لفتة عبد النبي الخزرجي
ضيّف فرع الجمعية العراقية للعلوم السياسية في محافظة بابل بالتعاون مع "ملتقى العشرة كراسي" الثقافي في مدينة الحلة، الأسبوع الماضي، أستاذ العلوم السياسية د. علي الشكراوي، الذي قدم محاضرة حول "موقف العراق من الأزمة الأمريكية – الإيرانية".
المحاضرة التي احتضنها مقر "دار الفرات للثقافة والإعلام" في مركز مدينة الحلة، حضرها جمع من المثقفين والأدباء والأكاديميين والمهتمين في الشأن السياسي، وأدارها الشاعر جبار الكواز الذي قدم سيرة الضيف الذاتية، وعرّج على أبرز نشاطاته الأكاديمية ومؤلفاته وبحوثه العلمية.
تناول المحاضر في مستهل حديثه الجوانب الأمنية والاقتصادية والسياسية في إيران والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن كلاً من هاتين الدولتين تسعى إلى الحفاظ على أمنها القومي وهيمنتها على المنطقة، خاصة منطقة الخليج العربي.
واضاف قائلا أن أمريكا، ومن خلال الضغوطات الاقتصادية التي فرضتها على إيران، تحاول إضعاف قدرات الأخيرة. وأوضح أن الإيرانيين ينتظرون انتهاء فترة حكم دونالد ترامب، وما تضعه الولايات المتحدة من سيناريو جديد خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي القادم، فضلا عما ينتج عن ذلك من تغييرات قد تنهي الحصار الامريكي المفروض عليها.
وتطرق الشكراوي إلى الجوانب العسكرية العراقية، ومدى إمكاناتها في النأي بنفسها عن الأزمة الأمريكية – الإيرانية التي تنذر بإشعال الحرب في المنطقة، مبينا أن "مسألة إدراج الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب، تعني انه مستهدف بشكل مباشر من قبل الذراع العسكري الأمريكي".
وألقى المحاضر الضوء على ما يردده العديد من السياسيين العراقيين حول موقف الحياد بين أمريكا وإيران. وأشار إلى أن "هذا الأمر لا يمكن التعويل عليه، لأسباب معروفة لا تخفى على المسؤولين الحكوميين!"، متابعا القول "ان الساحة العراقية تعيش أسوأ حالات الوهن بسبب تعدد مراكز القرار في البلد. ولذلك فإن موقف العراق ضعيف جدا في مواجهة هذه الازمة التي تشكل خطورة على مستقبله ونظامه السياسي".
وتخللت المحاضرة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، وركزوا فيها على أهمية الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية، وضرورة أن تكون مصلحة العراق في أولوية اهتمامات جميع القوى السياسية، وأن يجري الاهتمام بالقوات المسلحة وإبعادها عن الصراعات الحزبية والمذهبية والقومية.