عقد منتدى "بيتنا الثقافي" عصر الخميس الماضي على قاعته وسط بغداد، جلسة استذكار لـ "شاعر الشعب"، الشاعر الكبير الراحل عريان السيد خلف، ومسيرتيه الإبداعية والنضالية.
حضر الجلسة سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، والرفاق د. صبحي الجميلي وبسام محي وفلاح القس، اعضاء قيادة الحزب، إلى جانب جمع من الشيوعيين والمثقفين والأدباء والإعلاميين، من محبي الراحل ومتذوقي شعره.
الصحفي علاء الماجد، أدار الجلسة وافتتحها داعيا الحاضرين الى الوقوف دقيقة صمت لذكرى الفقيد، وشهداء العراق والحزب الشيوعي العراقي.
ثم تحدث عن "شاعر الشعب" الذي فارق الحياة العام الماضي، إن "هذا القلب النابض بحب العراق وفقرائه قد توقف الآن، فالموت هو الحقيقة الوحيدة التي لا يمكن دحضها أو الهروب منها، الموت لا يشيخ كما وصفه عريان في إحدى قصائده، (هذا الموت، جسر للانهاية عليه كلنه نفوت.. هذا الموت.. هاجس يبتدينه بلحظة التكوين ويرافكنه العمر من غير ضجه وصوت..".
بعد ذلك اعتلى المنصة الشاعر الكبير ناظم السماوي، الذي تحدث عن رفيق دربه عريان، مؤكدا انه تعرف إليه بدايات عام 1968، حين خرج (السماوي نفسه) من معتقل "نكرة السلمان" مع زميله الشاعر الراحل زهير الدجيلي.
وأضاف متحدثا عن الألفة التي كانت تجمعه بالراحل، و"الروح الرفاقية" التي امتدت الى أكثر من 50 عاما، موضحا انهما لم يختلفا إطلاقا.
ولفت السماوي في حديثه إلى إن السيد خلف ارتبط بقضية الناس مثلما ارتبط بحزبه الشيوعي العراقي، مؤكدا انه سيبقى خالدا في ذاكرة العراقيين.
وكانت للناقد علوان السلمان ورقة نقدية في الجلسة، تناول فيها تجربة السيد خلف الشعرية، مبينا ان الراحل "يشكل واحدا من الاصوات الشعرية المتميزة في شعرنا العراقي المعاصر، كونه يعد منشوراً سياسياً وعاطفياً وانسيابياً".
وتابع قائلا أن إطلالة السيد خلف الأولى "شكلت امتدادها الشرعي للتجربة النوابية في "الريل وحمد" 1956- 1958 (تجربة الشاعر الكبير مظفر النواب)، والتي تعد نقلة نوعية في عالم القصيدة الشعبية شكلا ومضموناً".
بعدها ألقى الشاعر عبد حلو، مجموعة أبيات "أبوذية" مهداة إلى شاعر الشعب، كان قد نشرها في "طريق الشعب" سابقا.
وقدم الاعلامي والشاعر عدنان الفضلي مداخلة في الجلسة، ذكر فيها ان "استذكارنا للشاعر الراحل عريان السيد خلف يأتي لإعطائه حقه، كونه أعطانا كل ما يملك من إبداعات شعرية شعبية"، مؤكدا "اننا نحتاج إلى تكريمه بشكل أوسع وأكثر، لأنه شاعر أوصل شعره إلى مستويات كثيرة وكبيرة".
واقترح الفضلي تنظيم حملة تدعو وزارة التعليم العالي إلى قبول أطروحات الدراسات العليا المتخصصة بالشعر الشعبي، لغرض دراسة منجز الشعراء الشعبيين العراقيين الكبار، أمثال مظفر النواب وعريان السيد خلف وناظم السماوي وكاظم إسماعيل الكاطع وزهير الدجيلي وغيرهم.
الروائي حسن البحار كانت له مداخلة في الجلسة، ذكر فيها انه "من البديهي جدا ان نقول ما نريد، لكن احيانا يعجز هذا التكوين ما بين الفم والصدر عن التعبير الصوتي عما يدور في الذهن"، متابعا قوله: "في نفسي ان اتكلم خارج ابداعات الراحل عريان، اتكلم عن الرسالة الانسانية في مدينتي قلعة سكر التي تمثل مدينة الشاعر الراحيل أيضا، فقد كانت دائما ما تربط بين عائلتينا أواصر المحبة، وكانت تحلو للراحل مناداتي بـ الخال".
وأشار البحار إلى أن "هناك رسالة كان يوجهها السيد خلف يوميا إلى المجتمع، تمثل الأساس الذي عاش عليه، ما انعكس ذلك بعد كم من السنين على حيثيات ونفسيات الجمهور بشكل عام، حتى شغف به حبا"، مضيفا أن "رسالة عريان الإنسانية في الحياة، تحتاج إلى باحث يكتب عنها لتصل إلى الناس، وبالتالي ممكن أن ترفع من شأن الثقافة العراقية".
هذا وتخللت الجلسة مداخلات وشهادات أخرى حول مسيرتي "شاعر الشعب" الإبداعية والنضالية، قدمها العديد من الحاضرين، بضمنهم الشعراء كامل العتابي وحميد الناعس وسفاح عبد الكريم.

عرض مقالات: