الابداع. الفعل الذي يؤدي الى الدهشة والتساؤل، من خلال الافكار والرؤى التي تسهم في الخلق والتغيير المجتمعي عبر قدرات خارقة للمألوف يمتلكها المنتج(المبدع)،فضلا عن انه استجابة للانفعال المتأمل الاكثر رقيا بين اشكال النشاط الانساني الكاشف عن الحقائق المطمورة عبر عملية ذهنية واعية وتفكير مغامر مقترن بقدرة عقلية ونفسية منتجة متفردة في(مقدار انتظام وظائفها العقلية والنفسية بصورة تجعلها قادرة على خلق ما هو غير مألوف ناتج عن تفاعل العوامل العقلية والبيئية والشخصية،)،
و(مبدعون عراقيون ـ حوارات واستذكارات ـ).المنجز الابداعي الذي نسجت عوالمه انامل منتجه علاء الماجد الخبرة الصحفية التي شكلت حضورا فاعلا ومتفاعلا مجتمعيا بتفردها بمصداقيتها الجاذبة والتزامها المهني الذي يرتقي بما تنتجه ذاكرته المتوهجة بمفرداتها البعيدة عن الغموض والقريبة من القلب، المستفزة للذات الجمعي الآخر (المستهلك) والمحققة للمنفعة الفكرية والمتعة الجمالية، فكان عبر منجزه هذا شاهد عيان على الاحداث والشخصيات بسيرها الثقافية (الشعرية والسردية والمسرحية والتشكيلية والسيمية والصحفية)، سبقها بإهداء الى من ارضعته حب العراق والى من نفخ في عقله جنون هذا الحب الذي هو(خروج عن الذات) وتمهيد تعريفي جاء فيه (المبدع ذلك (المخالف) دائما للسائد الذي يرافق اختلافه خلق يأخذ اشكال المرونة الفكرية، الرؤيا الثاقبة والبصيرة النافذة، وعي بمصائر المجتمع استشراقا لمديات جديدة في الحياة والخوض في بؤر النقد من اجل شحذ قدرته على التغيير) ص7، مع تقديم للشاعر والناقد ريسان الخزعلي منه بإيجاز (مبدعون عراقيون ـ حوارات واستذكارات ـ وثيقة ادبية عن ثقافة عراقية كتبت بانحياز فني وجمالي لهذه الثقافة ومبدعيها، انحياز يتأسس على روح من الوفاء في تكوين كاتبه،) ص10، فتناول عل نطاق الشعر رائد الحداثة الشعبية وصوت الجموع الثائرة مظفر النواب، فمحمد علي الخفاجي الذي رسم صورة كربلاء، مدينة الحزن المنتصر عبر درامية شعرية تمثلت في (ثانية يجيء الحسين ومسلم بن عقيل،) شاهدا، فالشاعر الحالم في تشكيل الحياة محمد حسين آل ياسين فحسين القاصد وثنائية الطين والماء، وريسان الخزعلي مستقر المياه الاخير والصحوة السومرية الاولى، فالانتقال للخوض الحواري مع الفن التشكيلي ومبدعيه منهم شمس الدين فارس الذي لم يستطع النظام البائد اخفاء ذكره وطمس ذكراه، وفهد الصكر المعتق بالموروث الشعبي والمحاور للنحاس واضاءة الالوان، فمؤيد محسن وحواراته الانسانية،فنصير المرأة المكبوتة والمضطهدة ستار كاووش،وهناك الكاريكاتور فن المبالغة والتضخيم وحمودي عذاب، فمبارك الفكيكي وعبدالرحمن الساعدي فالمتمرد على المؤسسة الثقافية باسم حمد، فالانتقال الى عوالم الفن المسرحي واللعب مع الرقيب بتمرير ما يريد ايصاله للمتلقي ابتداء من قاسم مطرود وكريم جثير وراهبة المسرح العراقي آزادوهي صاموئيل فهناء محمد التي اغنت السينما والمسرح والتلفزيون بأعمالها الفنية، فالباحث عن الارتقاء الروحي نحو الخلود المغترب طه رشيد، اما فيما يخص السرد فكانت الكاتبة التي لا تعرف التعصب والعنصرية ميسلون هادي فخضير ميري الذي جعل من الجنون وسيلة لكي يلعب على الحقيقة ويزعزعها، فالوقوف مع الناقد السينمائي والكشف عن دخيلته كاظم السلوم،فالموسيقي علي حسن الذي ترجم الحياة نوتة على عوده الحالم فالخوص في عوالم الصحافة ومحمد درويش الذي اطاح به المرض فانتصار الميالي الكاتبة والاعلامية وهناك بن البصرة احمد المظفر الذي تنفتح له اسارير القلب،
من كل هذا نستخلص ان المنجز الابداعي (مبدعون عراقيون)، بحواراته واستذكاراته شكل اضافة خلاقة يزهو بها الوطن والفكر الانساني، وتزدان بظلالها الابداعية المكتبة العراقية والكونية،

عرض مقالات: