*.. وماذا ورثنا

غير أسئلة وعمر من الحب..،

ينصت لاهثاً لنبض الجذور..؟

فما من تلويحة خطرت.. وما من مجيب

ورثنا الطفولة منقوصة.. ورثنا المشيب..

* فايض نهر غيبتك... طوفان: يا طوفان..؟!

مو طوفان نوح الما لگه ايشان

طوفانك يغرگ السمه والسفن والسفّان

وانت ابصيفهه او جيس البرد عريان../

بس لابس حرير الدنيه وامعدي الزياده لآخر الجيران.

ولا تحزن..

تظل كلش حلو واكثر طعم من رضعة الديس

ولو ما مش نهر..

بيه ينقره وجهك (ينرسيس)

او ولو حرفك غصن من شجرة (إدريس)

شلّك بالعمر نگاط..

وانت بحزن المعزيات عريس.

ليهسه حلو : والشبگه من إبعيد..

بوسة عيد تنبت ع الوجن ريحان

ليهسه حلو : تنبع بأصابيعك عشر نهران

ولو غيبه.. غيابك ع الجسر وي (كامل اشياع) انرسم ظلين ورديين.. والحوبه الزمن نيشان../

للي شاف والماشاف والعميان.

موتك ماينگصك طول .. موتك أعله شجره ابشهگة البستان

او مثل متگول../

لو حچي القصايد ينده الميتين..

چنت أمتد قصيده او چنت أگلك گوم يا عريان.

*.. إنه الموت، الموت لا يشيخ، وكأنه ولادة مستديمة. جميع المخلوقات كما تقول الفكرة الاغريقية، تذهب الى الموت، الا الانسان، الموت يذهب اليه.

مرة، سُئل الشاعر أدونيس، هل تخاف الموت؟ قال: المشكلة ليست في الموت، المشكلة في الحياة!. والسؤال نفسه أجاب عنه الشاعر المناضل سميح القاسم: لا أخاف الموت لكني لا احبه. والشاعر كريم محمد يقول: إفرح من يجيك الموت، كلشي ايصير الك مسموح...، هذه هي رؤيا الشعراء عن الموت، عريان هو الآخر لا يخشى الموت وقد فعلها. لكن الموت لا يشيخ وقد خطف شاعراً، مناضلاً، انساناً، له على كل لسان قصيدة او اغنية, خطفه جسداً، غير أنه لم يستطع أن يخطف هذا الحضور البهي الكبير من ذاكرة العراقيين الشعرية.

إن حضور الشاعر /عريان السيد خلف/ حضور سيستمر طويلاً. لقد خاب فعل الموت معه وقد أورثنا ما يُشعل الورق ويلهب الأكف بالتصفيق، ويمنح الروح بعداً سماوياً: الگمر والديرة، گبل ليله، تل الورد، صياد الهموم، شفاعات الوجد، الاعمال الكاملة، والقصائد اللاحقة في مجموعة مخطوطة: القيامة. لا رثاء يا عريان، المراثي للاموات غير أنها كلمات تطمح لأن تكون ساخنة كي تهدأ رجفة الروح ويستقر اهتزاز الرأس.

قبل ليلتين من رحيله، اتصلت به هاتفياً سائلاً عن صحته كما هو معتاد، الا أنه ردّ عليّ رداً... غير مألوف، أنا بصحة جيدة ولا اسمح لأي أحد أن يسأل عن صحتي! ارتبكت قليلاً واستدركت بان قرأت له شعراً لم يكن عنه، هدأ وقال هذا عني.. قلت لا، الا أنه أصرّ بان الشعر عنه. ولأنه أحبّهُ، فمن هنا يكون المبرر كافياً لأن أقرأه، كونه دالة في التشابه.

في مأثورنا الشعبي:

الموت ما يأخذ حطب لًمْ.. يأخذ ورد جوري او يشتم.

جوري الموت يشتم.. وانت بستان، عليشك تنهظم لو جاك محتام

ولا تستاحش او تجرح بالعتاب، بين اگلوبنه او نومك جسر دوم

إحنه اضيوف شعرك ما تنيناك.. موش انت الرحت واتكتر اللوم

سهران الگمر والبارحه امتانيك.. ريتك يا سهر كونك زدت يوم

هاي الغيبه تطريزة زراگ ابخاطر الماي.. ليهسه وسيعه الگمره فوگ إشراعك ايحوم

وكيحه الدنيه من تلبس أظافر سود، تجرح لونهه الفضي او تشگ البالگلب مرسوم

ما مش كل صلح يتوالم إويه الموت، إهي غيبه اعله غيبه امعلمين انطيح وانگوم

جوري الموت يشتم وانت بستان، عليشك تنهظم لو جاك محتام

تزت الماي بطراف الگصب عصفور، وامحلي الگصيبه ابشذرة النوم

يل حزنك جزيره او بالعشب يتجدد اهدوم. ماخذ كل خضار الروح لاوين؟

وابيض مثل ورد الگطن ملموم. دللولك حنينه اوتارسه البيت. مدري الولد نام مدري ملتهي بالنوم؟

* فيّ إبره رفيع الموت.. مسموم!

عرض مقالات: