سهاد البندر من أديبات البصرة ولها دور فاعل في الحراك الثقافي البصري،  وجسدت دورها الساطع  في سنوات (منتدى أديبات البصرة) من خلال مشاركاتها في الجلسات وحضورها الدائم.

وقد استفادت من تجربتها الشعرية، فسعت للكتابة السردية، من خلال مجموعتها القصصية(أنوثة مؤجلة) الصادرة في 2020 عن دار المتن في بغداد.

حافظت الكاتبة سهاد البندر على حجم نصوصها القصصية، أعني مساحة السرد فهي بالكاد تتجاوز الصفحتين. واتسمت قصصها بالاشتغال على هموم العائلة الفقيرة، وكيف تدافع هذه العوائل عن أصالتها، نكاية بشظف العيش ومن جانب آخر أن زمن كتابة القصص هو بين عاميّ 2018 / 2017 والقصة الاخيرة في 2019

لكنها الاحداث لا تجري فقط في هذه السنوات بل تتراجع لتلتقط مشهدا من هنا وهناك لتجسد سنوات الاستبداد والمنافي..

لاحظت ان السرد تعمدّ عدم تحديد أمكنة الشخوص، لا ذكر لمدينة بالاسم ولا اسم للمناطق التي تسكنها الشخوص.. ربما يكون القصد من وراء ذلك أن ما يحدث هو يحدث في كل مكان من وطننا

ستكون وقفتي التأملية مع (فيروز) أحدى قصص المجوعة

مفتاح القصة أغنية فيروز(أنا وشادي غنينا سوى لعبنا على الثلج ركضنا في الهوى) وهذه الأغنية الفيروزية يحيلها السرد علاماتيا إلى شخصية أحمد الذي تأصل فيه صوت فيروز. واحمد من المناضلين القياديين في التظاهرات ويخبرنا السرد أن أحمد واضح الملامح مثل تظاهرة وطنية مخلصة، خلافا لذلك أخته هيفاء الغامضة الصامتة ..والأغنية نفسها سيغنيّها أحمد بطريقة أخرى لأسباب مذكورة في النص القصصي. وهكذا تكون الأغنية ُ سفيرة َالأرواح  حين يشارك أحمد فصائل المقاتلين في شمال العراق. ومثلما بدأت القصة في المقطع الاول من أغنية فيروز ستنتهي القصة بالمقطع الاخير من الاغنية :

(عشرين مرة أجا وراح الثلج وما عدت شفته.. ضاعت شادي)

لمستُ من خلال قراءتي لمجوعتها القصصية ان القاصة سهاد البندر بلغت من التمكين مبلغا في مزاوجتها بين القصة والاغنية في هذه القصة القصيرة

عرض مقالات: