كانت الساحة الاولى التي شهدت إنطلاقة التظاهرات المنددة بالفساد ونظام المحاصصة وسرقة المال العام منذ شباط ٢٠١١، واستخدمت السلطة الغاشمة شتى الاساليب في قمعها او الحد من توسع رقعتها إن كان بقطع الطرق المؤدية لها او باستخدام الغازات المسيلة للدموع ثم إدخال العصابات وقطاع الطرق اليها لإرهاب المتظاهرين، ناهيك عن استخدام العصي والسلاح الابيض والاختطاف والترهيب والاعتقال وحتى التغييب. لم تتوقف المظاهرات التي اتخذت طابعا اسبوعياً (كل يوم جمعة) حتى حل يوم الاول من تشرين اول / اكتوبرـ 2019 فلبست الساحة ثوبا ثوريا ونزلت مئات الالوف من الشباب وكل شرائح المجتمع مضافا اليها الطلبة والمشاركة الفعالة للمرأة مطالبين بإسترداد الوطن من ايدي السراق (نريد وطن!)، فكتبت تأريخا جديدا تعمد بالشهداء والجرحى والمعتقلين، وتحولت الساحة ونصب الحرية الخالد وحديقة الامة، بوابة العراقيين نحو اقتلاع نظام المحاصصة والسرقة والتزوير، وأشعلت روح التحدي لدى المحافظات الاخرى .
تقع الساحة في مركز بغداد، فهي تطل على جسر الجمهورية ونهر دجلة والمنطقة الخضراء من جهة، وهي ملتقى اهم شوارع العاصمة، شارع الرشيد، والجمهورية والكفاح والنضال والسعدون، وتحيطها العمارات والشركات والمؤسسات الحكومية المهمة وهي تجاور احياءً فقيرة تعج بالكادحين والفقراء مثل، البتاويين وكمب الارمن والباب الشرقي وكل المساكن المطلة على الشوارع المؤدية اليها.
سطر الشباب والشابات ملاحم بطولية ودخلت عبارات جديدة في قاموس الثورات العالمية (التك تك) ، (عمارة المطعم التركي) ، جسر الجمهورية) ، (خيم الاعتصام)، (فرق الاسعاف)، (الحياة التعاونية والطعام المجاني) حتى ان الكثيرين صاروا يقولون: لو أردت ان ترى العراق الحقيقي بكل فئاته وشرائحه وقومياته وأديانه ، تعال للتحرير !
مجداً مكللا بالغار لشهداء انتفاضة تشرين ولأبطالها الميامين الرابضين هناك متحدين كل صنوف الارهاب طوال ستة اشهر بلا خوف ولا كلل ولا ملل، بإنتظار تحقيق مطالبهم العادلة في ازاحة احزاب الفساد والتزوير وتحقيق وطن لائق بالشباب وكل شرائح المجتمع العراقي.
ساحات النضال، تاريخ مشرف.. ساحة التحرير
- التفاصيل
- كمال يلدو
- فضاءات
- 3299