نجيب محفوظ في "أفراح القبة" التي تحولت الى مسلسل من اخراج محمد ياسين.. تميزت عن الكثير من المسلسلات التي قامت على قصص وروايات "لمالئ الدنيا قصصاً وحكايات نجيب محفوظ"، فقد ابتكر مخرجها محمد ياسين اسلوبا خاصا في طرح الدراما مازجا إياها مع التقنيات السينمائية عبر تكرار الوجوه بكاريزمات مختلفة استطاع أن يحتويها المسرح ـ المكان ـ في المسلسل عبر مجاميع من الممثلين يعملون كخلية في المسرح وحوله ـ الكواليس ـ يدخلون ويخرجون عبر ـ زمان ـ عائم.. تتابعهم عشرات الكاميرات ومن مختلف الزوايا، الى الحد الذي يجعل المشاهد يفكر كثيرا وهو يبحث متخيلا المكان المحتمل للكاميرا.. هل وضعت في عين الممثل، أم في مكان ما في رأسه.. كاميرات ذكية ترصد أدق الانفعالات الإنسانية، وأدق زوايا المكان. المشاهد كلها داخلية وتعتمد في جاذبيتها على حوارات ممتلئة التي اغناها السيناريست ـ محمد امين راضي ـ وـ نشوى زايد ـ بالصور واللغة الشاعرية الممتلئة بالافكار العميقة ، وفي حوار مع المخرج محمد ياسين تحدث عن السياق الدرامي كون الرواية كتبت في العام 1981، لكنها مرتبطة بواقعنا اليوم، عبرتفاصيلها المحبوكة بصيغة إنسانيّة تضع مجتمعنا العربي تحت مجهر التشريح السياسي والاجتماعي، حيث أن "العمود الفقري للمسلسل هو رواية أفراح القبة" فعبر 30 حلقة تناول 18 رواية أخرى من روايات نجيب محفوظ، وبهذا تكون الأحداث الرئيسة مستمدّة من "أفراح القبة"، فيما تستلهم بعض الحلقات من عالم نجيب محفوظ ورواياته الأخرى مثل "الطريق"، "الرصاصة والنيل"، "همس الجنون"، "ليالي ألف ليلة"، "اللص والكلاب"، "ثرثرة فوق النيل"، "زقاق المدق" وغيرها".
أما الجوكر الذي اضاف الى العمل الكثير وجعل منه قمة حقيقية، فهم نخبة المُمثلين والنجوم المشاركين في المسلسل "معظم الشخصيات تظهر في حلقات لا تتجاوز الـ 10، لكن المخرج ارتأى أن يؤدي تلك الأدوار ممثلون أكفاء قادرون على منح كل شخصية عمقها المطلوب، على غرار "رانيا يوسف وسوسن بدر وأحمد السعدني" وغيرهم
واستطاع السيناريو والحوار اضافة الكثير الى الرواية فكانت قمة ماقدمه محمد أمين راضي ونشوى زايد فضلا عن المخرج محمد ياسين. وقد جسد الادوار الرئيسة والثانوية كل من: منى زكي، إياد نصّار، جمال سليمان، رانيا يوسف، صبا مبارك، سوسن بدر، صابرين، سيد رجب، صبري فوّاز، دينا الشربيني، كندة علوش، أحمد صلاح السعدني، محمد الشرنوبي.. وغيرهم.

عرض مقالات: