صلاح العمران
ضيّف "ملتقى جيكور" الثقافي في محافظة البصرة، أخيرا، الفنان والمخرج فائز ناصر الكنعاني الذي قدم محاضرة حول "منهج كتابة القصة السينمائية.
المحاضرة التي احتضنتها "قاعة الشهيد هندال جادر" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، استمع إليها حشد من المثقفين والأدباء والفنانين والمهتمين في الشأنين الأدبي والسينمائي.
الفنان مجيد عبد الواحد، ادار المحاضرة واستهلها بكلمة حول فن كتابة السيناريو، وقال إن السيناريو يمر بثلاث مراحل، هي: "السيناريو الأدبي" و"التنفيذي" و"الصوري" الذي يثبت اللقطة والزوايا.
ثم تحدث عن علاقته بالضيف، مبينا انه تعرف إليه خلال دراستهما في معهد الفنون الجميلة، حينما كانا يدرسان على يدي الأستاذين خليل الطيار وصباح حسن.
المخرج الضيف، وفي مفتتح حديثه، أشار إلى أن ما وصل إلينا من كتب مترجمة حول السينما، قليل جدا، وأن التجارب السينمائية العراقية عبارة عن عمليات فردية، ولا تمثل توجيها استراتيجيا، مستذكرا بعض الرواد الذين عملوا في فضاء السينما، أمثال الفنانين سامي عبد الحميد وجعفر علي وغيرهما.
وتابع حديثه معرِّجا على تقنيات كتابة القصة السينمائية والمحددات التي يسير عليها الكاتب، فضلا عن آليات كتابة السيناريو بدءا من "الفكرة"، حتى إنشاء النص السينمائي الذي يتوجب أن يكون متميزا ومتفردا، ولافتا في الوقت ذاته إلى أنه لا توجد هناك قواعد لكتابة السيناريو، انما توجد مبادئ.
واضاف قائلا إن السينما العراقية مرت بعقبات كثيرة خلال مسيرتها، بينها صعوبة الانتاج وعدم رفدها بالطاقات، ذاكرا أن المخرج الهوليودي جان روجان، كان قد التقى المخرج السينمائي المصري يوسف شاهين ونصحه بأن يتوجه إلى الشباب من أجل بناء قاعدة وجيل سينمائي متعلم.
كما استذكر الكنعاني أستاذ السينما العالمية روبرت ماكي، الذي نظم ورشا سينمائية منهجية مختلفة ومتأصلة في الواقع، والذي له الاثر الاكبر في تدريب المخرجين السينمائيين العالميين، وتنمية مداركهم.
وأوضح المحاضر أن السينما لا يمكن تعلمها بالخطوات، بل بطرق متعددة ومختلفة، وان على السينمائي أن يتحلى بموهبة، وأن يقدم نماذج أصيلة وليس قوالب جاهزة، على أن تنطلق قصة النموذج الاصيل من تجربة إنسانية، تغلف نفسها داخل تعبير فريد محدد ثقافياً.
وتابع قائلا: "اما القصة المقولبة فهي تعاني فقرا في كل من الشكل والمضمون"، مشددا على الكاتب السينمائي أن يكتب بتفوق، وأن يكرس نفسه للامتياز، لافتا إلى أن كتاب السينما المبدعين، يطرحون أساليبهم الشخصية في السرد التي لا تنفصل عن رؤاهم والتي تمثلهم بشكل عميق.
وانتهى الكنعاني في محاضرته مبديا رغبته واستعداده التام في تنظيم ورش خاصة بالكتابة السينمائية.
هذا وشهدت المحاضرة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، وعقب عليها المحاضر بصورة مسهبة.

عرض مقالات: