هو كاظم ناصر حسين ولد عام 1941 في المدحتية محافظة بابل واكمل دراسته الاعدادية عام 1963 وبعدها اكمل كلية الشريعة في بغداد. وهو من اوائل المجددين في القصيدة الشعبية العراقية الحديثة ورائد من روادها المبدعين ولا سيما في الاغنية الحديثة ويمتاز شعر الرويعي بحرارة العاطفة والعذوبة في التعبير والاصالة فضلا عن اتسامه بالميل الى النكهة الفراتية التي امتاز بها عن ابناء جيله من الرواد. بدأ الرويعي كتابة القصيدة العربية في مرحلة الشباب الاولى ثم اتجه الى كتابة الشعر الشعبي عندما احس بميله الحاد اليه وحبه المستمر له وهكذا وجد الرويعي نفسه مغرما بالشعر الشعبي الذي لم يفارقه حتى رحيله عنا وقد كان لثقافة الشاعر ونبوغه اثر كبير في صقل موهبته الشعرية مما مكنّه ان يكون في طليعة شعراء جيله من المجددين كالسماوي شاكر وطارق ياسين وعزيز السماوي وغيرهم ويمكن ان نعد ديوان (البيرق) الديوان البكر للرويعي بانه يمثل علامة بارزة في طريق التجديد في القصيدة الشعبية العراقية. بعد ان ضاق صدر الشاعر من نكد العيش في العراق واحساسه بكبر المعاناة التي يعانيها الناس في ظل النظام الدكتاتوري السابق حاول الشاعر ان يتجه الى عمان لعله يجد فيه ما يعينه على مواصلة الحياة الحرة الكريمة بعد ان فقدها في وطنه الحبيب ثم ما برح ان كتب انشودة وطنية هادفة تذاع في افتتاحية اذاعة صوت العراق الحر تقول كلماتها (انهض يا عراق ابساع). ومنذ ذلك الوقت عد الرويعي ناشطا معارضا وقد اقيمت امسيات عدة له في سوريا والاردن وقد سرقت عدة كاسيتات فيديو منه خاصة بأماسيه الشعرية ويبدو ان المخابرات العراقية البائدة كان لها يد في ذلك. وفي عمان عمل في جريدة بغداد وكتب كثيرا عن آلام ومعاناة اصحاب الكلمة الشريفة ومثقفي وشعراء العراق المضطهدين كما كان يعد ويقدم برنامج (كلايد) وهو برنامج للشعر الشعبي العراقي يبث من خلال اذاعة صوت العراق الحر. ويعد كاظم الرويعي واحداً من الاسماء التي تركت بصماتها على الساحة الغنائية العراقية منذ بداية ستينيات القرن الماضي وجعلته من أعلام كتاب الاغنية في العراق. ومن يستعرض الاعمال الغنائية التي كتبها يجد انها قد غُنّيت باصوات معروفة كانت تحتل مساحة واسعة من الغناء العراقي كفؤاد سالم وفاضل عواد وسعدي الحلي وحميد منصور وغيرهم حتى بلغ مجموع الاغاني التي كتبها اكثر من (480) أغنية أشتهرت منها ياعشكنه وينجوم صيرن كلايد وعادوا الغياب وياسفانه وسلامات ويم داركم وليله ويوم وغيرها. والمفردة الشعرية لدى كاظم الرويعي مشحونة بالايحاء الثر وتكاد تكون وحدها صورة شعرية تتداعى في ذهن المتلقي لتتحول الى جملة غنائية لا مفر منها في خلق اجواء تطريبيه حتى تلك التي تعج بالمباشرة كالقصائد الوطنية التي لا تخلو من حماس والتي تقترب في بعض الاحيان من ....الاهزوجة....لقد اتقن الرويعي اداته الشعرية ايما اتقان فوفرت له امكانية جديدة ليس في تحديث الاغنية حسب وانما في بسط خيالات جديدة لدى المتلقي ايضا وهو بهذا قد حول الاغنية الى جانب تطريبها الى قصيدة ترددها الافواه تعبيرا عن اختلاجات النفس الانسانيه فاستحق بذلك ان يكون فاتحا لآفاق جديدة في الشعر الشعبي العراقي المعاصر. توفي في المستشفى الأيطالي في عمان في 2-3-2002. اذ لم توافق السلطة الاجرامية المبادة للبعث على دخول جثمانه الى العراق ولذا دفن في المقبرة الاسلامية في سحاب عمان.

عرض مقالات: