لن يغتالوك أو يمحوك من عقولنا وقلوبنا أيها المسافر  في سرمدية الكون والوجود ، الباعث بالأمل السعيد لبني البشر ...
المحلق في سماء وفضاءات العراق ، تبشر باليوم القادم للخلاص من العبودية و الموت والظلام ، ناشرين الرعب والحرب والشقاق والعنصرية والطائفية والفساد .

كنت في حياتك وفكرك الذي يبقى يعيش في عقول وأفئدة الأخيار والمناضلين ، يقض مضاجع قتلتك وتذهب عن عيونهم النوم ، وتزرع في نفوسهم الرعب والخوف والقلق ، من عواقب ما اقترفته أيديهم التي تمكنت من النيل منك وبشكل غادر وجبان .

روحك الطاهرة تبقى باعث للأمل بحياة رخية أمنة سعيدة ، تقول بشراكم اليوم نسعى للخير والألفة والمحبة والتعايش والسلام .

هؤلاء القتلة الظلاميون لن يتمكنوا  في استمرارهم بارتكابهم الجرائم بحق الأبرياء ، ولن يتمكنوا في الاستمرار في غيهم وكفرهم وجرائمهم الى  الأبد .

إن للباطل جولة وللحق جولات ، وعلى الباغي تدور الدوائر ، وهذا اليوم أت لا محال ، ويوم حسابهم والقصاص منهم أت ، وسيسألون على ما ارتكبته أيديهم بحقكم وبحق المئات من خيرة بنات وأبناء شعبكم الوفي الصابر المكافح ، الساعي إلى الغد السعيد، الخالي من القتل والإرهاب والاضطهاد ومصادرة الحريات ، الخالي من الجشع والكراهية والعنصرية والطائفية .
أنا لست في معرض الرثاء والتمجيد والثناء ، فخصالكم وما تركتموه في عقول ونفوس الناس هو من يتحدث .

أيها الرفيق أنت غني عن التعريف ، وما تحظى به من مكانة وكياسة وأدب وأخلاق ورجولة وعلو ورفعة وسمو .

أيها المقاتلون الأبطال ، هامتكم العالية كانت وما زالت مرفوعة لا تنحني ، وأكبر من أي محفل وحيز ومكان .
بجدارة واقتدار تبوأتم أسمى المراتب في الثقافة والنزاهة ودماثة الخلق وبالأمانة والوطنية وبالرفعة والسمو .

ستبقى مشاعلكم تنير بضيائها طريق النضال ، وتشع بنورها سبل الحياة ، ويهتدي به المناضلون ، وبما تركتموه من إرث ثقافي ومعرفي ، يهتدي به رفاق دربكم والمناضلين والوطنيين ، ناشري البشر والخير والحرية والتحضر والسلام ، الساعين للغد الأفضل الرخي السعيد في عراق ديمقراطي علماني موحد 

أرواحكم الطاهرة مشاعل نور للمناضلين ونار على أعداء الحرية والديمقراطية وأعداء الحياة ، من القتلة والمجرمين والطائفيين  والفاسدين .

ذكراكم ستبقى خالدة في ضمائر الناس ، تنير لهذه الأجيال الطريق ، من المناضلين ورفاق الدرب ، الذين حملوا الراية والمشاعل من بعدكم ، ويهتدون بهدي أفكاركم وقيمكم وبحزبكم المجيد ، يحملون الراية بكل أمانة واقتدار وتبصر وبعزيمة لا تلين ، أمينين راسخين متيقنين ، من صواب نهجكم وفكركم وأهدافكم السامية ، التي في سبيلها ضحيتم بأرواحكم دفاعا عن مصالح الشعب والكادحين والبؤساء .

جدتم بالنفس والنفيس قربانا على مذبح الحرية والكرامة والشرف [يجود بالنفس إذ ضن البخيل بها ... والجود بالنفس أقصى غاية الجود.]...
وقال الأخر ( مَا كَلَّـفَ الله نَفْسًا فَـوقَ طَاقَتِهَا *** وَلا تَجُـودُ يَـدٌ إِلاَّ بِمَا تَجِـدُ) .

الذكر الطيب على الدوام سيدي ، كلما أشرقت شمس ، بل ما جرى قلم.

أيها الراقد في ثرى رافديك وفي أرض العراق الحبيب على نفسك وفكرك الخلاق ، وفي أفياء وظلال نخيل وطنك الذي يفتقدك .

يا منارة المجد والإباء والشموخ ، أيه المفكر والمثقف والإنسان .

بغداد تفتقدك وحزينة لرحيلك ، هذه المدينة العظيمة بتأريخها حاضرة الدنيا وقبلة العلماء والمفكرين ، مهد الرسل والأنبياء والأدباء والفلاسفة والعلماء والأعيان .

وطنك العظيم يبكيك دما ودموع ، هذا الوطن الذي علم الأبجدية لبني البشر ، نشأة  فيه أعظم الحضارات ، فأنت سليل حضارة ومجد تليد .

كامل شياع كان صاحب مشروع تنويري ثقافي معرفي تقدمي ، كان  تحلم ويعمل على بعث الحياة في هذا البلد ، وهزيمة الذين يريدون تدميره الكارهون له ولتأريخه ولشعبه .

اليوم تكاد تنعدم فيه مقومات الحياة وشروط استمرارها وتقدمها .

نم قرير العين في خلودك السرمدي ، فلا قرت ولا بصرت أعين الجبناء ، قاتليك .. بل قاتلي الحياة والجمال والفرح والمحبة فيه ، ويعملون منذ سنوات على إزهاق الأرواح الطاهرة الزكية .
المجد لذكراك أيه الإنسان والمفكر والشيوعي المقدام .

الموت والعار والخزي يبقى يلاحق قاتليك المجرمين أعداء الحياة ، وكل من حرض وأفتى على إزهاق روحك أيه المناضل الكبير والشيوعي الباسل العنيد .