عند البحث في مسيرة شخصية المناضل الراحل هاشم جلاب ستجد فيها الكثير من المحطات النضالية.

هذا القول ينطبق على سائر المناضلين الذين انتظموا في صفوف الحزب الشيوعي العراقي. في احد الايام حدثني قائلا: كانت شقيقتي صديقة لاحدى امهات الرفاق الذين يعملون في صفوف الحزب .. وشقيقتي لا تعرف بتفاصيل ذلك. شقيقتي سألت تلك الام عن عمل ابنها وأين اصبح اجابتها .. (خيه ما تدرين غيرهو مصاحب هاشم ..)
نعم الشيوعيون لهم سمات وميزات خاصة في المجتمع وينالون احترامه نتيجة اخلاصهم في العمل وصدقيتهم وتضحياتهم الجسيمة. انهم اول المضحين واخر المستفيدين وهذا ما أكدته الأيام وبصماتهم واضحة في تاريخ الحزب النضالي من اجل الشعب والوطن. وهم سر ديمومته وبقائه بعد تخطيه الـ 86 عام على تأسيسه وهو الان في عنفوان شبابه.
الرفيق الراحل هاشم جلاب انتمى الى الحزب وهو طالب في مدينة العمارة عام 1942، ومن ثم انتقل الى العاصمة بغداد، ومسؤوله الشهيد زكي محمد بسيم.
عند الحديث مع ابو نزار تبقى مبهورا و منصتا له بكل حواسك لانه ذاكرة متفتحة ، وله باع في العمل التنظيمي من حيث الضبط والالتزام , تعلم ذلك خلال فترة وجوده في سجن الكوت عام 1948 . يقول هاشم الواسطي : كان الرفيق الخالد فهد بالرغم من تقييد رجليه ويديه بالحديد ولكنه كان نشطا يستيقظ مبكرا ويتفقد الرفاق واحدا واحدا ويوقظهم لمزاولة مهامهم في السجن وكان يعتمد عليَ في الضبط من حيث نظافة القاعات والتزام الرفاق في تأدية واجباتهم .ويمضي قائلا : في السجون تعلمنا الكثير نتيجة الدورات والدروس التي يقيمها الرفاق المهتمين بالشأن السياسي والاقتصادي، تم تدريسنا الاقتصاد السياسي من قبل الرفيق الشهيد محمد حسين ابو العيس . في احد الايام الرفيق الخالد فهد رفع الغطاء عن احد السجناء وكان الدكتور الراحل زاهد محمد وكان يافعا ودون السن القانوني، قال له الرفيق فهد : لم يجدوا اصغر منك سنا ليعتقلوه ..
في معظم محطات الحديث معه تنهمر الدموع من عينيه خصوصا عند ذكر قادة الحزب ومنهم الرفاق فهد والشبيبي وزكي بسيم .
علاقة أبو نزار مع الرفيق الخالد فهد كانت قبل دخولي سجن الكوت عام 1948، خلال فترة العمل السري في بغداد، وخصوصا عندما طلبت قيادة الحزب القيام بالاضرابات العمالية والتظاهرات في بغداد . ونتيجة لذلك تعرض الى السجن والملاحقة، في جميع عهود الاستبداد وجولاته في سجون بغداد المركزي، والموقف العام، وسجن نقرة السلمان، والعمارة ، والكوت والرمادي، وبعقوبة ، وكركوك.
هاشم جلاب ورد اسمه في ملفات التحقيقات الجنائية باسم هاشم الواسطي ,
يقول الرفيق الراحل عبد المنعم صيهود الذي كانت له علاقة مع الفقيد هاشم جلاب: ان الراحل هاشم جلاب كان مبعدا في قضاء بدرة وشاهد فتاة كادت ان تغرق واستطاع من انتشالها وفيما بعد عرفها انها ابنة قائم مقام بدرة.
اول خلية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي تم تشكيلها من قبل الرفيق الراحل في عام 1947، وفِي شهر نيسان، قاد تظاهرة جماهيرية في المدينة، واستثمرها في بناء قواعد للحزب من الشباب وخصوصا الطلبة، وشرائح اجتماعية أخرى وجدت طريقها الى الحزب الشيوعي العراقي . عند انتصار ثورة الرابع عشر من تموز كان من ضمن الوفد الذي استقبل القائد الوطني الكردي ملا مصطفى البارزاني عند عودته من الاتحاد السوفيتي .

عندما تتحدث مع الرفيق هاشم جلاب بين فترة واُخرى، يردد قوله :
لو لم اكن شيوعيا ... لما عرفني احد
ويختتم الحديث بما تعلمه في السجون
فلا تهن يارفيقي ... طريقنا انت ادرى
شوك وصخر كثير ... والموت عن جانبيه
لكننا سنسير
رحل الفقيد يوم 22 / 9 / 2010، وودع الى مثواه الأخير بتشييع  مهيب.

 

 

 

 

 

 

الرفيق الفقيد مع مجموعة من  السجناء في الموقف العام ببغداد عام 1948                                                الواقفون من اليمين: المحامي محمود صالح السعيد،  عبد اللطيف هاشم  السعدي، موريس شاؤول ، علي الشبيبي. الجالسون : هاشم الواسطي فيصل مهدي

  

عرض مقالات: