احتفال بطعم خاص في 31 آذار في أحد وديان كردستان في قاطع بهدينان 

  واد عصي عن عيون السلطة ومخابراتها كنا نحتفل.

 دائماً للأنصار طقوسهم الخاصة، يصنعون من المناسبات افراحاً لينتزعوا من الحياة وحشتها ويضفون على المكان جمالاً وسعادة لمن رافقهم.  حفل يليق بالمناسبة، رغم تواضعه كان يشيع بيننا فرحاً وسعادة. 

يجري التحضير لهذا اليوم المميز والعزيز على قلوب الشيوعيين العراقيين منذ صباح 31 اذار عيد ولادة الحزب من أجل أن يكون مختلفا عن باقي أيام السنة. المعنيون بإعداد الحفل، منهمكون في تمريناتهم على الغناء والنشاط المسرحي. عادةً يجري تشكيل فرق تعمل منذ أيام الشهر الأولى بالتدريب على الغناء، وعلى الاغاني الذي تخص 

 المناسبة وفرقة خاصة بالأطفال تتكون من (مشمش، نداوي، سمسم، مسار، مجد) أبناء الأنصار.  

النصير أيار (عدوخ) مسؤولاً عن تدريبهم

كما يجري الإعداد لإقامة معرض لرسومات وابداعات الأنصار الفنانين، كذلك الإعلام له حصة في إصدار عدد من جريدة "النصير" خاص بالمناسبة. الكل يعمل ويعبر عن الفرح بهذا اليوم.   

صباح 31 آذار عادة يكون مشمسا وجميلا يبعث الأمل في الروح، تتفتح انواع من الزهور الربيعية وخاصة زهرة

يتم إعداد ساحة الاحتفال والمسرح، حيث تبدأ مجموعة من الأنصار برصف الصخور، من أجل أن يكون هناك مرتفعا يشبه دكة المسرح، يحاط بالبطانيات من أربع جهات من جذوع الأشجار. 

في نهار اليوم يتهيأ الجميع للظهور بكامل الأناقة 

حتى وجبة الغداء تكون مختلفة، فالاحتفال بعيد الحزب يجب أن يكون احتفالا بكل جوانب حياتنا، إذ تتجاوز وجبة العدس والبرغل إلى وجبة من اللحم والرز، والذي نحظى بها دائماً في المناسبات. 

تبدأ التهاني بين الرفاق والرفيقات وهي مؤشر العيد اليوم الخاص للجميع. الساعة الثانية بعد الظهر، يبدأ الأنصار بالتوافد إلى ساحة الاحتفال، بعد أن يتم تقديم الدعوة لقادة بيشمه ركَة الحزب الديمقراطي الكوردستاني وعناصرهم وكذلك الأحزاب المتواجدة في المقرات القريبة. لا توجد مقاعد ولا طاولات، كما يتصور البعض، فالجميع يفترش الأرض الصلبة. 

تسحب البطانية التي تعمل كستارة للمسرح ويظهر عريف الحفل مرتبكا بعض الشيء، ليعلن بدء الحفل بوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداءنا وشهداء الحركة الوطنية العراقية. 

 تدخل مجموعة من الرفيقات والرفاق، وهم ينشدون بحب الشيوعيين لحزبهم؛ "سالم حزبنه.. ماهمته الصدمات .. سالم حزبنه."

بعدها تتعالى أصوات النصيرات بملابسهن الكردية وهن ينشدن بعذوبة أصواتهن؛ "بغداد شمعة وما هوى ايطفيها". 

   واغنيه أخرى؛ "هيلا وهلا طرز لي نفنوفي شو چنه ليلة عرس تتراقص جفوني".

بعدها يأتي دور الكلمات السياسية للحزب وللأحزاب الصديقةُ ثم يأتي بعدها دور المسرح يكون أبو داوود (سلام الصكر) أو أبو أروى (هادي الخزاعي) قد هيأوا احدى المسرحيات في هذا الوادي البعيد عن خارطة الوطن إذ تنبثق فيه حياة من لون آخر تعيدنا إلى حياتنا التي تركناها.

  هكذا يستمر الحفل إلى ما قبل الغروب ثم بيدا الجميع بالعودة إلى قاعات الفصائل، حينها يعلن أبو طويلب وفرقة الخشابة عن حفلة تصحيحية على اعتبار انتهاء الحفل الرسمي. الحفلة التصحيحية عادةً تكون أحلى وأجمل. 

صوت أبو طويلب ورفاق آخرين بأدوات العزف المصنوعة من علب حليب النيدو (الطبلة) وصفقة والهيوة البصراوية تتخللها اغاني الخشابة   والشعر الشعبي:

"أنتِ روحي وراحتي

وآخر ندى الـ عالورد ينزل

انتِ ليلي ولالتي

 وتفاحتي الجمعت حلاة الشمس والظل 

 هكذا كنا نحتفل في 31   آذار في كردستان نخلق الفرح لنثبت أننا نحب الحياة. 

إلى أولئك الذين لا ينشرون إلا ربيعا من الفرح، حتى وإن كان الخريف ملء صدورهم  

كل 31 اذار وأنتم بألف خير 

 

عرض مقالات: