ليس سهلا ان تجد نفسك فجأة وبلا مقدمات في موقف لم تكن تتمنى ان تكون فيه ابدا .. تلك هي حقيقة اليتم والحزن المميت الذي لابد منه. اللحظة العصية على البوح بما فينا من كسر وجرح نعلم انه اكبر من ان يندمل ! فالموت الذي ينتقي الناس باگة باگة هذه المرة جمع باقته من تل الورد ! فأمسى السفح نائحاً شاكياً مقفراً . انفاسك والدي وولدي مرت سنة على فراقك وقد تجلت المصيبة فينا بكل معانيها فمثلك صعب ان يفقد وصعب ان ينسى وكأن كل هذا الحزن عليك لايليق بك نشعر انك اكبر حتى من معنى الحزن المسافر الى البعيد .. المسافر الذي لم يبرح ارضه قط حينما تسمرت عيناه على حلمه بوطن حر وشعب سعيد كان جل ماتريد هذا الشعب المثقل حد كطاع النيط ! ثم قررت اخيرا ان تغمض عينك بعد سهر طويل على حبك الضائع لعلك ترد الان :

لا تهيجين الجروح .. اجروحي من تنلجم... تدّي !

اذا ماذا عن جرحنا الكبير بك ؟

مالي حيل امعاتبج .. وانه العليج اديت جهدي !

عتبي طويل معك يا حبيبي فلم يكن صبري وتحملي على قدر فقدك!

وانت تدري بروحي خامة موسلين واخف واترف!

رازونة الفرح والامل .. لم نكن نرجو في هذه الدنيا الا بقاؤك وان يدوم دفؤك ومعناك وابتسامتك الخلابة التي عكست دائما الوجه المشرق من الحياة رغم حربك الضروس مع الدنيا

ابي حبيبي .. وحبيب كل الناس فكلهم يبكون فقدك كل الشرفاء وكل الانقياء وكل من قرأ هلي واشتاكلي وروحي بيده ! مكانك وطاولتك ( المقدسة) في بيتك الثقافي فهي من ضمن ايتامك الذين تركت، ورفاقك يحاولون تصبيرها بايقاد شموع الامل فمكانك لن يمحى ابدا من القلوب و القصائد والموقف ..وهكذا الراحلون من العظماء لن ترحل عنهم المواقف يبقون صروحاً وشواهد فخر .. الكلام كل الكلام لا يسعف ولايوفي جزءا من البوح لقامتك العظيمة فعبثا التعبير امام حضرتك ياسيد الكلمة والوزن وصياد المفردة المملوحة والمغمسة بالوجع وبالمعنى السومري الأبعد، لك عهدي قائم دائم وعبرة تحتد يوما بعد آخر حتى لحظة لقائك فالسلام على اسمك الأنموذج الذي اكسب عراة الكلمة ثوب الزهو عندما ينطقونه وسلاما على تلك المقل التي تنظر من علو بهائها وارجو ان تكون راضية عليك السلام ياوالدي الصديق ورفيقي الفخر.

امك وابنتك بان عريان السيد خلف