تعتبر الهند من أقدم الحضارات العالمية بحيث يرجع تاريخها إلى الألاف السنيين قبل الميلاد. والحضارة كما يعرفها العلماء عبارة عن مرور شعب من مختلف مراحل التطور في مدة من الزمن محددة حتى تتوصل إلى مظاهر الرقى في العلوم والفنون والآداب والحياة الاجتماعية. يوجد للشعب الهندي تاريخ حضاري طويل مليء بالإنجازات في مختلف المجالات المعرفة والتراث الثقافي ومنها اليوغا.

تعتبر اليوغا اليوم رياضة عالمية بعد أن نجحت الهند في تصديرها للعالم وهي تعني الانضمام أو الاتحاد وترمز إلى وحدة الجسد والنفس كما أنها تحمل رسائل محبة وسلام عبر تنقية النفس ورقيها واحترام الغير دون النظر إلى العرق أو الديانة أو اللون، وتمارس بطرق متنوعة وغير مكلفة وتزداد شعبية يوما بعد آخر.

اليوغا هي هدية ثمينة رياضية تهديها الهند إلى العالم لكل من يمارسها، وهي تهدف إلى تحقيق الوحدة بين العقل والجسم، وبين الفكر والعمل، وتحقيق التوازن بين الانضباط والإشباع، والانسجام بين الإنسان والطبيعة. اليوغا هي رياضة الجسم والعقل، تعود أصولها إلى الفلسفة الهندية، وتتعدد أنماطها التي تجمع بين تقنيات التنفس والاسترخاء والتأمل والحركات الجسدية. وقد اشتقت كلمة "يوغا" من اللغة السنسكريتية حيث تعني الكلمة "الانضمام"، و"الارتباط" أو "التوحد". اليوغا تعلم ممارسيها الانضباط العقلي والبدني والانسجام بين الإنسان والطبيعة ولا تقتصر على تمارين الرياضيات فحسب وإنما تسعى إلى اكتشاف الشعور بالتوحد مع الذات والعالم والطبيعة.

اليوغا هي جزء واحد من ستة الأنظمة الفلسفية الرئيسية في الهند. ويرتبط تاريخها ارتباطا وثيقا من الحضارة الهندية، بل هو الانضباط، وضعت من العصور القديمة لمساعدة الناس على الحصول من خلال الألم، العثور على الوحدة والفرح في الجسم والروح.

إن ممارسة اليوغا تنبع من ثقافة "هارابا" ما قبل العصور الفيدية التي يرجع تاريخها إلى 2700 قبل الميلاد، ويعرض عدد من الأختام المحفورة صورة شخص يجلس جلسة اليوغي كما يستخدم اليوغيون هذه الطريقة للتأمل والتفكير. تبوأت رياضة اليوغا مكانة الصدارة إبان القرن الخامس والسادس قبل الميلاد وسيطرت في القرن الثامن عشر الميلادي ظواهر اليوغا المختلفة على مشهد الحياة والتاريخ الهندي.

إن اليوغا عبارة عن تمرينات بدنية وعقلية تضرب جذورها في أعماق الماضي. يرجع تاريخها إلى العصور الفيدية. لقد أحيا الحكيم الفيلسوف الهندي باتانجلي وأخرجها في شكل رسائل أطلق عليها "اليوغا سوترا" رأى باتانجلي أن ممارسة تمرينات اليوغا توفر المتوازن والتنسيق الكامل بين جميع قابليات الإنسان البدنية والعقلية والروحية. إن تمرينات اليوغا تنمي العقل وتصقل الذهن وتقوي الجسم بحيث أنها تسبب الهدوء النفسي وتخلص الإنسان من التوتر الذهني، وكذلك توفر العلاج البديل لمختلف الأمراض الجسمانية والروحانية.

اليوغا هي رياضة جسدية وعقلية وروحية. وقد تم تطوير هذا النوع في الهند لكي يتلاءم ويتحد مع العقل والروح والجسد. تمثل اليوغا الوحدة بين العقل والجسد والفكر والفعل والكبح والإنجاز والانسجام بين الإنسان والطبيعة كما تعد نظاما متكاملا للصحة والسعادة. فاليوغا إحدى الهبات الثمينة لتراث الهند القديم، وهي أحد الكنوز التراثية الهندية المعرفية التي تجسد التناغم بين الإنسان والطبيعة.