ولد ماثيو سويني عام 1953 في ليفورد أيرلندا.. درس اللغة الإنكليزية والألمانية في البوليتكنيك في لندن وجامعة فريبورغ. في العام 1981 ظهرت أول مجموعة شعرية له بعنوان (حلم الخرائط)، في دبلن. بعدها صدرت له أعمال شعرية من بينها "بيت مدور" 1983، و "رائحة السمك" 2000، و"قصائد مختارة" 2002، و"قمر أسود" 2007 و"حياتي رساماً" 2018. يُظهر شعره، الذي غالبًا ما يشبه الخرافة ويحتوي على روح الدعابة، تأثير التقاليد الأدبية والكتاب الأيرلنديين والألمان عليه، بمن فيهم فرانز كافكا. كما أشار في مقابلة مع ليديا فيانو، أنه كتب قصائد تستدعي "سردًا تصويرياً" يتخطى الواقعية إلى ما يسميه "الواقعية البديلة". نال سويني جائزة كولمونديلي وجائزة كتاب مجلس الفنون في إنجلترا.

الذهب

بعد القتل، طلبت اجتماعاً
لمعرفة ما إذا كنا سعداء. وأعلنت
إنني لم أكن كذلك - قلت : أحب الرجل
الذي قتلناه. ولم توافقوني على هذا.
سألت إن كنتم تعرفون زوجته،
ولم يجبني أحد. فقلت: "اقتلوني، إذن".
حدقتم في وجهي كلكم. "لماذا يا برنارد؟
لا نفعل ذلك بالطبع".
قلت "لم لا؟. لقد كان رجلاً نبيلاً،
وأفضل مني.
وانظروا ما أحضرته لكم -
قمامة، حكايات مراوغة، وخبثاً".
قلتم "من السهل رفض ذلك.
ونقدر كل شيء.
أنت تجولت في الطرق البرية
لتعيد إلينا - أغانيك
وأساطيرك، وقصصك السحرية وذهبك".
أنا شكرتكم، لكنني هززت رأسي.
كان الرجل الطيب ميتاً. لم أهتم
بما أحضرت لكم. كانت بي حاجة للذهاب.
فحزمت حكاياتي، وكلمات أغنيتي ،
وجرعاتي الخيميائية ، وذهبي
واختفيت.

عنف

قال، اخلع حذاءك وألق به في البحر.
اخلع هذا القميص الساتان وسلمه لي،
ومن الأفضل أن يكون مناسباً لي،
وإلا فأنت ميت.
اخلع تلك الأربطة الرمادية
وآمل أن تكون في مقاسي.
اخلع السروال الداخلي وشده على عينيك،
وكن أعمى، اخلع كل جورب
متجاهلاً ضحكاتي التي أهديتها لك
في هذه الساعة المروعة -
وبعد المزيد من الضحكات والصفعات
أمرني صارخاً بالقفز: أعلى! أعلى!
وسمعت بنقرة بندقية
وتصبب العرق مني ورحت أتقيأ.
توقف عن ذلك وإلا أطلقت النار عليك!
أنت أيها البهيم المثير للاشمئزاز!
ركلني حتى انقلبت.
وهدر صوته: قف مستقيما!
أنت أيها الجرو الحقير!
وضربني على الرأس بالمسدس حتى نزفت.
ثم جأر: أنت تعمل المزيد من الفوضى!
ثم سلمني مجرفاً وأمرني بالحفر.

الغائبون

في سانتياغو، أو بوينس آيرس أو أي مكان قريب منهما
تبلغ أمهات المعتقلين
إن الصمت الحكيم يساعدهن على حل مشكلاتهن.
لذلك فهن لا يتحدثن لأحد ما، ما عدا أنفسهن ربما.
لكنهن لديهن الكثير من الزمن. سنون تمر
ولا يحصلن سوى على تلك النصيحة. أصمتي. انتظري.
وكلما يلتقين يتساءلن لماذا؟
وماذا عن الغائبين، أية جرائم قد اقترفوا
لينالوا ذلك الشرف الجماعي في الإلغاء؟
أحدهم كان مغنياً، والطيور تود من شباك
السجن لو يغذيها بواحدة من أغانيه.
كان محظوظاً، لقد أفرج عنه ليخبر الناس عن الآخرين.
عن (س) الذي كان يكتب رسالة في آخر الليل
واقتحموا عليه الباب. اتهموه عادة بالتطرف،
لكن الذي ادعوا أنه الدليل كان رسالة - حب.
و (ص) (حتى الأسماء ميتة هنا)
الذي طردوه من فريق كرة القدم على نحو مخز
وكل سياساته كانت أنه من أولئك المنحرفين.
وكثير من ألفباء أسماء الآخرين
إذ لكل واحد أذواقه، وذكرياته
وكل واحد في زمنه هو عاصفة الدهشة الأخيرة
مثل رجل في (الغرب الأمريكي) يرى كفناً فارغاً:
-
لمن هذا الكفن؟ - إنه لك أيها السيد، ثم يسقط
وطحلبة حمراء تزهر على قميصه.