أحيت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، يوم السبت 7/11/2020 الذكرى الـ 103 لثورة أكتوبر العظمى بحفل سياسي فني، عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال برنامج الزووم، بحضور طيف منوع من الرفيقات الرفاق والصديقات والأصدقاء، وبحضور ممثلي بعض الأحزاب الشقيقة المتواجدة على الساحة السويدية.

تخلل برنامج الحفل العديد من الفقرات، بدأ بترحيب عريف الأمسية الرفيق بهجت هندي، بجميع الحضور وبالرفيق الدكتور صالح ياسر عضو اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي العراقي، وبممثلي الأحزاب الشقيقة، ثم دعوة الجميع للوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء حزبنا وشهداء الحركة الشيوعية العالمية، بعدها وقف الجميع مستمعين لأنغام وكلمات النشيد الأممي.

 تحدث الرفيق بهجت قائلا: ((نحتفل اليوم وإياكم بالذكرى الـثالثة بعد المائة لثورة الكادحين، ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا، ويحق لنا ان نسميها بالثورة العظمى، لأنها كانت منعطفا حاسما في تاريخ عالمنا المعاصر، ولا تزال أصداؤها تتردد حتى الآن في مختلف بقاع العالم، ووفرت أجواء القضاء على منظومة الاستعمار، ووقفت بوجه التوسع الإمبريالي.

والقى الرفيق: طلال الأمام كلمة الحزب الشيوعي السوري الموحد، التي نقتطف منها هذا الجزء، ((بداية اسمحوا لي ان أتوجه بالشكر الجزيل لمنظمة الحزب الشيوعي العراق في السويد على تنظيمها هذه الاحتفالية، كما أتوجه بالتحية لممثلي الأحزاب الشقيقة وجميع الحاضرين.  لعبت ثورة أكتوبر الاشتراكية منذ قيامها عام 1917 دورا مفصليا على المستويات المحلية والعالمية في أوربا، أسيا، أفريقيا وأمريكا اللاتينية. نعتقد أن تقييم حدث تاريخي بحجم ثورة أكتوبر يتطلب من جميع المفكرين الشيوعيين واليساريين أن ينظروا لهذه التجربة بإيجابياتها وسلبياتها من أجل استخلاص الدروس اللازمة للنهوض اللاحق. نقول ذلك كوننا لاحظنا أن تقييم ذلك الحدث الكبير والذي طبع القرن العشرين بطابعه يتم بأشكال مختلفة: فهناك من اعتبر أن انهيار التجربة تم فقط بفعل مؤامرة خارجية متناسيا أو قافزا فوق الأسباب الداخلية/الذاتية التي اعتقد انه كان لها الدور الأساسي....)).

بعدها تم الترحيب بالرفيقة رحاب جريس ممثلة الحزب الشيوعي السوداني/ فرع السويد ، لتقدم كلمتها والتي جاء فيها: ((تمر على البشرية جمعاء الذكرى الثالثة بعد المئة لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية 1917 في روسيا، حيث لم يعرف التاريخ حدثا أعظم من ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى... الثورة التي غيرت موازين القوى في العالم وبدأت بتغيير وجه العالم وإعادة بناء الحياة الجديدة للإنسان من منظور تاريخي مغاير لمنطق ورؤية البرجوازية وسلطتها وثقافتها وفكرها وممارساتها.

وعبر هذه الثورة حققت الطبقة العاملة ولأول مرة في تاريخ البشرية سلطتها السياسية في بلد مثل روسيا كان لا يزال يعيش شعبه في ظل بقايا العلاقات الإنتاجية الإقطاعية وبداية نمو وتطور الرأسمالية حيث لا تتوفر أدنى مستلزمات وشروط التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي يدعم ويعتبر القاعدة المادية لانتصار ونجاح الثورة الاشتراكية...)) 

وكان لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد كلمة قدمها الرفيق شاكر جابر نائب سكرتير المنظمة، ومما جاء في الكلمة: ((ان احياء ذكرى اكتوبر يشكل تأكيداً جديداً لأهمية الثورة التاريخية، وسلامة منطلقاتها وعبقرية قادتها، خصوصاً لينين الذي استطاع بحسه الثوري الفذ وروحه النضالية ان يجمع بشكل مبدع وفي لحظة تاريخية فارقة بين الستراتيج والتكتيك الصحيحين.

