- 1 -

قدّاس نبض

لأكثر من قدّاس

وكثير من بصرّ

كنتُ أمشي

كطيرِ حبٍ يرتجفُ من الفجر

فألوذُ بدفءِ بياض عينيك

ما كنت لي سوى  طقوسِ روحٍ أمارسها

كصوفيٍّ في طيّاتِ جسدك القربان

فأشمّ بولهِ كاهنٍ

نكهةَ وردٍ في شفتيك

وفي نهديكِ عناقيد عنب

وماءُ فُصح يسيلُ

من شقوقِ أصابعك الاوبرا

كنتُ من عطّابٍ

وأملأ بوردٍ وشمعٍ وصنوجٍ قامتك السماء

أنضحُ على طولِ جسمك القربان نبيذاً في رقّة شفتيك الخبز

كنتُ أبعدُ فخاخَ الشكِّ

أتعثّرُ  في لمسة أصابعك الحرير

ما كان بيننا شيءّ

كنّا واحدا في أكثر من مرّة نتكرّر

لا يبعدنا نبضٌ ولا نفسحُ ما بيننا مسافةُ

كي يمرّ  إلينا أي أحد سوانا

- 2 -

المكان كلّه يذهبُ إلى أجزائي

لا أفعل شيئا مثيراً فقط أمرّ من قربي لا أعرفُ من أنا ، المكانُ كلّه يذهبُ الى أجزائي٠ أشكُّ أنَّ بعضَ الدقائق تسيرُ معي أيضاً٠ يهمّني هذا كثيراً أن أعرفَ ما لا أتذكّره قبل أن تهزَّ جسدي اغواء أرجوحة الحبّ، ومع هذا وذات وقتٍ متأخّرٍ حين كنتُ أجدني في عدّة أشخاصٍ ،تفصلني عنهم إيماءةُ حياةٍ ترهقُ مزيدا من الودّ في عاتقي ومن أجلِ أحد أصدقائي٠ وربّما أحد أجزائي بشكلٍ عام الأكثر إلتصاقاً بجنوني أنتبهُ جيّدا كيفَ تقدرُ أنْ تتعلّمً أشيائي العصيّة على الالهة ؟أن تتيهُ في فوضى الطينِ في غمرةِ بكاءِ الغيمٍ وأحزانِ الضوءِ في قارورةٍ مكسورة ٠تبتسم لواجهةِ محلّاتِ الزيت والزيتون وربّاتِ الجمالِ وحيرةِ الوردِ الذي مثلي وبسرعة فائقةٍ٠وندى أسمالٍ ممزّقة وكثير فضول وما أقذفه من الضوءِ في بصرٍ مذهول يفيض نشوةً٠ وأنا حين عشتُ سابقاً و قبل أن أرحلَ حين كنتُ أعودُ من حديقةٍ تغصُّ بمظاهر نبضٍ مغرورٍ بعجب ،ما كنتُ أفكّرُ في حانةٍ مأهولةٍ باستمناءات كهولٍ بأناقةِ خمرٍ، يرفعُ الوردَ بعيداً عن الظلامِ بطقسِ أبّهةٍ ومشهدّ كثير الوسامةِ ويكون حقّا على عجلٍ بفيضِ ضوء

- 3 -

وليمةُ قربان

عجيبٌ هذا الغرينُ بدأ يسيلُ بفائضٍ من النبيذِ تحتَ ظلِّ حانةٍ بنيتْ وقتَ نحيب شمسٍ في حروبٍ، أتوقّعُ أنّها لم تسمعْ كلامَ المجانين في تسلّق إرثٍ وفيرٍ من كهفٍ نصفه موسيقى مثيرة ،تخرجُ من شمعٍ يتألّمُ طيلةَ وقتٍ يمرُّ على أصابع بلهاء في وليمةِ قربانٍ ٠يطيلُ المكوثَ في التعاويذِ وتكونُ الغيومُ على أشدّ الجمال صباح مساء وأنا من قبيلِ المزاحِ بالصدمةِ، أنسى جنوني الذي لا بدّ أن يكونَ دائماً شخصيّاً٠ فأغلقُ عيني لأبصرَ المكانَ الصحيح ولا أستغربُ لانّ يدي أمسكتْ شيئا غامضاً ما ضجر ،وأبدى عدم ارتياحه لأفكّرَ فيه كفردٍ يسيرُ ببطءٍ منّي منذُ قليلٍ ولا يبتعد عنّي برائحته الغريزيّة الأثارةِ من ذكرياتٍ ،لا تحطُّ رحالها على آلهةٍ مهيبة في نشوةِ المغنّي الثمل الذي يسأل الضوء سؤالا واحداً ،ويتوارى خجلاً في إحدى طرقات ظلٍّ مطلّيّ بالماءِ في غرفةٍ لا ترغب بالانتشاءِ كيفما كان ٠فلربّما لا تعرفُ كيفَ تنسّقُ الشمعَ ؟لينتبهَ جيّداً الى أصابع تعبرُ وتدغدغُ كعاهرةٍ مغرورةٍ بغباء، وبلا توقّفٍ يضعُ مترنّحاً كخبزٍ في فمٍ يتدحرجُ مع ترتيلةِ قربانٍ في قدّاسِ منتصف التوبة مع طينٍ في يدِ تمثالٍ كثيرَ النبيذِ، يهذي بكلامٍ أحمق قديم أكثر ممّا تبعثهُ عيونه العمياء.

عرض مقالات: