المتبقي من القسط الأخير للذهاب الى الهاوية

تشير الغيوم
انظر الى الأسفل
حافلات العمال، الممرضات
الأشجار وهي تنثُ رذاذها
ثمة شيء عالق
في رئة القردة
القردة التي تطلب سكائر من المارة
وفي رئتي تتجول الوحوش الخبيثة
ثمة مسارٍ
قرب حوض الماء
ومعاول لتجريف بقايا الأيام
احسبُ أيام هذه السنة
اخطأ في حساب تلك الأيام
بل اخطأ في حساب أيام الأسبوع
لم استمع لصوت القطار
قرأتُ لافتة
ان القطار مر
ولافتة
ان صيدلية المشفى
لن تغلق الليلة في العاشرة
وريح بدأت تهب
يستقبلها المرضى بالسعال
يدقُ جرس الباب
اعتقد جرس الفندق
امسك محفظتي
واعلقها برقبتي
افتح الباب
ثمة غراب
اغلق الباب
في المرآةِ
كشك لبيع المشروبات الروحية
خبزُ جباتي
وفقراء يشمون القناني الفارغة
الفقراء القادمون من كارلا
في المرآة
امرأة تضعُ لشعرها
زيت الثعبان
وقربها امرأة تنقش رجلاً
بالحناء على ساقها
اقترب من العشاء
يدقُ الباب
النادل يشير تحت الطاولة
غُراب
اقرأ في صحيفة اليوم
في الصنداي تايمز
منذ سنين
رجل لم يكمل لعبة المربعات
فوق الطاولة
مُجسم لغُراب
عامل نظافة يجري مسحاً
لما تبقى من ذكريات الزبائن
اتأكد من خداع الباب لي
ربما من خداع النافذة
ربما السرير
اعتقد تحته غراب
في هذا التوقيت
عمال كارلا
يواصلون ملء الفراغات بالاسمنت
الفراغات التي في قلوبهم
يمدون الاسلاك المعدنية
الى جهازهم التنفسي
اتنفس بنصف رئةٍ
بقي القسط الأخير من فسحة الهواء
بقي يومان
وتتهشم المرآة
تأتي الانباء عبر محرك الطائرة
تجلب المضيفة الطعام
في الطعام غُراب
تشير الغيوم
انظر الى الأسفل
الحافلة تغادر بعمال كارلا
والأوراق تتطاير من دفتر الاماني
تكبر رقعة المكان
هناك طاولة وقدح شاي
وسنوات يتقافز حولها عنكبوت
تتقلص المسافة اكثر
ابدأ بترتيب ايقونات الفرضيات
ها
هنا..
ها..
افضلُ هناك
هنا زمن مبهم
وهناك زمن
في اللا متوقع واللا منظور
لا خيار
الا ان اصافح الغُراب
وادفع المتبقي
من فاتورة القسط الأخير
فقد حان
وقت الذهاب الى الهاوية

إنج إنج ...

سألها عن المساحة المكانية بعد ان ملأ الضباب
المعطف والقبعة واقراطها الزجاجية
وقد وضع مايكل انجلو
سحر الليل باستدارة فمها
وناداها:
ايتها الأخت العذراء
لم تلتفت
ووضعت الزهور في سلة المهملات
اذن..
انا الآن في (METRO KIEV)
ولا ضير ان كان حجم المكان المفيد تستطع الإبحار به باخرة او بالكاد تستطع ان تدب عليه نملة وديعة،
في هذه المحدودية من التوقع
شرب قهوته ووضع باطن يده اليمنى على صدغه الأيمن
ولم يهز نظارته وقال لي
انتظر مارتن لوثر كنج
سألته عن المساحة المكانية
اشتغالها
رباط عنقه الداكن السواد
وعن القيمة الروحية من الإحساس بالدفء بعد ان تكاثر الضبابُ وغيّب أصابع الشرطي واعلانات الأسواق
بالمقابل كي أكون شريكاً له
وضعت باطن كفي اليسرى
على صدغي الايسر
وسألني من انتظر
لمح امامي اوراقاً لحمزاتوف
ومجسماً لمحطة لينينغراد
طلبتُ لي:
ليموناً بالزيت
وللضباب طلبت ICE CREAM
فجأة
عطس كلب بيكاسو
لحس جوارب المرأة صاحبة القبعة والعصا
وعوى على خوذة الشرطي وارتقى تماثيل انجلو
فاتسع الحيزُ بالإنجات
إنجاً
إنجاً
إنج لـ كهف امينة خوشار
إنج لـ
BLUE DOVE
إنج لـ
وادي الاشباح في القرم
بلل الضباب النوتات الموسيقية
ورقصت الأشياء الخرافية في الجورنيكا
الآن افكر بعقل بروتيوس
وبقدرة الخالد بايرون بشيطانه
لديها تذكرة
شراب
نافذة مفتوحة
لدي
سكة حديد
وأقداح
وثلاثة أوهام بحجوم مختلفة
لدي اغنية
اغنية شعبية جديدة عن كاوه
ان فكرت بكسرِ ايقونتها الخالدة
تجدني فوق قلعة الملك لوبارد اللتواني
ان عدت ثانية وكتبتُ لها:
(
بلا تعليق)..
سيُطردُ الحسدُ من وسادة الريش
والضباب من المعطف والقبعة وأقراطها الزجاجية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*
توفي في بغداد بتاريخ: 10/ 6/ 2020