 شكلت ثورة اكتوبر أهم وأكبر حدث في القرن العشرين بما أحدثته من تغييرات اقتصادية وسياسية واجتماعية لشعوب الاتحاد السوفيتي والعالم أجمع. وبما حققته من انجازات كبيرة لشعوب العالم المضطهدة وللحركة اليسارية والشيوعية....))

كما قدم الرفيق الدكتور صالح ياسر  مداخلة بعنوان: (دور التكتيك الصائب في تحقيق النصر الأستراتيجي، تجربة ثورة أكتوبر العظمى مثالا)، نقتطف منها ((...نظرا لأننا نتحدث هنا عن دور التكتيك الصائب في تحقيق النصر الاستراتيجي متمثلا بانتصار ثورة اكتوبر العظمى تقتضي الضرورة المنهجية في البداية الإشارة الى رؤية الماركسية لأشكال النضال وكيفية اختيار التكتيكات الملموسة طبقا للوضع الملموس. ويميّز لينين بين الماركسية والمرجعيات الفكرية – السياسية الأخرى في أنها أي الماركسية " لا تربط الحركة بأي شكل وحيد ومحدد للكفاح، فهي تسلم بأساليب النضال الأكثر تنوعا، وهي لا تخترعها، بل تكتفي بتعميمها وتنظيمها وجعل الأشكال النضالية للطبقات الثورية، التي تنبثق عضويا من خلال الحركة ذاتها، أشكالا واعية ". ويعني ذلك أن الماركسية:

  1. ترفض الصيغ المجردة التي لا تنبع من الواقع أو التي تريد أن تقفز فوقه.
  2. وتستنبط أشكال النضال والتكتيكات الملموسة انطلاقا من حركة الجماهير وطبيعة نضالاتها ومستوى وعيها، التي تنبثق عنها طرائق جديدة دائما، متنوعة أكثر فأكثر، للدفاع والهجوم كلما تطورت الحركة الجماهيرية وتقدم وعيها واستفحلت الأزمات الاقتصادية – الاجتماعية والسياسية....))

وقدم الرفيق أسو عارف كلمة منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني في السويد، الذي أشار الى أهمية ثورة أكتوبر كون مبادئها هي البديل الإنساني الصحيح في التقدم والانتصار على الفقر والتخلف، وأشار الى ما تقوم به الرأسمالية المتوحشة من افتعال الحروب والصراعات في المنطقة من أجل النفط والطاقة.

 وقدمت الرفيقة سلفيا ساكيان من الحزب الشيوعي السوري الموحد كلمة بالمناسبة، أشادت بمنجزات ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى.         

وكان للشعر مكانه ومن بغداد كان للشاعرين حمزة الحلفي  وأدهم عادل حيث قدما قصائد شعبية رائعة نالت إعجاب الجميع.

 وطيلة الفعالية وبين فقراتها كان للفنان طه رهك من المانيا دور في إحيائها بعدة أغان جميلة، والفنان رهك منذ صغره عشق الغناء والموسيقى، حاول الدراسة في معهد الفنون الجميلة ولم يفلح، وذلك لأنه ليس محسوبا على حزب السلطة، يحمل مشروعا لموسيقى الطفل، وكان له دور في تأسيس فرقة الأطفال الغنائية المركزية في بغداد. ونشط في تأليف الموسيقى لعدة أعمال مسرحية، وأحيا اماسي موسيقية مشاركة مع موسيقيين من عدة جنسيات، في أواخر 1998 أسس ثنائي العود والبيانو مع عازفة البيانو (لودميلا شولر) ـ تحت اسم (بساتين).

وأختتم الرفيق جاسم علي هداد الفعالية بهذه الكلمات ((ان البشرية لن تنسى أبدا أكتوبر العظيم، الذي كان نقطة انعطاف جذرية في تاريخ العالم، والذي سيظل يوما مضيئا على الدوام في هذا التاريخ العاصف بالرغم من محاولات الخصوم من مختلف الاتجاهات طمسه او التعتيم عليه. المجد للذكرى الثالثة بعد المائة لثورة أكتوبر العظمى، قاطرة تاريخ القرن العشرين...)) شاكرا الجميع على مساهماتهم وحضورهم.

عرض مقالات: