نبقى بعض الوقت لنرممَ بعضَ الأشياء
التي تستمر في إدانة غيابنا ، ربما لمسات
تفاوتٍ في الخروج من باب ؛ ما يسبب
كلَّ هذا الانهمار النبيل الذي يكون محطة
عذابٍ مضافةٍ ، ربما مصافحة أخيرة لا تعلن
عن كل هذا الغياب ، أو أنك تقول لي نحن
أثمار البساتين في هذه البلاد ونحن نصلح
على طول وجودنا مادةً جيدةً للعزاء أو
حتى مجدا مضافا في غرض الرثاء وهو الذي
يكون من غيرنا نهرا يابسا في تاريخ من
العطش. واقبل ذلك وأدعوك في لحظة أن
نتشارك في حفظ الأغاني التي تعرف جيدا
أسباب نزولها مثلَ دمع .
أو تحاول أن تعيدني
إلى الصباح ذاك الذي قد نسيته من شدة سوادي
وأرضى واقبل وما كنت اعرف انك ستصل بي إلى
الدمع.
ما كنتَ تبكي وأعرف سرَّ كل ذلك من أنك ينبوع
هذا الدمع وسرُّه في رحلة الجري على خدين لعينين
لم توفقا في الاقتراب من بسمتك.
ربما أدعوك وحدك في رحلة لا تنتهي
تغيب فيها وتحضر حدَّ اني أتيقن من حضورك
وأتيقن من غيابك ؛
يحصل كل هذا من دون أن تدري: إننا في
الهيام نذهب معا إلى حلقة وجد
تقطع المصائر اوصالنا ونبقى ندور نُنذَر لأولياء صالحين
ولثوار كبار كنا معا في محاولة جادة
لتقليد أفعالهم وما رُسِمتْ من صور لنهاياتهم؛
كان يحصل كلُّ هذا من دون أن ندري. منشغل بأخذ الصور وهذا
أول شعورٍ باقتراب النهايات. مفتتن بأصدقائك حتى الفناء
وهذا شعور يؤدي بك إلى الخلود
ومن غير أن تدري او ربما
كنتَ تدري أما كنتَ قد رأيت كل شيء ،
أما تسببتَ في كل هذه الدموع
لسبب واحد كونك كنتَ سببا بكل ذلك الفرح.
أذهب صديقي فأنا قادر على إعادتك
إلينا باسما وخالدا وحاضرا وغائبا...
اعتذر صديقي من صورتك المعلقة أعلى القلب
كوني قد نزفت أكثرها مع الدموع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
منشورة في عدد “الثقافة الجديدة” الجديد، الذي سيصدر خلال يومين.

عرض مقالات:

مقالات اخری للكاتب