نشرت شبكة الانترنت نقلا عن صحيفة "انديبيندنت" البريطانية تقريرا اخباريا بالعنوان المذكور أعلاه للصحفي هاري كوبيرن بتاريخ 10 تموز الحالي. أدناه ترجمة ضافية للتقرير. 

المتحف البريطاني الآن بصدد ارجاع مجموعة من تحف تراثية يعود تاريخها الى 5000 عاما والتي سبق وأن نهبت من موقع أثري في العراق عقب غزو العراق بقيادة أمريكا بقليل والقبض عليها لاحقا من تاجر في لندن. اذ صادرت شرطة الأمن البريطانية في شهر مايس/ايار في العام 2003 على مجموعة الثماني قطع عقب تشكيكها في كونها منهوبة وفشل التاجر الذي كانت بحوزته ابراز أدلة تثبت مُلكيته لها. أدلى المتحف البريطاني بأن التاجر المعني قد تخلى عن مزاولة مهنته هذه و بأن المواد تشمل المجوهرات وقطع مخروطية منقوشة وختم مزين وصولجان التي سبق وأن احيلت الى الادارة المَلكية ولاحقا في أوائل هذا العام الى المتحف البريطاني لإجراء التحليلات الأثرية. تم تحديد مصدر المواد بفضل ثلاث قطع مدونة بالخط المسماري، أحد أقدم أنواع الكتابة، من اختراع السومريين. يشير النص السومري الى انحدار المواد من معبد "انينو" في مدينة"غرسو" القديمة والمعروفة الآن باسم "تلو" في جنوب العراق. وحيث تكشف الحفريات الجارية حاليا في المنطقة المعروفة باسم "تَل أي" من المدينة تخطيط ونطاق هذا المُجمع الهام. يُعتقد بأن المعبد كان مقدسا للآلهة "نينغرسو". المتحف البريطاني له خبرة ليست بقليلة في اكتشاف الآثار من هذه المنطقة وكذلك منذ العام 2016 تُدرّب علماء الآثار العراقيين في مواقع الحفريات في "تلو". وأدلى المتحف في بلاغه" المواد الاخرى متطابقة مع تلك القطع المعروفة من "تلو" والأكثر ظنا بأنها تنحدر من ذات الموقع". حدثت مصادرة  المواد الثمانية في شهر مايس/ايار في العام 2003 عقب مرور شهرين فقط من المرحلة الاولى للغزو الأمريكي والبريطاني للبلد، الذي صرّح جورج بوش وتوني بلير بأن الغرض منه كان "لنزع أسلحة الدمار الشامل من العراق". أدى الغزو الى حالات عديدة وهائلة من النهب في العراق والتي طالت واستهدفت التحف الأثرية. اذ عجزت الجيوش عن حماية العدد الكبير من المواقع الأثرية بالإضافة الى المستشفيات ومحطات ضخ المياه والمباني العامة. تم نهب المتحف الوطني العراقي يكاد كليا، اذ تقدّر شرطة التحقيقات الاتحادية الأمريكية فقدان المواد بعشرات الآلاف. يعتقد المتحف البريطاني بأن فقدان القطع الثمانية من "تلو" حدث في ذات الوقت. اذ أدلى بأن "الحدث كان سريا، لربما نُفّذ في الليل ومن قِبل عدد قليل من الأشخاص وخلال فترة زمنية محدودة. اذ لا يضاهي في النطاق والمنهجية ما حدث في مواقع اخرى في جنوب العراق". وأضاف " يشير تحليل سوق التحف الفنية الى عَرض قطع مخروطية منقوشة مشابهة للبيع في ذات الفترة الزمنية". ثمّن سيادة السفير العراقي في لندن، صالح حسين علي، موظفي المتحف على "جهودهم الاستثنائية" في تحديد المواد الأثرية. وأضاف “أن مثل هذا التعاون بين العراق والمملكة المتحدة ضروري جدا لحماية والاحتفاظ بالتراث العراقي. ان حماية الآثار مسؤولية دولية وفي العراق نتطلع الى التعاون العالمي لحماية التراث العراقي ولاسترجاع مواده المنهوبة". وقال السيد هارتوغ فيشر، مدير المتحف البريطاني" ان المتحف البريطاني ملتزم بمحاربة المتاجرة غير القانونية والمساس بالتراث الثقافي، انها قضية تهمنا نحن جميعا. انني مسرور باستطاعتنا دعم عملية ارجاع هذه المواد الهامة الى العراق عن طريق سفارة جمهورية العراق في لندن. انه يدل على علاقات تعاملنا القوية جدا مع زملائنا العراقيين التي تطورت بمرور سنين عديدة وتوسع نطاقها عبر المشروع العراقي الذي يديره المتحف البريطاني. ان ارجاع هذه المواد جدير بالذكر فيما يخص العلاقة ب "تلو"، أحد المواقع التي تشهد حفريات المشروع العراقي حاليا". تتكون مجموعة القطع الثمانية من خمس مواد منقوشة سومرية واثنين ختم التمائم من عهد جمدة نصر على شكل خروف مستلق أو يظهر كل رجلين من أرجله الأربعة باتجاهين معاكسين و ختم أخميني على شكل أبو الهول  مستلق. سوف يتم تسليم المواد رسميا الى السفارة العراقية في استقبال صغير في المتحف البريطاني في يوم الجمعة. ويختتم التقرير بكتابة المواصفات الفنية لهذه المواد. 

ولمزيد من المعلومات بالإنجليزية والصور راجع الرابط المدون أدناه.  

https://www.msn.com/en-gb/news/uknews/british-museum-to-return-antiquities-looted-during-2003-invasion-of-iraq/ar-BBLICT1?ocid=spartanntp

عرض مقالات: