طريق الشعب: ستوكهولم

أقامت مختصة العمل العلاقاتي التضامني في منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد ندوة في ستوكهولم يوم الأحد 22/11/2020 تحت عنوان (التضامن مع الشعب العراقي من أجل مستقبل ديمقراطي) باللغة السويدية، حضرها ممثلون عن، كل من الحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق، حزب اليسار السويدي، حزب الوسط السويدي، الحزب الشيوعي السويدي، مجلس السلم السويدي، حزب توده الإيراني، الحزب الشيوعي السوداني، الحزب الشيوعي السوري الموحد وشخصيات معروفة أخرى.

أستهل الندوة الرفيق كفاح الذهبي بالترحيب بالضيوف وشكرهم على تلبيتهم الدعوة ودعا الجميع للوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء الذين سقطوا من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في وطننا العراقي.

 ثم قدم الرفيق كفاح وضاح كلمة منظمة الحزب الشيوعي  العراقي، التي تحدثت عن معاناة شعبنا في ظل الأزمة السياسية والاقتصادية ومعاناة الشعب من سياسة المحاصصة والنهج الطائفي والفساد المالي والإداري والتي كانت سبباً في دخول داعش للعراق والتي راح ضحيتها الآلاف من أبناء شعبنا ومنهم الأيزيديون في إبادة جماعية مريعة، ثم تحدث عن الوضع في العراق ومجريات انتفاضة تشرين الباسلة التي اندلعت في أكتوبر 2019، مطالبة بتحسين الوضع الخدماتي ومن أجل حياة أفضل، وقد قابلت السلطات الحاكمة النشطاء بالعنف والقتل، حيث تم إزهاق أرواح المئات منهم و اعتقال واختطاف اعداد أخرى منهم ولا زال بعضهم مجهول المصير حتى الآن. ثم تطرق إلى جائحة كورونا والوضع الصحي في العراق و التردي الكبير في الخدمات الصحية وغيرها. وأستعرض مطالب المتظاهرين ومنها محاسبة الفاسدين وحصر السلاح بيد الدولة، وملاحقة القتلة ومحاكمتهم وأجراء الانتخابات المبكرة.

هوكان سفينَلينغ، عضو البرلمان عن حزب اليسار السويدي تحدث في الندوة قائلا:

نحن كسياسيين سويديين يتحتم علينا ان نتضامن مع الشعب العراقي من أجل الديمقراطية وحياة أفضل. وما يميز الوضع في العراق اليوم التظاهرات الكبيرة التي انطلقت قبل عام وقد علمنا بما قد أقترف بحق المتظاهرين من قتل وعنف الذي مورس ضدهم، وفيما يتعلق بدورنا في البرلمان السويدي فقد كان يتركز في موضوع مساهمة السويد بقوات عسكرية لتقديم المساعدة والذي يتجدد كل عام بالتنسيق مع التحالف الدولي، ولحزبنا سبق وأن قدم مساهمتين على مستوى البرلمان حيث طرحنا قضية العنف الذي أستخدم في التظاهرات السلمية في العام الماضي، وكذلك في خريف عام 2020.

بعدها كانت هناك كلمة للسيدة عبير السهلاني عضوة البرلمان الأوربي عن حزب الوسط السويدي: حيث شكرت المنظمة على الدعوة وعبرت عن شعورها بأنها وسط أهلها واخوانها ومعلميها، وقالت: كان هناك دعم وسند كبير للانتفاضة وكانت هناك رغبة لعمل الكثير من أجلها، ولكن للأسف لم يصل البرلمان الأوربي إلى قرار محدد الذي يمكن أن يحرض المبعوثين لاتخاذ بعض الإجراءات والقرارات، و كان هناك ميل كبير من الأطراف الكبيرة في البرلمان من الجهتين الكبيرتين فيه، الديمقراطية واليمينية المحافظة التي طالبت بالمحافظة على كيفية الحفاظ على التوازن بين القوى المتصارعة في المنطقة، أمريكا، السعودية إيران والعراق، وللأسف لم نوفق في أتخاذ قرار. وأضافت .. أن البرلمان العراقي كونه منتخبا من الشعب، ولكنه لم يقم بواجبه المفروض. إن موقف المجتمع الدولي يعتمد على الكثير من العوامل، منها طبيعة البعثة الدولية ومصالحها، والتي ترى أنها لم تقم بواجبها، وليس من السهل العمل في العراق حيث هناك الكثير من التعقيدات الاجتماعية والظروف الصعبة الأخرى. وعبرت عن أسفها لعدم وجود عراقيين كثيرين ممثلين للشعب السويدي في البرلمان.

ثم جاءت كلمة السيدة ساهرة سرحان عن الحزب الشيوعي السويدي، التي شكرت فيها المنظمة على الدعوة وعبرت عن سعادتها، وأشارت إلى ضرورة أن تكون مواقف الأحزاب اليسارية بالضد مما يحصل في العراق من دور لأمريكا، التي تمثل الإمبريالية الامريكية. مؤكدة تضامن الحزب مع الطبقة العاملة والشباب العراقي الذي يحتاج برأيها إلى قيادة تمثلهم في المفاوضات مع السلطة.

 

ثم تحدث كمال ممثل مجلس السلم السويدي قائلا: أتفق مع معظم من تحدث عن الكفاح في العراق وحيا كل من تعرض في العراق للأذى، يجب ان نتوحد كأحزاب يسارية وشيوعية في المنطقة، التي تحول دون هيمنة السياسية الإمبريالية التي تقود العالم وتستغله.

ممثل حزب توده الإيراني حميد أصلان قدم الشكر على الدعوة وحيا الرفاق الشيوعيين العراقيين في كفاحهم المثابر، وأشار إلى العلاقات التضامنية التاريخية بين الحزبين. وأكد على عدم التعويل على التواجد الأمريكي والإقليمي في العراق.

ويرى أن أمريكا وإيران والسعودية تستخدم وجودها في العراق كساحة لتنفيذ مشاريعها التي ستؤدي إلى الحرب الأهلية، والشعب العراقي والطبقة العاملة هم من سيتضرر بهذا الوجود، ويرى ان على جميع القوى اليسارية التقدمية والناشطين في العالم القيام بواجبهم من أجل إفشال مساعي الصراعات ومخاطرها في المنطقة.

أما ممثل الحزب الشيوعي السوداني السيد مجدي الجزولي، فقدم التحيات من الحزب الشيوعي السوداني، وأكد وقوف الحزب الشيوعي السوداني مع كفاح الشعب العراقي ضد القوى الإمبريالية التي تسعى إلى تقسيم الواقع العراقي وقال: نحن كحزب ضد كل أشكال حروب الاحتلال، ونعتقد بأن الكفاح من أجل السلام والحرية لا يمكن تجزئتهما، كما لا يمكن التفريق بين الامبريالية والحروب.

الرفيقة سيلفا ساكيان ممثلة الحزب الشيوعي السوري الموحد قالت: نتمنى المستقبل الزاهر والديمقراطي للعراق، ويكفي ما حصل من كوارث التي سببها وجود داعش، كوارث إنسانية وخسائر مادية كبيرة، التي كان وراءها الأمريكان والناتو. ان كفاح الحزب الشيوعي العراقي سيفضي إلى نتائج، الخلاص من داعش والخلاص من الفساد، وكذلك الخلاص من أمريكا والناتو، وبناء مستقبل ديمقراطي زاهر للعراق. وأشارت إلى تضامن الشيوعي السوري الموحد مع كفاح الحزب الشيوعي العراقي والشعب العراقي.

وكان لرفاق الحزب الشيوعي الكردستاني في العراق مساهمة أيضا حيث قدمت الرفيقة نرمين كلمة حيت فيها الجميع وشكرت المنظمة على الدعوة وقالت نحن نعلم كيف ان الشعب كان تحت الحكم الدكتاتوري لفترات طويلة، ولا زلنا نناضل من أجل الديمقراطية والعدالة والمساواة، والمثال الواضح هو كفاح الشيوعيين ضد الدكتاتورية ولفترات طويلة مضت، نحن اليوم نواجه الطائفية المتزمتة، وليس هناك احترام للخصوصية وحقوق الأنسان، وقالت: للأسف الكثير يعتقد أن الديمقراطية هي الذهاب المواطن لصناديق الاقتراع، والتصويت لحزبه، وللأسف الكثير لم يفهم معنى الديمقراطية التي هي بناء مجتمع ديمقراطي، تحترم فيه حرية الرأي والنشر و حقوق الأقليات في المجتمع، وحقوق وواجبات الفرد. لكن نجد في عموم العراق بما فيه كردستان وربما كل منطقة الشرق الأوسط فإن التصريح بآرائك الشخصية يمكن ان يعرضك للخطر، في حال الحوار السياسي.

ثم القى الشاعر وعضو البرلمان السويدي السابق بنكت بيري، بعض الأشعار بهذه المناسبة.

وفي الختام قدم الرفيق كفاح الذهبي الشكر لجميع الذين لبوا الدعوة للندوة ومن حضرها دعماً لنضال الشعب العراقي وانتفاضته الباسلة.