لمحمد عزيز كاندو :

مسكين يا هالوطن ياهو اليجي يوليك

يالعتبتك من ذهب جوعان كلي شبيك

نهرين يجرن فرح عطشان من يرويك

كلك صرت مگبرة من راسك الرجليك

حتى العدل مو عدل جذاب يمشي اعليك

سموني بس ما متت رادوني اكفر بيك

ابهامي ظل بس الك ما وقع امتانيك

انه صوت الشاعر السماوي محمد عزيز كاندو الذي تعانقه نبرات الحرف السماوي الآخر الباحث عن وطن تؤطره نبرات الحرية ويحلم بسعادة مواطنيه:

ظلمة بلا وطن بس كلي وين الكاك

اهد جفوفي بالغربة..حمامة امن الفرح لهناك

نجمة بلا صبح ذكراك..وين الكاك؟؟

تنزل بالدمع..ما أدري وين الكاك

أمشي أعله الجمربلجن تجي اوالكاك

وين الكاك..

انه الشاعر عزيز السماوي مناغيا كاندو..وهو يحاول الخروج من فناء الحكائية وتجاوز القوالب الجاهزة كونه ساير الموجة التجديدية النوابية التي قدمت نصا ابداعيا فنيا مستفزا للذاكرة من خلال جدلية الصورة الايقاعية المنطلقة من قافيتين داخلية وخارجية..مع تميز نصه بالشفافية والانسيابية الجملية..عبر رؤية مقترنة بمنطق جمالي من خلال المشهد والارتقاء به بلهجة يومية متفردة بحسجتها الايحائية الجاذبة..والمقترنة بمنطق الحياة وحركتها التي شكلت احد معطيات المستوى الحسي للنص وهي تغني الوطن الذي تحيطه وتسكنه خفافيش الظلام..فضلا عن توظيف الشاعر للطبيعة وانسنة مكوناتها بطريقة اسهمت في تطوير البناء الدرامي النصي..

عزيز السماوي المسكون بالاهازيج والنصوص الشعبية ونظم الموال والابوذية المفضية الى حدث والرمزية المسهمة في اتساع الرؤية المنتجة..الساعية الى استكشاف اسرار الواقع باتكائها على اشارتين حددهما موكارفسكي وحصرهما في اطار فني..اولهما:الاشارة الجمالية النابشة للخزانة الفكرية للمتلقي من اجل استنطاق ما خلف الصور المشهدية للنص والفاظه..وثانيهما الاشارة الايصالية باعتماد لهجة يومية والفاظ بعيدة عن الضبابية والغموض..لتشكل نسجا تصويريا لأزمة الذات والذات الجمعي الآخر..من اجل معالجة الواقع بكل ابعاده النفسية والاجتماعية والسياسيةوالمعرفية بتسجيل اللحظات الهاربة وتحويلها الى منجز ابداعي يولد الأسئلة:

يوج ليل الشواطي شموع

او تلمع عالقميص ادموع

واركض..يركض اخيالي لهب عالكاع

واكعد يشهك خيالي علي بساع

وطيحلك حجر يبجي الثلج وياه

او لو نهر الفرات اتغير بمجراه

يعرضله ضميره او يرجع ابممشاه

  فالشاعر يركز في بنائه الشعري على الفكرة والصورة الحسية النابعة من واقعها المتشظي ليقدم نصا حاملا لخصوصيته ووضوح صوره القائمة على مستويين شعريين:اولهما مستوى الخطاب الحياتي..وثانهما مستوى الخطاب الفني المختفي وراء رمزية شفيفة ببنى استرخائية ولهجة تخاطب الوجدان وفق معيار حداثي له التزاماته الموضوعية مع تركيز على الخصائص الحسية لابراز جمالية وتفعيل اثره الذهني..

عرض مقالات: