صدر عن دار الكوثر كتاب للفنان والنصير - صباح المندلاوي- بعنوان (تعال معي الى قنديل). وب 300 صفحة مع الصور ومجموعة من عناوين الأحداث والأماكن التي تمثل مهمة لسرد ثيمة الكتاب ذات الأهمية العالية في أترختها لوقائع بدلالتها القيمية الشجاع للمناضلين المقاتلين ضد دكتاتورية السلطة الدموية الحاكمة، وكما اكدها ووصفها المؤلف، (صفحات تستلهم الواقع اليومي للأنصار وتتداخل مع تطلعاتهم وتتوقف عند سيرة الذات والمكان ومن هم حوله (ص 12).
وكم كان لمثول قولة المناضل الخالد – تشي جيفارا في اول الكتاب ((لكل الناس وطن يعيشون به-إلا نحن فلنا وطن يعيش فينا)) التي دونها الكاتب المندلاوي ملائمة بتعبيرها لحقيقة الدالة لسيرة وتفاصيل حياة الشيوعيين العراقيين المنفيين ببعدهم عن وطنهم حيث الغربة.
وأكد كاتب مقدمة الكتاب - عدنان حسين (الكتاب عموما يتصدى لمرحلة حركة الانصار الشيوعيين المسلحة في كردستان والتي قادها الحزب الشيوعي العراقي ويوثق لها مستندا على معايشته ومكابدته الشخصية مع مئات الانصار) ص 13. وحرص الناشر للذكر التاريخي المهم لمدونة الكتاب بقوله (هو خلاصة لسنوات الجمر والايام الدامية ترويها ذاكرة انصارية مازالت متوهجة.. انصاري عاش المحنة بكل تفاصيلها في النضال ضد الدكتاتورية وقوى الغدر...لغة جريئة قادرة على اماطة اللثام عن سيناريو الدم الذي دار في قلب قنديل النازف.. قرية بشتاشان).
ومن تضمين عنوانة الكتاب كلمة قنديل. فهو اسم جبل مكان الوقائع والواقع في اعالي شمال محافظة اربيل، بقممه الصعبة العالية، وقد تكسوه الثلوج دائماً، وتوجد في وديانه قرية صغيرة تسمى بشتاشان، التي اتخذها الحزب الشيوعي مقراً لأنصاره في 1982. وتقع القرية وسط سلسلة عالية من الجبال الوعرة والمسالك الصعبة وهي ترقد على سفح جبل قنديل الذي منحها الكثير من المشاهد الجميلة. ويمر في القرية نهر ينساب من الجبل حتى الاشجار الكثيرة، ليزيدها النهر روعة وهي تستحم به. وقام نظام البعث المقبور في ملاحقته كل ابناء الشعب العراقي من الوطنيين الرافضين لدكتاتورية النظام وبمعظمهم ورجال ونساء من اعضاء الحزب الشيوعي، الذي دفعتهم شراسة وعنف الملاحقة لهم والقتل للتخفي، ومنه المغادرة خارج بلدهم العزيز بتاريخ حياتهم فيه.
ويشرح الكاتب الفنان الانصاري بلوعة عن كيفية تركه ورفاقه للعاصمة العزيزة بغداد بقوله (في الساعات الاخيرة تجولنا كثيرا في شوارع بغداد، كنا نتأمل البنايات والساحات والجسور، كأننا سياح في هذا البلد لكننا نشعر بالغربة فيه...وداعا يا اصدقائي في المحلات الشعبية، ابو سفين وقنبر علي وساحة النهضة ومقهى الجباة ومقهى فهد وشارع الكفاح) ص22، -23.
ويذكر زمن انتقاله الى عاصمة بلغاريا، مدينة صوفيا الجميلة التي احتضنت الشيوعيين العراقيين وكذله سفره لليمن.
والكاتب صباح المندلاوي هو خريج اكاديمية الفنون الجميلة في جامعة بغداد، وله مؤلفات مسرحية
فأسس هناك - فرقة الطريق المسرحية- وفيها العديد من الفنانين المعروفين وكان يكتب المسرحيات التي قدمتها اثناء تواجدهم هناك والتي نالت اعجاب الجمهور اليمني والعراقي.
ومن وقائع واحداث الحالة الوجودية المسجلة للأنصار والمهددين دائما بالموت والقتل، فقد كانت احداث درامية مرعبة من شدة مشاهدها. ومن تحملها المقاوم تشكل للقاريء نشر وزرع لبذور شجاعة الروح المقاومة للظلم السلطوي ومنه ارسائها الروحي لمكون مفهوم (الرسوخ الفكري) الذي يحمله الانصار وهو اساس الصمود التاريخي للشيوعين على مدى تاريخهم النضالي والذي شهدته معتقلات وسجون رجالات النظام الدموي.
لذا يعد قراءة هذا الكتاب (تعال معي الى قنديل) العالي الوقع بمكوناته مهم في تحقيب وتسجيل لزمن صار مأثرة اعتزاز لكل المقاومين للظلم في ذلك الزمن الصعب والذي يحمل شجاع لكل مؤثرات الرعب والخوف الذي توائم وتجانس مع الروح الحاملة لصعوبات الحالة المهددة لهم حيث قرية – بشتاتان – المهدد للقصف والمداهمة.
لقد تعاون البعض من الجهات الخائنة واتفق مع نظام البعث للغدر بمقاتلي الانصار وضربهم بالرصاص الحي. الشهداء الذي أنبهم الكاتب المندلاوي بمقدمة الكتاب ص9(الى كل قطرة دم سالت دفاعا عن الحرية والكرامة والعدالة.... الخ).