تبحث ورقة العمل هذه التحولات الاجتماعية المكانية في بغداد المعاصرة من خلال تكبير اثنين من أكثر أحياء المدينة الاستهلاكية تردداً، الكرّادة والمنصور. عن طريق العمل الميداني الإثنوغرافي، أنا  أجعل التشابكات بين العنف والممتلكات والاستهلاك تتصدر هذا البحث. إن تحولات بغداد على مدى ما يقرب من عقدين من الزمن ليست مجرد نتاج للعنف الحضري، بل إنها تشكل أيضاً مصدرًا لـه. ولا هي ليست إلا نتيجة لخصخصة الممتلكات العامة التي كانت في السابق؛ كما أنها ليست مجرد نتيجة للتغيرات في أنماط المستهلك اليومية. بل إن تحولات المدينة تنبع من التركيب المشترك للقوى الثلاث. وفي بغداد، يرتبط العنف والممتلكات  والاستهلاك ارتباطا لا ينفصم. فقد أدى تغلغلها بدوره إلى خلق تحولات اجتماعية مكانية استفادت منها المصالح السياسية والاقتصادية لقلة من النخبة على حساب عامة الناس الحضرية.

 أدناه ملخص البحث :

" مرّت بغداد على مدى السنوات الثماني عشرة الماضية بتحولات بسرعة هائلة. العديد من هذه التغييرات كانت مدفوعة بسبب الحرب وانعدام الأمن الذي نتج عن الغزو الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية على العراق في عام 2003.أثناء الاحتلال و بعده كان الاهتمام على المدينة والبلد وفي منعطفات مختلفة متركزاً على وجود القوات الأجنبية والحرب الأهلية والمليشيات المحلية والسيارات المفخخة ومحاربة داعس. تعتمد ورقة العمل الأولية هذه نهجاً واسعاً مع التركيز أيضاً على التغييرات الحضرية الملموسة. وتأخذ في الاعتبار التحولات الاجتماعية المكانية  في بغداد مع التركيز على اثنين من أهم المناطق الاقتصادية والترفيهية والاستهلاكية في المدينة: الكرّادة على الجانب الشرقي من بغداد، والمنصور في الغرب. يساعد التركيز على هذين المركزين في الكشف عن التداخلات بين العنف والملكية العقارية والاستهلاك.

تهدف هذه الورقة إلى إلقاء الضوء على الكيفية التي ترتكز بها التغييرات في الحياة الاجتماعية المكانية في جميع أنحاء بغداد على المنطق السياسي والاقتصادي الذي تستفيد من خلاله النخب المسيطرة على مؤسسات الدولة والكيانات المسلحة شبه الحكومية سياسياً ومالياً. تستند هذه الدراسة بشكل أساسي على بحث وصف الأعراق البشرية (الاثنوجرافي( الذي تم إجراؤه في بغداد من أيار/مايو إلى تموز/يوليو 2019 و الذي تضمن أكرث من 45 مقابلة أجريت مع مهندسين وبيروقراطيين ومخططي المدن وناشطين وسياسيين وأفراد أمن و آخرين. العنف وخصخصة الممتلكات والأراضي والأسواق الاستهلاكية هي مجموعة من العوامل والقوى التي ساعدت في إحداث وتشكيل التحولات الاجتماعية المكانية في بغداد. هذه التحولات التي ييسرها اقتصاد سياسي يخدم نخبة قليلة، هي تحولات مترابطة و طويلة الأمد أكثر بكثير مما تمت مناقشته أو حتى الاعتراف به. وبالتالي تهدف هذه الورقة إلى تحفيز الاهتمام المتجدد بالحياة اليومية للعاصمة العراقية، وحياة السكان الذين تحملوا الكثير ومل يكسبوا سوى القليل."

*عمر سري هو مرشح لنيل شهادة الدكتوراه في قسم العلوم السياسية في جامعة تورنتو الكندية. أطروحة الدكتوراه هي بعنوان فزاعات الدولة: سيطرات التفتيش الأمني في بغداد المعاصرة، هي إثنوغرافيا لممارسات نقاط التفتيش الحضرية في العاصمة العراقية. وهو حاليا باحث منتسب في معهد عصام فارس للشؤون الدولية والسياسة العامة في الجامعة الأمريكية في بيروت.

ولمزيد من المعلومات بالإنجليزية والصور راجع الرابط المدون أدناه  

                          http://eprints.lse.ac.uk/id/eprint/108866  

 

عرض مقالات: