طريق الشعب
غير وباء كورونا الكثير من الامور في الحياة اليومية الاعتيادية، وأصبح الجلوس في المنزل ضرورة، ومع عدم الاعتياد على ذلك تغير انماط العيش لدى الكثير من الشباب، وانتشرت في الآونة الاخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي فعاليات منزلية ابداعية، وتحديات شبابية، وطرائف كثيرة.
وقالت الطالبة في كلية الفنون الجميلة ضحى محمد حسن مرحل لـ" طريق الشعب" في الايام الاولى من الحظر واجهت صعوبة في التخلص من الروتين اليومي، ولاحقا وضعت جدول زمني لكل يوم اشغل فيه وقت الفراغ الطويل، وكانت البداية هي تحديد وقت لما نسميه اشباع بصري من خلال البحث في شبكة التواصل الاجتماعي عن اللوحات لرسامين عالميين ورواد الفن العراقي، للتعرف على اسلوب فنهم، وايضا الاتصال بزملائي ومناقشة اللوحات التي كنت اشاهدها وبعد الانتهاء من امور المنزل ابدأ بالرسم، واتممت خلال هذه الفترة رسم لوحتين وبدأت بالثالثة، وانا مستمرة بالتدريب على الرسم في الورق، اضافة الى تواصلي مع الاصدقاء لمعرفة كل ما هو جديد في عالم الفن، ولا انسى حديقة المنزل الصغيرة فلها وقت مستقطع من يومي.
وذكرت الموظفة موج نصيف سلطان عن قضاء "جائحة كورونا جعلتنا نلازم البيت مجبرين لانخرج للعمل ولا نخرج للنزهة، مما جعل الملل يتسلل نحونا نتيجة وقت الفراغ، الا اني جعلت من هذا الوقت مفيد بالتثقيف الذاتي الناتج من قرائتي للكتب، فاكملت قراءة ثلاثة كتب احدهما معلومات عامة وكتابين في علم القانون وهو من اختصاصي، مشيرة "ولم يتوقف الامر في القراءة بل كنت اساعد ابي في زراعة وترتيب حديقة المنزل، واعمال يدوية وهي صنع السنادين التي تعلق على جدران المنزل وزراعتها، وبينت سلطان، ان "الشيء المهم اني تعلمت صنع قيمر العرب رغم فشل محاولتي الاولى، الا اني وباصرار نجحت في المحاولة الثانية، هذا كله دفع عني الملل والضجر والشيء المهم الذي احببته هو وقت القراءة".
الطالبة وداد علي قالت لـ"طريق الشعب" قد كانت فترة الحجر الصحّي ضمن إجراءات الوقاية من انتشار فيروس كورونا فرصة للعودة إلى قراءة الكتب، خصوصاً وأنها هجرت القراءة للكتب بسبب الانشغال بالامور اليومية للحياة العامة، لذلك كانت الفرصة الحقيقية في استثمار وقت الحجر الصحي للقراءة، وتضيف بعضنا اعتمد على الكتب الورقية ، والبعض الاخر اعتمد على الانترنيت في قراءة الكتب، وان الكثير اعتمد على اصدقائه في ترشيحات كتب ممتعة ومسلية، وتابعت وداد "انا شخصيا استثمرت الوقت للقراءة، وكان واقع التجربة واضح في تبلور شخصيتي واكتسابي كم لا بأس به من المعلومات القيمة، واستثمار ما تبقى من الوقت للدراسة.
وقال الرياضي عمار نوري "انا لاعب كمال اجسام وعند جلوسي لفترة طويلة في الحجر المنزلي شعرت بالخمول والضعف لحين وجدت تطبيقmy fitness pal ، فقط ادرج طولك ووزنك وسيقوم بإعداد حياة صحية جديدة لك عن طريق حسب السعرات الحرارية في طعامك وما يحتاج جسمك من تمارين منزلية بدون معدات، واضاف الوقت المتبقي تابعت فيه الكثير من الافلام السينمائية، واحيانا استمتع للروايات المقروة عن طريق تطبيق "اقرأ لي".
وذكر الشاب كرار كريم لـ"طريق الشعب" ان العطلة المطولة جعلتني اشتري حزمة بريمير للمونتاج والصوتيات والتعديل على الصور وانا احرز تقدما رائعا في المونتاج ، هدفي إلقاء القصائد القديمة بصوتي وابتدأت بقصيدة "مهرجان الشعر " للدكتور احمد الوائلي، أيضًا لدي برنامج (Duolingo) لتعليم اللغات عن طريق اللعب والتسلية عدد المسجلين فيه 200 مليون ، هو تطبيق ذو ذكاء خارق يوصل المعلومة بطريقة احترافية سلسة لا تنسى .
وبين الشاب جلال باقر وهو احد هواة مواقع التواصل الاجتماعي ومجال الالكترونيات "لقد استغليت فرصة الحجر المنزلي لأطور نفسي كثيراً في مجال الالكترونيات وتصميم المواقع الالكترونية، اضافة الى تعلم العمل على برامج التصميم والمونتاج، وخاصة وان هذه الامور قد تساعدني في سوق العمل مستقبلاً في ظل تطور مجال العمل عن بعد، وقد ساعدني ذلك ايضاً في تطوير لغتي الانكليزية لارتباطها باستخدام هذه الاليات."
وتحدث المواطن عباس مهدي عن تجربة الجلوس في البيت قائلاً "الفترة السابقة كنت دائما امارس هواية القراءة فلدي مكتبة صغيرة في البيت وقد استفدت منها كثيرا مع رعاية حديقة المنزل واستمريت في تنظيفها وسقيها.
وذكر المواطن احمد عبد الله ان "الجلوس في البيت له فوائد كثيرة في غير تقليل انتشار الفايروس فالشعور بالراحة والاسترخاء وقضاء الاوقات مع العائله والابتعاد عن الضوضاء وضجيج السيارات اضافة الى ممارسة التمارين الرياضيه كلها فوائد صحية كما قمت بالاستفادة من الجلوس في البيت باصلاح بعض الادوات الكهربائية وغيرت من تصميم ديكور البيت".