شهد مقترح احتساب المعدل التراكمي لطلبة السادس الإعدادي، مؤخرا، آراء كثيرة بعدما رفضته وزارة التربية.
فهنالك من أعتبر هذا الرفض هو اعتراف واضح وصريح بفشل النظام التعليمي والمدارس، بينما اعتبره آخرون قرارا صائبا جاء في محله لتجنيب الطلبة كوارث محتملة.

المعدل التراكمي

ذكرت النائبة، منتهى الطليباوي، في رسالة وجهتها إلى رئيس الوزراء، وتلقت “طريق الشعب”، نسخه منها، أن “بعض الامور تطرح لمعالجة معينة ربما نكتشف من خلالها قضايا لم تكن في الحسبان، وهذا ما حصل في وزارة التربية عندما طالبنا باعتماد المعدل التراكمي حيث اردنا به حلا مثاليا لوضع استثنائي يمر به البلد، فقد تزامن تعطيل الدوام في بداية العام الدراسي بسبب التظاهرات، ومن ثم جاءت جائحة كورونا لترغمنا على ايجاد الحلول التي من شأنها أن تخفف معاناة الطلبة وتحفظ حياتهم وسلامتهم”.
وأضافت الرسالة “ما حصل هو خلل كبير في وزارة التربية من خلال الحجج التي طرحها الوزير والتي رفض بموجبها المعدل التراكمي ومنها خوفه من التزوير الذي يحدث في مرحلتي الرابع والخامس الاعدادي، وهذا مؤشر خطير جدا يعطي انطباعا بان الوزارة لا تثق بالمدارس في الصفوف غير المنتهية. واذا كان الامر كذلك فلماذا ننفق المبالغ الكبيرة على طباعة الكتب ولماذا ننشغل بالتدريس في هذه المراحل اذا كانت بهذه الكيفية التي لا نثق بها”، مبينةً ان “الحجة الاخرى الاكثر ايلاما هي ان المدارس الاهلية تعطي درجات عالية في الصفوف غير المنتهية والسؤال هنا لماذا وزارة التربية تعطي اجازات فتح المدارس الاهلية اذا كانت تعلم بهذا الخرق الكبير ولماذا لا تحقق في الموضوع لتضع الحلول المناسبة”.

رفض وزارة التربية

من جانبه، أشاد المهتم في الشأن التربوي علي ابراهيم، برفض وزارة التربية اعتماد المعدل التراكمي لطلبة السادس الاعدادي.
وقال ابراهيم لـ”طريق الشعب”، إن “الوزارة اتخذت القرار الصائب بعدم احتساب المعدل التراكمي، لأن اعتماده هو كارثة بحق التعليم في العراق ولا يحقق العدالة للطلبة، فمن غير المعقول تغيير النظام الدراسي بدون اعطاء اشعار للطلبة وخاصة ان العديد من الطلبة يعتبرون الصف الرابع والخامس الاعدادي هي مرحلة تحضيرية للصف السادس الاعدادي ولهذا الكثير منهم لا يسعى لتحقيق درجات تنافسية، بالإضافة الى ان المدارس الرصينة تقوم بالتشديد على الطلبة في هذه المرحلة بغية تحقيقهم معدلات عالية في امتحان البكلوريا، في الوقت الذي هناك مدارس عديدة تعطي الدرجات بطريقة يشوبها الفساد والمحسوبية وتحت الضغط والترهيب احيانا”. واضاف ابراهيم، إن “العديد من المدارس تشهد فوضى ادارية وغياب للرقابة وتفتقر للرصانة العلمية، فاكتظاظ اعداد الطلبة في الصف الواحد وانتشار المدارس مزدوجة الدوام والثلاثية، وكثرة العطل اضر كثيرا بالتعليم واصبح المعلم او المدرس في وضع لا يحسد عليه بسبب ضيق الوقت المخصص للمحاضرات”، منوها الى ان “العديد من مدراء المدارس يتعرضون للتهديد والوعيد من قبل المتنفذين او الأهالي في حال رسوب بعض الطلبة، بالإضافة الى وجود ضعاف النفوس الذين يتقاضون مبالغ مالية من الطلبة من اجل تسهيل نجاح بعض الفاشلين في الدراسة”.

مقترح جديد

من جانب آخر، دعا عضو مكتب سكرتارية اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، رضا عادل، إلى تقييم الامتحان التمهيدي الخارجي قبل اتخاذ اي قرار بخصوص امتحانات السادس الاعدادي.
وأوضح عادل لـ”طريق الشعب”، ان “الامتحان التمهيدي لطلبة الدراسة الخارجية هو اختبار حقيقي لقدرة الوزارة على الحفاظ على حياة الطلبة والمدرسين وعدم تعريضهم للخطر ويجب عليها تقييم العملية بصورة شفافة واستخلاص التجارب منها. فعملية اجراء امتحان البكلوريا لحوالي ٤٥٠ ألف طالب هو مخاطرة كبيرة”.
وأوضح عادل ان “الوزارة غير قادرة على توفير وسائل الوقاية للطلبة والمدرسين، وفي نفس الوقت أجد أن اعتماد المعدل التراكمي سيتسبب بغبن كبير للطلبة، وعليه، لا خيار امام الوزارة الا بتقييم الامتحان الخارجي وعلى اساسه يتم اختيار الموعد المناسب للامتحان”.

عرض مقالات: