هوفيلم روسي 1926 يعبر عن كلاسيكيات الماضي، وقد أختير عام 1958 في معرض بروكسل وحصوله على جائزة أرقى فيلم مؤثر في تأريخ السينما لمشهد مذبحة مدرجات الأوديسا والتي أعتبرت من أعظم وأرق المشاهد السينمائية مدة العرض 45 دقيقة ، المخرج "سيرغي أيزنشتاين " للروائي الكاتب " نينا أغادزنوفا " وهو فيلم صامت يؤرخ للثورة العمالية في مدينة سان بطرس بيرغ 1905 .

وتبدأ أحداث الفيلم في أحتجاج عمال السفينة المدمرة المدرعة بوتيميكين على الأوضاع المزرية ، تعرضوا حينها إلى عقاب جماعي من قبل ضباط أمن المدمرة ، مما دفع العمال الأنتفاض بوجه الضباط وأحتلال السفينة وأحتجاز ضباطها والمسؤولين عن السفينة ، وترجل عمال السفينة مستلمين الشارع المؤدي إلى القصر الملكي الروسي بعد أن أندمج معهم أكثر من ثلاثة آلاف من سكان المدينة ، وأنظمام الأسطول المكلف بأعتراض المدمرة بطاقمها الجنود والضباط وأفراد الأسطول إلى المحتجين والمنتفضين في المدرعة بوتيميكين ، فهي حقاً شرارة أنتفاضة عمال بوتيميكين ، فكان مطلب المتظاهرين السلمي فقط : أيصال أحتجاجهم وتظلمهم ومعاناتهم إلى الملك ، فكانت بادرة القيصر ( دمويّة ) بأصدار أوامره للحراس القوقازي بأطلاق الرصاص على تلك التظاهرة السلمية من جمهور العمال المحتشد على مدرجات مدينة الأوديسا مما تسبب بقتل ألفٍ منهم وجرح ألفين في مشهدٍ دموي مهيب على مدرجات الأوديسا .

سرعان ما أنتشرت أنباء المذبحة المروعة ألى مدينة بطرسبيرغ لتلتحم مع ثورتها السالفة في 1905 .

أما تأثيرات أنتفاضة عمال المدرعة (بوتيمكين) على الصعيد الأممي :

-هو تحفيزعنصر الأرادة لدى الجماهير الكادحة لتحقيق التغيير لدى شعوب العالم الحرّة  للأقتداء  بثورة أكتوبر المجيدة في 1917 ، - أختيار مونتاج الأفلام ذي النزعة الثورية التي حدثت في المدرعة كنموذج ثوري واقعي في الأعلام الموجه لدى الشعوب المنتفضة  - أستقطاب أكبر تفاعل عاطفي للمشاهدين للمشاركة والتعاطف مع الثورة .

- وكان عرض الفيلم متزامناً مع ظهور أولى خيوط النازية ، والواقعية الأشتراكية الوطنية ، فبرع المخرج في التأثير على الفكر السياسي ويرجع لتأثير المخرج السينمائي سيرجي أيزنشتاين ونظريته وفلسفته في الفيلم السينمائي في الخلق عن طريق المونتاج الذهني ومزاوجة أفلامه و أفكاره مع الواقعية الأشتراكية العلمية ، والأيمان بالتغيير كطريق للخلاص .

- حتى أن فيلم المدرعة بوتميكين أصبح نداً ومنافساً شديداً لهوليود حيث كتبت كبريات الصحف الغربية في ستينيات القرن الماضي أن { مدرعة بوتيمكين محقت هوليود }  How Battleship Potemkin Crushed Hollywood بتلمس المتلقي الواعي بنفسه للفوارق المنهجية الأنسانية بين المدرعة التي تعتبر الأنسان أثمن رأسمال بينما هوليود تسعى إلى الربحية النفعية في شباك التذاكرونهجها الدام في أنتاج أفلام الخيال العلمي أللآعقلاني وأفلام الأكشن الرعب والأباحية المتهافتة التي ظهرت فايروساتها الطفيلية على جيل الأطفال والشباب المراهق .

حزيران 2020 ستوكهولم

كاتب وباحث عراقي

عرض مقالات: