“الاقتصاد العالمي”
(International economy):
رغم محاولات عديدة سابقة، ظل “الاقتصاد العالمي”، كمقولة مستقلة، خارج النظرية الاقتصادية حتى سنوات السبعينات من القرن العشرين.
وكما أشار البعض فإن الاقتصاد العالمي، باعتباره موضوعاً للأبحاث والدراسات، لا يمثل شيئاً مصطنعاً أو تجريداً ذهنياً فقط، بل على العكس انه يمثل واقعاً اجتماعياً ملموساً يتوجب تجريده ودراسته دراسة منهجية منتظمة بهدف الكشف عن جوهره والقوانين الفعلية الناظمة لحركته. ورغم ظهور “الاقتصاد العالمي” كظاهرة ملموسة لها سننها الخاصة، المتميزة، فإنه لم تُصغ، لحد الآن، نظرية مكتملة، متماسكة للاقتصاد العالمي بالرغم من المحاولات النظرية العديدة والجادة التي جرت في العقدين الأخيرين.
وبقدر تعلق الأمر بالجانب الاقتصادي للإشكالية فان نقطة الانطلاق في هذا الحقل هي الفرضية القائلة بوجود اقتصاد عالمي واحد، ترتبط مكوناته ببعضها البعض بروابط متبادلة.
وفي ضوء ذلك نستطيع القول ابتداءً بأن “الاقتصاد العالمي” هو ذلك النسق System الذي يربط الاقتصادات القومية لمختلف البلدان ومجموعات البلدان المنخرطة في بنيته، وفي نفس الوقت يمكن اعتباره كلاً يؤثر على سيرورات اشتغال وتطور أجزائه المكونة. وينظر البعض الى “الاقتصاد العالمي” باعتباره مقولة رباعية الأبعاد: جغرافية، اقتصادية، نسقية، وزمانية.