ باسم حسين غلب لكن يستدرك متوقفا عند البديل المنافس للحناء

(قل استعمال الحناء بدرجة كبيرة بسبب دخول أنواع من أصباغ الشعر والوشم في صالونات الحلاقة النسائية).

الحديث عن الطيبة والجمال يفتح في الروح ابواب الطاقات الايجابية التي تحفز الذاكرة على استحضار صور جميلة من تاريخ العائلة والجيران والصديقات القديمات والاصدقاء.. حين انتهيت من قراءة الكتاب وجدتني احكي لأبنائي عن ما جاء في الكتاب من أسماء ومعان وتعريفات وامزجها بحكايات الجدات والاجداد.. البصرة مدينة الطيبة والجمال من الكتب التي تستحق القراءة والتأمل.

* الورقة المشاركة في أمسية احتفائية تحت عنوان ( باسم حسين غلب..جغرافية وتنوع التوثيق) اقامها قصر الثقافة والفنون في البصرة ومؤسسة أقلام الريادة الثقافية عصر الاثنين/ 4/ 7/ 2022

عرض مقالات: