سلام القريني
تحت شعار "ميموت الشعب .. وحسين ابد ميموت"، احتفت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة كربلاء، صباح السبت الماضي، بـ "موكب عزاء طرف العباسية"، إدارة وشعراء.

وجاء هذا الاحتفاء ضمن فعاليات اللجنة المحلية المخصصة لتكريم رموز كربلاء الثقافية على شرف الذكرى الـ 85 لميلاد الحزب.
حفل الاحتفاء الذي أقيم على قاعة "فندق الفنار" في مركز مدينة كربلاء، حضره عضوا اللجنة المركزية للحزب الرفيقان د. علي إبراهيم وحجاز بهية، إلى جانب حشد من الشيوعيين وأصدقائهم وجمهور الموكب.
وبعد وقوف الحاضرين دقيقة صمت في ذكرى شهداء العراق والحركة الوطنية والموكب، ألقى سكرتير اللجنة المحلية الرفيق سلام القريني كلمة ترحيب، مما قاله فيها: "نحتفل اليوم بكوكبة من شعراء موكب طرف العباسية ومعهم إدارة الموكب، الذي طالما كان خير عون لنا في مسيرتنا النضالية الطويلة الشاقة، وفي مقارعة حكم انظمة الاستبداد والقهر، عبر (ردّاته) الثورية المناهضة للجور والطغيان"، مضيفا أن الموكب "ظل سائرا على نهجه ذاته الذي سار عليه منذ عقود خلت، وهو لا يزال متخذا موقفا ملاصقا للحزب المدافع عن الفقراء، الحزب الشيوعي العراقي".
ولفت القريني إلى ان الموكب بقي يواصل نشاطاته "على الرغم من التحديات الكبيرة التي تحيق بالعملية السياسية المبتلية طيلة عقد ونصف بساسة الصدفة والفاسدين وفاقدي الولاء لتربة العراق المقدسة".
وتابع قائلا ان "احتفاءنا بهذه الكوكبة، يأتي عرفانا منا بدورها الوطني، مشاطرين إياها الهم الثوري والتحرري المرتبط بآصرة قوية لا يمكن فصلها أبدا، تتمثل في الايمان الحقيقي بنصرة الحق على الباطل.. ذلك الإيمان الذي اختطه الإمام الثائر الحسين بن علي".
واختتم سكرتير اللجنة المحلية كلمته بالقول: "ستبقى (ردّات) الموكب صرخة مدوية تثير الرعب في وجوه اعداء التقدم".
وكانت لمختصة العمل الثقافي المركزية في الحزب، كلمة ألقاها الرفيق د. علي إبراهيم، وذكر فيها أن "موكب عزاء طرف العباسية يعد من ابرز المواكب التي تجاوزت الرتابة والشكلية واسقاط الفرضيات التقليدية. فهو اهتم بالتطورات السياسية، خاصة معاناة المضطهدين والمظلومين من ابناء العراق، وطرح مشكلاتهم بشعرات وشعر مؤثر على شكل (ردّات) تصل الى القلب والعقل لارتباطها بالواقع المعاش وبثورة الحسين وبعدها الاجتماعي السياسي".
وتابع قائلا أن "ثورة الحسين ثورة ضد الحكام الظالمين الذين تربعوا على عرش السلطة في الشام، واقاموا دولتهم وقمعوا المعارضين لهم بالنار والحديد ولم يحققوا دولة العدالة الاجتماعية. وبهذا المعنى تميز الموكب في تبني الانحياز الى الفقراء، وبسبب هذا الموقف الشجاع تعرض ابرز ناشطيه الى الملاحقات الامنية حد التصفية الجسدية، لكنه ظل صوتا وطنيا نظيفا قويا صادحا".
بعد ذلك ألقى الأستاذ راشد الكعبي كلمة باسم إدارة الموكب، سلط فيها الضوء على بدايات تأسيس الموكب عام 1888، موضحا أن الموكب كان يتألف من أكثر من 13 هيئة تمتد من أطراف منطقة العباسية الشرقية في كربلاء، وصولا إلى منطقة العباسية الغربية.
واستذكر الكعبي أبرز كافلي الموكب السابقين، وفي مقدمتهم السيد عباس الشامي، والحاج مهدي شاصي، والراحلان أسطة حسن النجار وميري العبيس، مضيفا أن الموكب سار بعد التغيير 2003 على خطى الأولين، من خلال كافليه كريم ميري وحسن عبد علي الفتلاوي والحاج سعد عبد علي.
وكانت لشعراء الموكب كلمة ألقاها الشاعر زهير الشافعي، وتناول فيها السير الذاتية لبعض شعراء الموكب السابقين، خاصا بالذكر الشاعر الشيوعي الشهيد عبد الزهرة السعدي "الذي ختم حياته شهيدا على أيدي أعتى طغاة الأرض، مجسدا بذلك مسيرته النضالية، ومترجما ما كان يطرحه من (ردّات) عزاء ثورية".
وفي سياق الحفل عرض الرفيق مرتجى إبراهيم فيلما قصيرا يتضمن لمحات من مسيرة الموكب.
بعدها قرأ الشاعران محمد فاضل وطالب خنياب، باقة من (ردّات) الموكب، شاركهما في ترديدها الجمهور الحاضر، ما أضفى جوا من الحماس.
وفي الختام جرى تكريم شعراء الموكب وإدارته، بشهادات وألواح تقدير باسم اللجنة المحلية، وزعها عليهم كل من الرفاق د. علي إبراهيم، حجاز بهية، د. عبد الحميد الفرج، إبراهيم حلاوي، الشاعر كامل عبد علي، نائب سكرتير اللجنة المحلية عبد الرزاق جليل، المحامي حميد المسعودي، فضلا عن صديق الحزب نعمة الفتلاوي.

عرض مقالات: