شمالًا صوب الخلاني /شرقا حيث الثورة،

جنوبًا باتجاه الجندي المجهول /غربا نحو جسر الجمهورية،

الفتية في العاصمة، كل نهار يقرعون حديد الجسور، يلصقون صور المقاومة، وينفخون فيها من روحهم، الشهداء يحاولون الحفاظ على أجمل الصور التي سيعمل المصور الفوتوغرافي على خزنها،

الغيمة سرادق أطلقته أم لتثير انتباه الأشجار،

صورة عند سطح الطبق الأخير، ثانية عند السيدة التي تعد الخبز ارزي/ السياح،

ثالثة عند الطبيب المسعف الذي سيغادرنا متعجلا نحو وادي السلام، في الناصرية والبصرة والكوت، حضر التجوال، تبغ من السليمانية، وقهوة من يمن سعيد وعين لا تغفو، فالحكومة لا تحسن إدارة شؤون المعارك الليلية،

في السماوة، في الديوانية، في كربلاء، الشهداء أقمار غير معنية بالأفول، ليكن الليل طويلًا، في ميسان في بابل، /الفرات الأوسط، في بغداد، المتظاهرون كائنات أخرى، خضراء كالعشب، ثوريون مبجلون،

المغذي سائل ملحي، تعددت وظائفه سلاح سلمي،

لا يتذكر زوار ساحة التحرير، أو الحبوبي، أو التربية أو الساعة أو التربية أو مجسر ثورة العشرين، من الفضوليين، أو الموظفين بصفة عمال، والانتهازيين،

والإقطاعيين وبورجوازيي ما بعد عام ٢٠٠٣، والعاطلين عن العمل، و المعمرين من المقاولين والمتعهدين، والمتقاعدين من موظفي الدولة التي تجاوز عمرها القرن من الزمان، لم يسبق ان عثرت دوائر التسجيل المدني، أو البطاقة الموحدة، أو احصائيات التعداد السكاني العام على زمر مبجلة كهؤلاء الذين ينادون بالثورة،

الأمطار اول هدايا البحار، لم تكن فرصة التمتع بها مملحة،

أيها الهواء الذي تحاول ان تلوثه غازات الحكومات المتعاقبة، امنحني عينين صادقتين، دعني أحدق بأصدقائي الذين يدافعون عن آبائنا، عمن اخترناهم ليكونوا قتلتنا،

للباب الشرقي مفتاح سحري لا يستنسخ، لا تفقه الحكومة كيف يحدث هذا،

البعض منا …نحن الكوادر الوسطى …يفكر بالشركة العامة للتعليب في كربلاء، البعض من عمال التحميل والتفريغ يعاينون معمل زجاج الرمادي

و ديالى…للأدوات الكهربائية البعض الثالث يفكر في ما كانت عليه شركة الهلال للتبريد عشتار للثلاجات والمجمدات،

زمرة من الموظفين تفكر بمعمل نسيج الكوت، بمعمل الوروالبتروكيمياويات،

والصلب والحديد، التجمع الأوسع من العمال يفكر بالشركة العامة للملابس الجاهزة /باتا / الأسمدة /معجون المطاطة …كنز ، الصناعات الخفيفة ،

فيختفي هذا البعض بالثورة،

عصفور، قفص خال من القضبان، أشجار كثيفة،

أيها الفتيان عطروا ثورتكم بالصلاة والسلام على العراق وأهل العراق،

ابتسموا، لابد ان تكون الصورة أحلى،

حين يضغط حامل الكاميرا على زر التصوير سيغيب الجميع، وستتجلى صور الشهداء السابقين، سنجد امكاننا فارغة،

الشهداء ملائكة تحيط بنور الأموات والأرض، ملائكة تمتطي خيولا ميكانيكية تشبه قطيعا  من التكتكات،

أمطار حديقة الأمة غسالة توشيبا تبرز دور العصفور المنقوش على قميصي،

ملائكة تشبه عمال جميلة والشورجة والكفاح. ملائكة تشبه الجوالين من باعة الخضر والفواكه، كل هؤلاء و هؤلاء، وكل أولئك و أولئك هم اقرب لطلاب جامعيين قصات شعر ،اناقة، وعي ،الاحتفاء بالثائرين،

المصور الفوتوغرافي يقول: الصورة مع موطني أجمل،

فتتصاعد الأرواح كواكبا،

طيور ميتة، تاريخ العسكري الملوث بالغازات السامة،

أمي تنتظر طفلها الذي هو أنا منذ ستين يوما، لم يعدها بالإياب، لم يكن الراحل ناكر جميل،

متصدر الصورة يقول: المطر يبلل شعورنا بالعصافير، كان علينا ان نجئ بالقمح، ان لا نعتمر خوذنا أضواء الكاميرات تضيء قمم البنايات والأشجار، المطر مرايا تكشف عن رؤوس المتجمعين تحت المظلات،

جواد سليم يعاين كتل النحاس فتشير اليه ان يتجه أين ما يشاء،

الخيمة عند الجزء الجنوبي من الساحة، حاول المطر ان لا يصيبها البلل، فاشتعلت،

التظاهر مع تساقط المطر للمرة الأولى يتابعه الجميع، الا القليل من العمال الزراعيين الذين أتعبتهم عملية السقي نهار الجمعة، والحرس الليلي، والقائمين بأعمال إضافية لتحسين الوضع المعيشي،

رصاص حي. بندقية خائفة،

أعداد قليلة من كبار السن، من النسوة الأمهات، من الذين يبتغون كسر نمطية الحياة لا احد يفكر بتغيير اسماء الساحات، أو الشوارع،

جسر الجمهورية سلم، السنك طيور

من المؤكد ستتغير اسماء الرئاسات، والأحزاب والتيارات الحكومية،

وستغادر الجثث الى حيث مكبات النفايات، والمياه الثقيلة،

الكمامات عباءات امهاتنا، نحتمي بها من القنابل المسيلة للدموع،

شكرا فائق حسن،

شكرا جواد سليم، سندخل في الشهر الثالث، وأنتما ما زلتما تنظمان حركة الثورة،

شكرا جسر الجمهورية خطوتنا نحو الشاكرية،

شكرا مدينة الثورة أيها التاريخ الجنوبي الذي التحق بالعاصمة،

عرض مقالات: