غالي العطواني
احتفى الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الأسبوع الماضي، بالأديب حسب الله يحيى وتجاربه الإبداعية في فضاءات الكتابة السردية والنقد والمسرح والإعلام.

جلسة الاحتفاء التي التأمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد وسط بغداد، حضرها عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق طلعت كريم، إلى جانب حشد من الأدباء والمثقفين والإعلاميين والفنانين.
رئيس الملتقى د. صالح الصحن، أدار الجلسة وافتتحها بتقديم سيرة "الأديب العضوي" المحتفى به، مبينا انه ولد عام 1944 في مدينة الموصل، وعمل سنوات عدة في سلك التعليم في عدد من القرى الكردية.
وعن نتاجه الإبداعي، أوضح مدير الجلسة إن يحيى أصدر أكثر من 40 كتابا شملت مجاميع قصصية وروايات ومسرحيات وقصص أطفال ودراسات نقدية وأخرى مسرحية، مبينا انه زاول تدريس المسرح في معهد الفنون الجميلة ببغداد لعدد من السنوات، وترأس قسم المسرح في مجلة "فنون"، كما أعد وقدم برامج ثقافية ومسرحية إذاعيا وتلفزيونيا، وعمل في الصحف منذ عام 1964، آخرها جريدة "طريق الشعب" التي يدير اليوم صفحتها الثقافية.
الأديب المحتفى به، وفي معرض حديثه عن نشأته، أوضح انه ترعرع في عائلة متواضعة، وهذا ما دفعه إلى العمل الشاق وامتهان المهن الصعبة مثل البناء، مبينا ان "لكل منا تجربته، وتجربتي تتضمن محطات ثقافية متعددة".
ومن بين المجازفات الصعبة التي قام بها المحتفى به، أشار إلى انه في زمن النظام الدكتاتوري المباد، زار كاتب السيناريو المعروف عبد الوهاب الدايني، حينما كان معتقلا في سجن "أبو غريب" بتهمة الانتماء إلى الحزب الشيوعي العراقي، وحصل منه على بعض الكتابات في مجال تخصصه، موضحا أن هذا الأمر كان يشكل خطورة كبيرة في ذلك الحين.
كما تطرق إلى قصة قصيرة كتبها حينما كان يعيش في الموصل، كشف فيها عن استيائه من عودة البعث إلى السلطة عام 1968، الأمر الذي عرضه لضغوطات أمنية، حتى اضطر إلى مغادرة مدينته.
واضاف قائلا انه في حقبة الدكتاتورية كان ينشر في الصحف، تحت اسم مستعار، كتابات تحمل في طياتها موضوعات حساسة، وكان من بين ما كتبه في تلك الفترة مقالات عن الشهيد حسن سريع ومعتقل "نكرة السلمان" وغير ذلك من الأمور التي لا تسمح السلطات الدكتاتورية بالحديث عنها.
وتحدث المحتفى به عن عمله في تدريس النقد المسرحي بمعهد الفنون الجميلة، لافتا إلى انه ليس استاذا اختصاصيا أو من خريجي المعهد في الأساس، لكنه كان قد قرأ جميع المناهج الدراسية التي تسلم للطلبة، وصارت له خبرة واسعة في هذا المجال، فطلبت منه إدارة المعهد تقديم محاضرات.
وتابع قائلا انه عمل مدة 25 سنة في دار الشؤون الثقافية العامة بوزارة الثقافة، وكان حريصا على الارتقاء بالمجلات الثقافية التي تصدرها الدار.
وعرّج الأديب المحتفى به على عمله مستشارا في دوائر الإذاعة والتلفزيون ودار الثقافة الكردية ودار الشؤون الثقافية العامة، مبينا انه واجه الكثير من المحن في عمله نظرا لمواقفه الثقافية والسياسية التقدمية الثابتة.
ثم تناول مجموعته القصصية الأخيرة الموسومة "أصابع الأوجاع العراقية" التي كتبها بعد اعتزاله عن الكتابة مدة 10 سنوات، موضحا انه مدين كثيرا للشاعر والإعلامي إبراهيم الخياط، الذي ألح عليه بالعودة إلى الكتابة.
أما عن عمله الحالي في جريدة "طريق الشعب"، فقد بين يحيى انه يركز على محتوى النص أو المادة الثقافية قبل التركيز على اسم الكاتب، مؤكدا أنه يتسلم أحيانا كتابات من أسماء لامعة في الوسط الثقافي، لكنه يعتذر عن نشرها في حال وجدها غير صالحة للنشر.
وفي الختام قدم الرفيق طلعت كريم إلى الأديب حسب الله يحيى، باقة ورد باسم الحزب الشيوعي العراقي، فيما سلمته د. خيال الجواهري "لوح الجواهري" باسم اتحاد الأدباء، وآخر قدمه له الفنان صباح المندلاوي باسم المكتب التنفيذي لنقابة الفنانين العرب، فضلا عن قلادة إبداع من الملتقى الإذاعي والتلفزيوني قلده إياها المصور صباح السراج.

عرض مقالات: