بالتنسيق والتعاون بينها، أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي ورابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين وتيار الديمقراطيين العراقيين في الدنمارك، ندوة بعنوان (الأزمة العراقية، الثقافة.. السياسة) دعت للحديث فيها كلا من الاستاذ رضا الظاهر والاستاذ عبد المنعم الأعسم، وذلك بتاريخ الأحد 25 / 9 / 2022 في العاصمة كوبنهاكن. هذا وحضر الندوة عدد غير قليل من نخبة عراقية تتابع وتهتم بما يجري في بلادنا من تدهور في جميع ميادين الحياة.

أدار الندوة الاستاذ عبد المطلب عبد الواحد الذي رحب بالضيفين وشكرهما على تلبيتهما الدعوة، كما قدّم للحضور نبذة تعريفية عن حياتهما السياسية والثقافية ومنجزهما في المجالات البحثية وكتابة المقالات وتأليف الكتب.

بعد ذلك تحدث الاستاذ رضا الظاهر الذي بدأ بتقديم الشكر الى منظمي هذا اللقاء، منوها الى أنه سيتناول الجانب الثقافي من الأزمة وبطريقة مكثفة بعيدا عن التفاصيل المتشعبة. ثم حدد أبرز العناوين التي يمكن الحديث عنها في هذا المجال، منها: تعريف المثقف بمعناه الواسع وليس المحصور بالأدب والفن، وأسهب الظاهر في شرح هذا المعنى متطرقا الى عدة مفاهيم ظهرت بهذا الخصوص مثل مفهوم: المثقف العضوي، المثقف الرسولي، والأنتليجنسيا..... الى غير ذلك من المفاهيم التي حدد مصادرها ومعانيها وأسماء المفكرين الذين بحثوا فيها مثل غرامشي وأميل زولا وادوارد سعيد.

ثم تحدث الظاهر عن المثقف العراقي ودوره في المجتمع منذ عشرينات القرن الماضي، وعن علاقته بالسلطة والجسور التي تربط بينهما حينا وتتقطّع في أغلب الأحيان. كما تحدث عن العلاقة بين الثقافة والديمقراطية مشددا على أنّ الثقافة تعيش وتنمو وتتقدم في ظروف الانفتاح والديمقراطية. أمّا في ما يتعلق بدور المثقف العراقي فأعتبره الظاهر على عكس الذين قلّلوا من شأنه بأنه كان في قلب الحراك المجتمعي وفي قلب انتفاضة تشرين.

وختم الاستاذ رضا الظاهر حديثه بتأكيده على وجود أزمة ثقافية في العراق تتجلى في تغييب المثقف وتهميشه وعدم تقديم الدعم لانتعاش الثقافة، بالاضافة الى الاستبداد والقمع والحروب الكثيرة التي ساهمت في شيوع الخراب الروحي والتجهيل وتهديم البنى التحتية للثقافة.

ثم تحدث الاستاذ عبد المنعم الاعسم عن الجانب السياسي من الأزمة العراقية، التي عزاها الى نظام المحاصصة المتبع منذ عام 2003، فمرحلة الانتقال لم تتحقق، حيث تداخلت فيها الكثير من الخيارات والصراعات والارادات التي أنتجت ما يسمى بالعملية السياسية وهي وصفة امريكية بأنّ هذا البلد لا تحكمه فئة ولا حزب ولا شخص بل تحكمه الشراكة التي تحولت الى محاصصة أدت الى تدهور البلاد وخرابها.

وأكد الاعسم الى انّ هذا النظام السياسي وصل الى نهاية وظيفته، ولا يمكن له الاستمرار بهذا الشكل، فهو موجود بسبب عوامل أخرى عديدة ((من ضمنها الارادتين الامريكية والايرانية)) وليس بسبب الانتخابات، التي أظهرت في الدورتين الاخيرتين عزلته الاجتماعية. كما انّ تشرين بينت بأنّ هناك عاملا جديدا سيلعب الدور الرئيسي في تحديد مستقبل العراق الا وهو الشارع العراقي.

هذا وفي الختام جرى حوار عميق ومثمر بين الجمهور والاستاذين الظاهر والاعسم طُرحت فيه الكثير من الأسئلة والآراء والأفكار التي أغنت الندوة.

عرض مقالات: