يقترب عمرها من الستين عاما. هي زوجة الرفيق فيصل تبل منشد ( ابو فاتن ) سليلة عائلة لها باع طويل في خدمة رفاق حزبنا من خلال والدتها طيبة الذكر ( أم جاسم ) التي كانت احدى شغيلات جريدة طريق الشعب أبان فترة السبعينات. يعرفها الجميع من الأسرة العاملة في الجريدة، كانت تهيء لهم الطعام والشاي وتقدم ما تستطيع من خدمات والكل يعرفها بطيبة قلبها وحنيتها على جميع العاملين.
لم ترحل ام جاسم ابدا بل غرست جينات محبتها في شخص ابنتها الكبيرة أم فاتن التي عُرفت نفس المواقف الانسانية الكبيرة.
لم يهدأ لها بال الا ان تأتي يوميا الى ساحة التحرير رغم الامراض المزمنة التي تعاني منها ورغم نصائح زوجها رفيقنا العزيز ابو فاتن بأن تركن الى الراحة حرصا منه عليها. الا أنها وأمام انتفاضة الشباب لم تستطع تحمل قصص البطولة التي ينقلها لها زوجها من ميدان التحرير وما تسمعه من أخبار عن تعرض الناس للغازات المسيلة للدموع وتأثيرها على كل الموجودين في الساحة. اختارت ان تكون لها مساهمات في المشاركة قدر المستطاع لتقدم الدعم لأبنائها المرابطين منذ اكثر من شهر فبادرت بتأجير ( تكتك ) على أن يوصلها الى الساحة يوميا من بيتها الذي يقع في منطقة حي اور حاملةبصناديق الفاكهة من البرتقال والتفاح ولالنكي والموز، وتأتي معه الى الساحة ولم تكتفي بما تقوم به بل تقوم بالتوزيع بنفسها على المتظاهرين الذين يتجمعون حول التكتك وهي جالسة بداخله تمنح طيباتها الى أبنائها الشباب.
ام فاتن ورغم أنها لا تعطي ( للشياب ) من فاكهتها وهي تقول انتم دوركم خلص خلوا الشباب يستفيدون من الفواكه حتى يكدرون يواصلون الطريق وما عليكم الا توجيههم وارشادهم وتوعيتهم عن كل ما يغفلون عنه ..
أم فاتن نموذج حي للمرأة العراقية الاصيلة التي ساهمت بدعم المتظاهرين بما تستطيع تقديمه لهم رغم مرضها الذي يحدد حركتها الا أنها تقول كل أعمارنا فدوه للوطن ولشبابنا الثائرين وهم يوصلون الليل بالنهار من اجل نيل مطالبهم ومطالب الشعب المشروعة.
تحية لأم فاتن ودعمها المستمر لأبنائها ولتاريخها المشرف الذي أسست له والدتها الفقيدة ام جاسم، التي لازال العاملون في "طريق الشعب" يتذكروها بكل تبجيل واحترام ...

عرض مقالات: