دروس الحياة :
الجاسوس : في 1980 ــ 1981 كان مقرنا في مزري بالقرب من قرية بيتوش، ذهبت مع الرفيق حمه كريم قه ره جه تاني ٍ { حمه صالحِ} الى قرية بيتوش لشراء بعض الحاجيات وجلسنا في مقهى القرية وتحدثنا مع سكان القرية حول أخبار وحوادث اليوم، وبعد ساعات عدنا الى المقر وعلى قرابة 50 ــ 100 متر من المقر رأيت شخصا يرتدي البنطلون والجاكيت وهو ينظر الى المقر بكل دقة فقلت للرفيق حمة كريم انظر للرجل الواقف قبالة المقر كيف ينظر بدقة فهو اما ملتحق جديد أو جاسوس مرسل من قبل السلطة الدموية، وهنا قال الرفيق كريم لنقترب منه ووصلنا اليه وسلمنا عليه وقبل ان نسأله: سألنا هل هذا مقر الحزب الشيوعي العراقي؟ قلنا، نعم ولكن من أنت؟ قال كنت معتقلا عند الجيش العراقي وانتهزت الفرصة وهربت وأريد الذهاب الى البيت في بلوجستان في إيران.
عند الحديث كان يتلعثم وهو مرتبك وسألناه لماذا تحمل كتبا؟ قال انني معلم وأحب القراءة، قلنا تفضل حان وقت الأكل. قال شكرا لست جائعا لم نسمح له الذهاب وقلنا تفضل للمقر وهناك نجري التحقيق معك.
الرفيق بهاءالدين نوري كان مسؤول مقر الحزب وأعلمناه بوجود شخص نشك بانه جاسوس، وقال الرفيق ماهو الدليل؟ وقال الرفيق حمه كريم اسأل الرفيق سيروان {أحمد رجب} قلت حسنا نجري التحقيق ونخبرك.، انا والرفيق محمود دكتاريوف المسؤول العسكري للقاعدة حققنا معه وقلنا له: قل لنا الحقيقة من اين جئت؟ وما قصة هذه الكتب الصادرة من التوجيه العسكري؟ ولماذا تكذب بأنك معلم تحب القراءة فبدلا من كتاب واحد تحمل من كل كتاب 6 نسخ؟ وماذا عندك اكشف جميع حاجياتك قبل ان نرغمك على نزع ملابسك.
وفي رده قال: جئت من معسكر ژاراوه، وارسلوني لكي انقل اخبار المعركة الدائرة بين الحزب الدمقراطي الكوردستاني ـ إيران (حدكا) وبين الجيش الايراني على طريق مدينة بانة ومدينة سردشت، وكم هي الخسائر والاسلحة المستخدمة، وزودني ضابط عراقي بهذه الكتب وقال انها كتب دعاية للثورة وحزب البعث سلمها للناس، وليس عندي شيء اخر، ولكن بعد برهة قال لدي ورقة عدم التعرض أحملها في ملابسي الداخلية وفعلا أخرجها وهي ورقة عدم التعرض له من قبل الوحدات العسكرية العراقية.
سلمنا الاسئلة والأجوبة وخلاصة التحقيق للرفيق بهاءالدين نوري، وفي اليوم الثاني ذهبت مع مفرزة الى دولي جافايه تي، وهناك سمعنا بان الاخوة في حدكا تدخلوا وتم إطلاق سراحه.
أنى اعرف الرفيق عطا: في خضم النضال ضد دكتاتورية صدام حسين وحزب البعث العربي كنا مفرزة صغيرة في قرية زيوي على سفح جبل بيرة مةكرون، بعد نقاشات قررنا وضع كمين على الطريق العام بين السليمانية ودوكان لسيارة جيب قيادة وأخرى زيل عسكري عند جمع الجنود من المواقع العسكرية على الطريق والعودة الى معسكر الجيش العراقي في سوسي، وخرجنا من القرية ومشينا على الوادي الذي يصل الى جسر صغير على الطريق العام فتقرر أن يذهب الرفيقان حمه كريم وهيوا {محمد قادر} للطريق بكلاشنكوفين والرفيقان أحمد رجب ار.بى. كى RBK و علي مهدي { ملازم ماجد} بكلاشنكوف والرفیق { علی مهدي هو عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي } حاليا. على بعد 150 متر تقريبا اسناد، وماموستا جمال محمد امين وياسين قادر وستار عرب ورفيقان لا اتذكرهما وبأسلحة مختلفة على بعد حوالي 350 متر في الخلف.
وصل الرفيقان كريم وهيوا الى المكان المحدد وبعد 15 ــ 20 دقيقة انحرفت سيارة برازيلية ووقفت على بعد أمتار من رفاقنا الذين ركضوا باتجاه السيارة ودخلوها وتحركت السيارة باتجاه رفاقنا في الخلف وفي الأثناء اشار أحدهما لي والرفيق ملازم ماجد كي ننسحب باتجاه رفاقنا والسيارة ووصلنا ورأينا رجلا وفتاة وقد شكلنا لجنة للتحقيق معهما، وسألت الفتاة هل تعرفينني وردت لا، المهم عرفتها وكانت طالبة جامعية، وقلنا للرجل ما هو مركزك في حزب البعث ودورك فيه؟ ومن انت؟
قال اسمي (ع. ا) وعملي حداد، قلنا إن لم تكن بعثيا فكيف تستطيع الخروج من الشارع العام؟ أخيرا مجيئك في مثل هذه الساعة؟ ومن هي هذه الفتاة؟ أجاب قائلا: أنا والفتاة على علاقة حب ولا نملك مكانا في المدينة كي نلتقي لذا توجهنا الى هذه المنطقة. لم أكن بعثيا قط وإني صديق للرفيق عطا وهو يعرفني جيدا.
أجرينا النقاش وتحدثنا كثيرا وتوصلنا الى نتيجة بأن الشخص ليس بعثيا وهو يعرف رفيقنا عطا وقررنا إطلاق سراحهما، وركب الرجل سيارته وقال بصوت قوي النبرة أشكر الحزب الشيوعي العراقى وجميع الشيوعيين ماعدا هذا ابو شوارب وهو يشير الى الرفيق حمه كريم لانه اهانه وصرخ في وجهه.
2/12/2020