طريق الشعب - خاص

دخلت انتفاضة تشرين شهرها السادس وسط تماسك واصرار شبابها على مواصلة الاحتجاج حتى تحقيق المطالب المشروعة. وعلى الرغم من اجراءات حظر التجوال الصحي ارتباطا بانتشار وباء كورونا، الا ان المنتفضين مصرون على البقاء في ساحات الاحتجاج، مؤكدين استمرارهم في الضغط على القوى المتنفذة كي تستجيب لمطالب الجماهير.

حديث ساحة التحرير

ونقل مراسل "طريق الشعب" في ساحة التحرير عودة النشاط الاحتجاجي بصورة تدريجية بعد تخفيف اجراءات حظر التجوال الصحي. واشار الى تواجد مئات المنتفضين في خيم الاعتصام في تعبير واضح عن اصرارهم على تحقيق المطالب المشروعة التي رفعت في بداية الانتفاضة. وذكر مراسلنا ان قوات مكافحة الشغب اقتربت امس الاول من ساحة التحرير مع قيامها برمي الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، وهذا ما استنكره المتظاهرون السلميون. وتابع يقول: لاحظت نشاطا شبابيا واسعا في خيم الاعتصام وقيام كل خيمة باجراءات الوقاية من وباء كورونا مع استمرار الفعاليات الاحتجاجية المختلفة، اضافة الى الانشطة الفنية والثقافية والموسيقية، ووصول التبرعات بالطعام والماء من المنتفضين الآخرين. واردف ان المعتصمين يعملون الان على تجهيز مبردات الهواء وترتيب خيمهم استعدادا لارتفاع درجات الحرارة. ولاحظ ايضا قيام فرق من  المتعصمين في ساحة التحرير بزراعة المساحات المتبقية من حديقة الامة، فيما ظلت فرق اخرى تقوم بتنظيف الساحة بصورة دائمة.

من ساحة ديالى

ونقل مراسلنا من ديالى علي الورد عن الناشط المدني مرتضى الزبيدي قوله ان "الانتفاضة حققت هدفين اولهما القضاء على الطائفية المقيتة، كون الشهداء الذين سقطوا في ساحات الاحتجاج مثلوا كل الشعب العراقي. اما الامر الآخر فهو الانتصار على صوت الظلم والفساد الذي تقوده الاحزاب المتنفذة والمسؤولون الفاسدون. وتابع يقول: "خرجنا لتغيير النظام الطائفي ومحاربة الفساد، ولن نتراجع حتى تحقيق المطالب".

وقال المواطن عماد عبد الهادي: خرجنا بتظاهرات عمت مدن العراق ضد الفاسدين الذين نهبوا خيرات العراق، وهم ممن ولاؤهم للخارج وليس لهم مصلحة مع الشعب العراقي. واضاف "ان الانتفاضة ستأتي بنتائجها رغم الصعوبات والعوائق الكبيرة التي تواجهها، ولقد بدأت اولى هذه النتائج باستقالة حكومة عبد المهدي وتغيير قانون الانتخابات". واكد عبد الهادي قائلا "سنبقى في سوح التظاهر حتى تحقيق المطالب العادلة للشعب العراقي"

وبعد مرور ٦ اشهر على انتفاضة تشرين الباسلة وما رافقها من احداث راح ضحيتها مئات الشهداء وآلاف الجرحى، تحقتت انجازات على الصعد السياسية والاجتماعية.

حديث البصرة

نقل مراسلنا في البصرة احمد ستار آراء بعض المشاركين في الانتفاضة.

قال الناشط المدني علي نوشي " حققت  انتفاضتنا الكثير مثل استقالة الحكومة بفعل الضغط الجماهيري، وتعديل قانون الانتخابات. كما عرف الناس حقيقة هذه  الاحزاب الطائفية المتنفذة وما تتبعه من أمور تصب في مصلحتهم فقط". وبيّن نوشي ان محاولات تشويه صورة  الانتفاضة  "لم تكف الى الآن ولكن الفاسدين لن يستطيعوا ذلك، فهي إرادة شعب ومصير ومستقبل أجيال".

وذكر الناشط المدني محمود سعدون " ان ما حققته الانتفاضة  الى الان شيئ جيد، خصوصاً في فرض ارادتها ورفضها اكثر من ترشيح لرئاسة الوزراء عن طريق نهج المحاصصة الطائفية، ووفق مصالح الكتل المتنفذة وقياساتها. واضاف: "نسعى الى تحقيق المزيد من المطالب حتى تحقيق التغيير الجذري في بنية النظام المبني على المحاصصة الطائفية والحزبية، والانتقال نحو البديل المتمثل في بناء دولة مدنية ديمقراطية، تتخذ من العدالة الاجتماعية اساساً لها".  واضاف سعدون: " ان مطالبنا الاخرى التي نسعى لتحقيقها هي اجراء انتخابات مبكرة نزيهة، وفق منظومة انتخابات عادلة وإشراف دولي فاعل، وفتح ملفات الفساد، صغيرها وكبيرها، ومتابعة ملف قتلة المتظاهرين وتقديمهم الى القضاء، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بانقاذ اقتصادنا وتنويع مصادره، والحد من البذخ والهدر والإنفاق غير الضروري، والسيطرة على المجاميع المسلحة جميعا وحصر السلاح بيد الدولة".

من ميسان

وفي ميسان التقى مراسلنا مهند حسين بعدد من المنتفضين للحديث بمناسبة مرور 6 اشهر على انتفاضة تشرين، وقال المتظاهر حيدر اللامي "إن انتفاضتنا ماهي إلا مسلسل من الجرعات لتقوية وعي المواطن،  فتراكم الأزمات والفساد المخيم على البلاد منذ أكثر من ستة عشر عاماً، ولدا عند المواطن شعورا بأن الطبقة السياسية الحاكمة ما هي إلا أدوات لمصادرة إرادة الناس وسرقة خيرات الوطن. ولكن خرج الآن جيل واعي ومستعد أن يضحي بنفسه من اجل الوطن بدون مقابل".

وبيّن اللامي ان "الانتفاضة فضحت القوى الفاسدة الحاكمة والمتحكمة بإرادة الشعب وخيراته بسبب كونها لا تمتلك أي مشروع وطني, وان مطالبنا في الوقت الحالي تتمثل في نظام سياسي مستقل، يحقق العدالة الاجتماعية والعيش الكريم وقانون انتخابات عادل ومنصف، وذلك بعد اجراء انتخابات مبكرة".

وفي نفس السياق قال المنتفض علي الفريجي لـ"طريق الشعب"  انه "بفضل التضحيات التي قدمها المتظاهرون في احتجاجاتهم، حققت الثورة ضد الفساد والفاسدين إنجازات كثيرة، منها إجبار الحكومة على الاستقالة وهذا ما لم يحدث سابقا، ولم يحدث الآن بدون الضغط والاحتجاج والاعتصام. كذلك مراجعة وتعديل قانون الانتخابات رغم أنه لم يكتمل ويكون بالشكل المطلوب، اضافة الى إعطاء رسالة واضحة مفادها أن الشعب يدرك مدى فسادهم ويستطيع الوقوف بوجوههم دون خوف أو ملل. وشدد الفريجي على المطالبة باجراء انتخابات مبكرة وحصر السلاح تحت أي مسمى بيد الدولة.